من القصائد الحكائية التى ترفض الاستسلام قصيدة خضرة الشريفة فى أيدى اليهود للدكتور/ صلاح عدس يقول فيها:
يا سيد يا بدوى جئتك/ أحكي لك/ ما حل بقومِك/ بعد وفاتِك/ جاء زمانٌ ضاعت فيه كراماتُك/ حتى خضرةْ/ أو تذكرُها/ وقعت فى ايدى الكفرةْ/ ورئيسُ الكهنةْ/ يبغيها زوجةْ/ هل ترضى؟!!/ خبِّرنا ماذا نفعلُ/ كى ننقذَها/ يا سيد فى هذي المرةْ/ نحن الأسرى/ لا نملكُ غيرَ الدمع وغيرَ الحسرةْ/ يا سيدُ نظرةْ/ أين شيوخُك؟/ ودروايشُك؟/ مدد يا سيد/ مدد يا سيد/ لكن السيدُ فى رقدتِه الأبديةِ/ ليس يردُّ
يقف الشاعرُ على الممارساتِ الفاسدةِ للأعداءِ ضد العربِ فى مصرَ وفلسطينَ وسوريا ولبنانَ والعراقِ ، ويشعر بالحزنِ
من الضعفِ العربيِّ والتخاذلِ حيثُ وقعتْ خضرةُ الشريفةُ) فلسطينُ (في أيدى اليهودِ دونَ أن ينقذَها أحدٌ من العربِ..
ويسخرُ الشاعر من انتظارِ العربِ لمعجزةٍ لن تتحققَ وللمخلِّصِ الخارجيِّ الذى لن يأتيَ ، ولجؤهم إلى الأضرحةِ
والأولياءِ مثلَ ضريحِ السيدِ البدويِّ بطنطا أملًا فى أن يساعدَهم فى هذا المأزقِ لكنَّ السيدَ فى رقدتِهِ الأبديةِ لا يرد
عليهم لأنَّه ميتٌ والميتُ لا يستطيعُ فعلَ أيِّ شيئٍ..
والدكتور صلاح عدس شاعر وكاتب مسرحي وقد سافر إلى عدة دول أجنبية وترجم العديد من الروايات وكتب الأدب
والفلسفة الغربية وله عدة دراسات نقدية وصدر له عشر مسرحيات شعرية منها بلالُ الثائرُ، حبيبُ بن زيدٍ ومسيلمةُ
الكذابُ، عبد الله بن حذافة والقيصر، أبوزيد الهلالي سلامة، مأساةُ المعتمد بن عباد، السلطان عبدالحميد، مأساة
القدس، الحسين الثائر الشهيد، السيدة زينب ويزيد.
وقد صدر عن شعره ومسرحه أكثر من خمسة عشر كتابا لكبار النقاد وأساتذة الجامعات إلى جانب عدة رسائل
الماجستير والدكتوراه فى مصر وباكستان.. ونجد على رأس هؤلاء الأساتذة للنقد الأدبى الدكتور محمد الغرباوى
والدكتور/عاطف عبد اللطيف ، والدكتور خالد فهمى ، والدكتور حجاج عطية ، والدكتور محمد عبد العزيز ، والدكتور
محمد عبد الرحمن ، والدكتور صلاح ابراهيم ، والدكتورعمر عبد العزيز الحسينى ، والدكتور حبيب السيد أبو جمعة..
——————————–
(1) هذا المقال منقول عن رسالة دكتوراة بجامعة الأزهر.
(2) صدر للدكتور صلاح عدس ديوانان شعريان هما : الطريق إلى مكة ، ثورة المختار
