الكاتب الصحفي يسري السيد يكتب : أموالنا المجمدة فى” الديب فريزر” الأمريكانى!!

الكاتب الصحفي يسري السيد

شعرة دقيقة تفصل بين القوة والبلطجة ، وللأسف تجدها مختفية فى النظام العالمى الذى نعيشه بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وانتهاء عصر الثنائية القطبية الى عصر القطب الواحد ، أو قل الهيمنة أو البلطجة الامريكية، ووحيا من كتاب رقعة الشطرنج الكبرى: الأولوية الأمريكية وضروراتها الجيوستراتيجية للأمريكى زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومى فى البيت الابيض ( 1977 الى 1981) انتقل الى البلطجة الامريكية فى ملعب اخر

وبعيدا عما نراه على الساحة الأن هناك بلطجة اقتصادية نعرفها ونتعامل معها على ، بغباء أو جهل أو ضعف ، لكن المشكلة اننا مازلنا نذهب اليهم بأرجلنا بالاف المليارات من الدولارات عن طيب خاطر ، أقصد العرب و دول العالم الثالث ، تحت شعارات قد تبدو صحيحة ظاهريا ، ولكن المرار كله فى الاعماق

فى البداية يروجون ان امريكا ولندن وباريس على سبيل المثال تتمتع بنظم اقتصادية تبتعد عن المخاطر الى حد الصفر بتصنيفات وشهادات البنوك والمؤسسات الاقتصادية العالمية ( هم يسيطرون عليها ويديرونها بحرفية شديدة !!)، يروجون بالاستقرار السياسى عندهم ، فليس هناك ثورات أو انقلابات أو مصادرات أو تأميم … الخ مما يحدث فى العالم الثالث لذلك هم البيئة الآمنة للاستثمار فضلا عن العوائد المالية المضمونه

لذلك تذهب اموال وثروات وذهب واحتياطيات وأصول دول العالم الثالث الى البنوك والمؤسسات الاقتصادية والصناعية والحكوميه اليهم ولتكون امريكا مثلا هى اكبر جاذب للاستثمارات العالمية ، يعنى يتقدمون ويصنعون ويزرعون ويستثمرون ويرغدون فى الرخاء بفلوسنا ، بل ويصنعون السلاح الذى يقتلوننا به بفلوسنا ، وللامانة قد تذهب بعض هذه الاستثمارات اليهم تحت التهديد ، فاذا لم تنفع سياسة الجزرة فهناك العصا والسوط و بكافة اشكالهم التى يلهبون بها ظهور العالم الان

المهم يظهرون بلطجتهم الاقتصادية ولا نتعظ

على سبيل المثال لا الحصر تحدث أمامنا ومنذ عشرات السنين ، ومازالت تتم ، أقصد قرارت تجميد اموال العديد من

الدول ، بل ومصادرتها، ومع ذلك نذهب اليهم باموالنا فى انتظار يوم التجميد والمصادرة !!

وهذه بعض الأمثلة : حين قامت الثوة الاسلامية فى ايران ورفضت واشنطن تسليم شاه ايران اليها لمحاكمته على

بعض الجرائم المنسوبة له ، قام بعض الايرانيون باحتجاز مجموعة كبيرة من الدبلوماسيين وموظفو السفارة الامريكية

لمدة من 444 يوما وبعمل ضد الاعراف والقوانين الدبلوماسية

المهم وبعيدا عن هذه الازمة وتداعاياتها قام الرئيس الامريكى جيمى كارتر بتجميد كل الأصول الإيرانية .. ولو برر كارتر

قراره بسبب ازمة الرهائن فقد يكون الامر مقبولا او مستساغا رغم عدم شرعيته قانونيا ، لكنه علل قراره بنية واعتزام

ايران سحب ودائعها من البنوك والمؤسسات الامريكية ، والقرار يعد غيرمشروعا فى القانون الدولى فلا عقاب على

نية أو احتمال ، اللهم الا البلطجة المشبوهة !!

ومنذ عام 1979 لم يتم الافراج عن الأموال المجمدة حتى سمح مؤخرًا بالافراج عن 6 مليارات دولار منها في إطار

صفقة تتعلق بتبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة، يعنى لمصلحة الكاوبوى الامريكى

ومنذ أكثر من ثلاثة عقود لا تزال الأصول والأرصدة الإيرانية مجمدة في البنوك العالمية، وتتراوح حجمها ما بين 100

مليار دولار إلی 120 مليار بقيمة الوقت الذى تم فيه التجميد منذ 1979

• ومع ذلك مازالت تذهب أموال الحكومات ، أقصد أموال شعوبنا اليهم فى انتظار يوم التجميد والمصادرة !!

• و حدث ذلك من قبل مع اليابان وقبل هجوم بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941، فرضت واشنطن عقوبات على اليابان،

بما في ذلك تجميد الأصول المالية اليابانية في أمريكا، بسبب توسيع اليابان لنفوذها في آسيا

• ومع افغانستان وبعد قرابة شهر من سيطرة حركة “طالبان” ، وانهيار السلطة التابعة للولايات المتحدة، قامت

واشنطن بتجميد معظم أصول البنك المركزي، والبالغة 9.5 مليارات دولار، والتي يُحتفظ ببعضها في نيويورك،

ومن الاستفزاز تجميد الرئيس الأميركي جو بايدن 3.5 مليار دولار من الأموال الأفغانية المحفوظة في امريكا، كتعويض

لضحايا أحداث 11 سبتمبر … كما تم الإفراج عن النصف الآخر من أصل المبلغ (7 مليار دولار) لإنشاء صندوق ائتماني

“لمصلحة الشعب الأفغاني”..آه والله يجمدون الأموال لصالح شعب لم يخلق بعد!!

• . ومع ذلك مازالت تذهب أموال الحكومات ، أقصد أموال شعوبنا اليهم فى انتظار يوم التجميد والمصادرة !!

• وفنزويلا لم تسلم أيضاً إذ قام الرئيس دونالد ترامب فى ولايته الأولى بتجميد 342 مليون دولار، في حوزة البنك

المركزي الفنزويلي في الولايات المتحدة، كجزء من العقوبات على الرئيس نيكولاس مادورو. و احتجز بنك انجلترا ذهب

فنزويلا بقيمة مليار دولار عام 2020م على الرغم من استكمال فنزويلا سداد قرضها.. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد

بل تم وضع الأموال تحت سيطرة زعيم المعارضة، خوان غوايدو، والحكومة الموقتة التي أنشأها.

• ومع ذلك مازالت تذهب أموال الحكومات ، أقصد أموال شعوبنا اليهم فى انتظار يوم التجميد والمصادرة !!

– في ليبيا مازالت الحكومات الغربية مستمرة في تجميد أموال تقدَّر بنحو 150 مليار دولار ولا أثر لمطالبات ليبيا و في

ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها أى بوادر للأفراج عنها

وعند اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية في فبراير 2022 جمّدت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي مبلغا قدره حوالى

300 مليار يورو (325 مليار دولار) من نصف احتياطات البنك المركزي الروسي.

ووصف الرئيس الروسي بوتين التجميد بأنه “سرقة”، محذّراً من أن الخطوة “لن تمر من دون عقاب”.

ولم يقف الاستفزاز عند هذا الحد بل اتّفق قادة بلدان مجموعة السبع على قرض جديد بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا

باستخدام أرباح الأصول الروسية المجمّدة

• هذه أمثلة من مئات الاحداث ومع ذلك مازالت تذهب أموال الحكومات ، أقصد أموال شعوبنا اليهم فى انتظار يوم

التجميد والمصادرة !!

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل لم تتحرك ذرة من مشاعرهم اثناء ازمة كورونا التى اجتاحت العالم ، يعنى حتى البعد

الانسانى لامكان له عندهم ، فقد رفض الرئيس ترامب الافراج عن جزء من هذه الاموال المجمده لفنزويلا وايران

وسوريا لشراء معدات ومستلزمات ولقاحات طبية لمواجة شعوبها لهذا الوباء المصنوع فى المعامل الغربية والنتيجة

موت مئات الالاف من الشيوخ والنساء والاطفال والشباب أيضا !

• ومع ذلك مازالت تذهب أموال الحكومات ، أقصد أموال شعوبنا اليهم فى انتظار يوم التجميد والمصادرة !!

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.