إبراهيم نصر يكتب: أهل الله وخاصته

الكاتب الصحفى إبراهيم نصر
الكاتب الصحفى إبراهيم نصر

انطلقت يوم السبت الماضى بالقاهرة فعاليات المسابقة العالمية التاسعة والعشرين للقرآن الكريم، حيث افتتحها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وشارك فيها 108 متسابقين من 58 دولة على مستوى العالم. وهي على حد تعبير وزير الأوقاف: “عرْس قرآني فريد” ينطلق من أرض الكنانة من قاهرة المعز، ليزين سماء الدنيا بأسرها وينير أجواءها ويحمل أجمل معاني السماحة واليسر وفهم صحيح الدين من مصر للدنيا كلها بمشاركة نخبة من أعظم القراء ونخبة مباركة من خيرة شباب العالم.

وقد نظمت الوزارة للمشاركين فى المسابقة زيارة لمسجد محمد على بالقلعة ثم انطلقوا في رحلة إلى معرض الكتاب، حيث أعربوا عن إشادتهم البالغة بعمق الحضارة المصرية وتواصلها الحضاري والثقافي مع ماضيها العريق، وأعربوا عن إعجابهم الشديد بما عاينوه ورأوه، وأكدوا أن مصر هي حصن الإسلام والمسلمين وبلد العلماء والقراء وبلد الأمن والأمان، ووجهوا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على رعايته للمسابقة وإكرامه لأهل القرآن.

ومن أهم الفعاليات التى صاحبت المسابقة: إقامة عدد من المقارئ القرآنية لكبار القراء برواية حفص ورواية ورش والمقرأة المجودة برواية حفص وأمسية ابتهالية على هامش المسابقة.

وبهذه المناسبة يطيب لى أن اتحدث عن أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته:

يقول نبينا – صلى الله عليه وسلم -: “إِنَّ لله أَهْلِينَ مِن النَّاسِ” قَالُوا: يَا رَسُولَ الله مَنْ هُمْ؟ قَالَ: “هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ: أَهْلُ الله وَخَاصَّتُهُ”،

ومن إكرام الله – عز وجل – لأهل القرآن أن جعله شفيعا لأصحابه يوم القيامة، يقول نبينا – صلى الله عليه وسلم -:

“الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ:

مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ”.

اقْرَأْ وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى اللهُ عليه وسلم -:

“يقَـالُ لِصَاحِبِ الْقُـرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا”، وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنهما –

يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ الله فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: (ألم) حَرْفٌ،

وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ”، وقال الفضيل بن عياض – رحمه الله – : “حَامِلُ الْقُرْآنِ حَامِلُ رَايَةِ الْإِسْلَامِ لَا يَنْبَغِي لَهُ

أَنْ يَلْغُوَ مَعَ مَنْ يَلْغُو، وَلَا أَنْ يَلْهُوَ مَعَ مَنْ يَلْهُو، وَلَا يَسْهُوُ مَعَ مَنْ يَسْهُو، وَيَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ إِلَى الْخَلْقِ حَاجَةٌ

لَا إِلَى الْخُلَفَاءِ فَمَنْ دُونَهُمْ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ حَوَايِجُ الْخَلْقِ إِلَيْهِ”.

لاَ حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ

وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: سمعت رسول الله – صلى اللهُ عليه وسلم – يقول: “لاَ حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ:

رَجُلٌ آتَاهُ الله الكِتَابَ، وَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ الله مَالًا، فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ”.. اللهم اجعلنا منهم، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.

ولا يفوتنى أن أتوجه بخالص التحية والتقدير للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الهمام، على رعايته الدائمة لأهل القرآن،

واهتمامه البالغ بعودة مقارئ كبار ومشاهير قراء القرآن الكريم إلى المساجد الجامعة، زيادة فى عمارتها واستعادة لدورها المهم

فى إيقاظ الهمم نحو فهم وتدبر آيات القرن الكريم، بعيدا عن أى توجهات سياسية أو أفكار شيطانية كانت تبثها جماعات إرهابية متطرفة

تحت ستار حلقات أو مدارس تحفيظ القرآن الكريم، التى تم منعها إلا تحت إشراف كامل من وزارة الأوقاف، وبضوابط تمنع الدخلاء

وغير المتخصصين من استغلالها والتستر وراءها لبث الأفكار المسمومة أو المتاجرة بها وجمع الأموال بزعم رعايتها والنفقة عليها.

Ibrahim.nssr@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.