عبد الناصر البنا يكتب : ثورة شعب .. حماها الجيش

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
لما تتأمل الأحداث إللى مرت بها مصر منذ عام 2011 إلى اليوم وشبهتها ” بالبازل ” ، وحطيتها جنب بعضها سوف تخرج بيقين واحد هو أن البلد دى حاميها ربنا ، وأن عين الله هى إللى ترعاها ، وأوعى حد يقولك حاجه غير كده أو إن دى إستراتيجية أو تخطيط ، إحنا كنا رايحين فى داهية ، لامحالة ، كنا رايحين فى الوبا وضايعين !! ولكنها إرادة الله ، قدر الله وماشاء فعل . وإذا أراد ربك شيئا أن يقول له كن فيكون .
أصل الحكاية أن جماعة الإخوان طوال تارخها كان عينها على الحكم ، وكان الدين أو الدعوة إلى الله هو الستار أو الطريق إللى إختارته الجماعه للوصول إلى هدفها ، جمال عبد الناصر سأل قيادات جماعة الإخوان قبل ثورة 23 يوليو كيف ستعالجون مشاكل مصر لو وصلتم إلى الحكم ؟ وكانت الإجابة ” الإسلام هو الحل ” . والحقيقة أنهم أجادوا الدور على الوجه الـ أكمل ، وإستطاعوا أن يخدعوا البسطاء وبعض المتعلمين من الناس ، ويتسللوا إلى الـ عقول فى الريف والقرى والمناطق النائية ، تحت ستار الدين ، والناس إعتبرتهم من أولياء الله ،
وكلنا عارفين أنهم أبعد مايكون من الدين وأن الدين منهم براء ، وخاصة إن علمنا أن ” الكذب ” كان بالنسبة لهم
أسلوب حياة ، لما سُئل رسولُ الله ﷺ : هل يسرق المسلم ؟ قال : ” نَعَمْ” . فقيل له : هل يزني ؟ قال : ” نَعَمْ “
. فقيل: هل يكذب ؟ قال : ” لَا ” صدق رسول الله ﷺ . زجماعه الإخوان تكذب كما تتنفس !!
هددت جماعة الإخوان بحرق البلاد من شمالها إلى جنوبها ، وحذرت من حرب أهلية لاتذر أخضرا ولايابس ، وببحور
من الدماء ، وكان لدى الجهات الأمنية مايدلل على صدق كلامهم ، وخاصة بعد تحالفهم مع عناصر إرهابية من غزة
وحماس والنصرة والقاعدة وداعش والجماعات التكفيرية والجهادية .. إلخ . وتمركزها فى أماكن إستراتيجية . على
النحو الذى جسدته الدراما المصرية فى رمضان وأكدته وثائق لدى الجهات السيادية والإستحباراتية .
وإعتلت الجماعة سدة الحكم فى مصر ، لكن على أرض الواقع ، كان الكرسى أكبر منهم ، فهم لم يستعدوا للحظة
بالقدر الكافى ، ولم يكونوا مؤهلين لها ، إضافة إلى أنهم كانوا يعاندوا ويكابروا عن جهل ، وكان لديهم من الغباء
بالقدر الذى يدينهم بتهمة ” الغباء السياسى ” وهذه حقيقة أكدتها الأيام على لوحه البازل التى أمامنا ، كما أنهم
لم يمدوا أيديم إلى الدولة ، ولم يستفيدوا من الإمكانيات المتاحة لدى الدولة وأجهزتها المختلفة ، والدولة بدورها
بعدت عنهم ولم تمد يدها لهم ، وتركت لهم الحبل على الغارب ، من باب ” بركه ياجامع ” !!
الجماعة ناصبت العداء للجيش والشرطة والقضاء والإعلام ، بل أنها ناصبت العداء لمن على شاكلتهم من السلفيين
وغيرهم من المشتركين معهم فى نفس ” الأيدلوجيه ” ونفس الفكر ، وإستغنت الجماعة عن خدمات مساعد
رئيس الجمهورية لملف التواصل المجتمعى بطريقة مهينة بالقدر الذى جعل الدعوة السلفية تهاجم ” مرسى ” لـ
تنكره لها ، تقريبا الإخوان ناصبت العداء وتنكرت لـ مصر كلها ، وكأنما مصر كانت عزبة يديرها الإخوان ، ومضت
الجماعة فى غيها وضلالها ، ولم يوقفهم أحد ، وهذا خطأ فادح ولكنها ” إرادة الله ” ، سيطرت الجماعة على مفاصل
الدولة ، وعلى الوزارات السيادية بأشخاص ليسوا مؤهلين ، وليست لديهم الخبرة والكفاءة ولا حتى المقومات
الشخصية لشغل تلك المناصب !!
الرئيس محمد مرسى نفسه كانت شخصيته مهزوزة ، ولم يفلح فى القيام بدور ” الكومبارس ” الذى كان يؤديه
والحقيقة أن إمكانياته لم تكن تؤهله لـ يشغل هذا المنصب ، بعد أن فشلت الجماعة الدفع بالشاطر ، وإرتضت
الحماعة بأن تديره من خلف الستار ، وكان آداؤه سىء جدا ، ويثير الشفقة . أما عن الفشل فى إدارة الملفات
الداخلية والخارجية فحدث ولاحرج ، بالقدر الذى أصبحت فيه مصر على وشك الوقوع فى الهاوية . وكان المجتمع فى
حال إنقسام شديد ويأس من كل شىء ، الأحوال المعيشيه سيئه ، الناس فى حاله من الخوف والقلق ، أزمات
طاحنة ، وكنا نسير من سىء إلى أسوأ . أيام ربنا لايعودها .
إلى أن هب الشغب فى الـ 30 من يونيو لـ يقف وقفته ويقول ( لا ) قال الشعب لا لـ أشياء كثيرة ، لا .. لحكم
المرشد ، لا .. لحكم الإخوان . وفشلت تجربة رئيس مدنى منتخب يحكم مصر فشلا ذريعا ، أسقط الشعب الإخوان
، وكانت إرادة الله هى الغالبة ، مايفوق الـ 30 أو الـ 33 مليون مصرى هبوا وخرجوا إلى الشوارع فى 30 يونيو
ليسقطوا حكم الإخوان ، وبعد فترة إنتقالية يختار الشعب رئيسه ، وتصدح فيروز كما صدحت فى حديقة الحرية عام
1976 ” مصرُ عادتْ شمسُك الذهبُ. تَحمِل الأرضَ وتَغترِبُ. كَتَبَ النِّيلُ على شطِّهِ. قصصاً بالحبَّ تلتهبُ ” .
أنه حب مصر الذى لايدانيه حب ؛ مصر التى ذكرها الله فى كتابه العزيز تصريحا وتلميحا فى أكثر من موضوع والتى
قال عنها رسولنا الكريم أهلها فى رباط إلى يوم الدين . يأهل مصر تمسكوا بوعد رسول الله ﷺ أنكم فى رباط إلى
يوم الدين ، تمسكوا بقول الله تعالى { وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللهُ آمِنِينَ } صدق الله العظيم
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.