عبد الناصر البنا يكتب : إنتصار عبدالفتاح .. فنان من الزمن الجميل

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
ليست هذه المرة الأولى التى أكتب فيها عن هذا الفنان المبدع ، فأنا المدفوع بحب مايقدمه من إبداعات فنيه تفوق تصور البشر ، فهو رجل مهموم بقضايا الوطن والوطنية لديه ليست شعارات أو ” همبكه ” إنما هى جهد وعمل يواصل فيه الليل بالنهار من أجل رفع إسم مصر عاليا فى كاقة المحافل .
إن أقل مابمكن أن يوصف به الفنان إنتصار عبدالفتاح أنه ” عبقرى ” ، وأكاد أجزم أن العبقرية قد تزداد شرفا عندما تقترن بإسمه ، فهو حالة فنية من نوع خاص ، بدأت بالنشأه فهو ينتمى إلى أسرة فنية والده هو
الفنان عبدالفتاح متولي ، وكان ” ممثلا وناقدا فنيا وكاتبا صحفيا مهموما بقضايا الوطن ، وأخوه المخرج والمترجم والناقد المصري البارز ، الفنان الراحل الدكتور هناء عبدالفتاح الذى قدم الكثير من الأعمال الفنية المتميزة وكانت له أكثر من تجربه متميزة مع الفنان الكبير عادل إمام .
وزوجته هى أيضا حالة فنية من نوع خاص وهى شعلة حركة ونشاط ومعين لاينضب أبدا ، وأستطيع أن القول وبصدق أنها جديرة بلقب ” أن وراء كل عظيم أو فنان أو مبدع إمرأه ناجحة ” إنها الفنانة سهام يوسف مدير مركز إبداع قبة الغورى الذى حرص الفنان إنتصار عبدالفتاح على الإنطلاق بمشروعه القومى الذى يهدف إلى إحياء وتفرد الشخصية المصرية من بين جنبات ذلك المكان الفواح بعبق التاريخ .
بدأ إنتصار عبدالفتاح مشواره الفني مع المهرجان الدولي للمسرح التجريبي في عام 1988م ، وأسس المسرح الشعبى ومسرح العربة الشعبية ، والحقيبة ، وفنون القاهرة فى ألف عام وهو صاحب تجربة رائدة فى المسرح الصوتي الحركي تعد واحدة من التجارب الطليعية التي نحت ملامحها وكون لها مفرداتها الخاصة التي اعتمد فيها على مفردات الايقاع الموسيقي والايقاع الحركي ناحتا في هذا الفراغ المسرحي جملا لا تسمع ولا ترى فقط بل تحيا معها جميع الحواس
وهو صاحب مشروع قومى طموح يؤكد فيه على إحياء وتفرد الشخصية المصرية ، بدأه من قصر الغورى الفواح بعبق التاريخ ، وإمتد ليشمل ربوع مصر كلها . وأنشأ فرقتين من أهم الفرق التراثية هما : فرقة الطبول النوبية التى كان الهدف من تأسيسها البحث عن الجذور من أجل الحفاظ على تراث النوبة الغنائى والايقاعى االذى نبع من نهر النيــــــل ، ولما لهذا التراث من خصوصية فى التفرد والإبداع . وفرقة سماع للإنشاد الصوفي التي ضم إليها فرقا أخري للترانيم الكنسية والقبطية والإنشاد الإندونيسي ، وفرقا تمثل ثقافات الشعوب المختلفة ، عرفت بإسم ” رسالة سلام ” لـ يؤكد من خلالها على سلام الله على الإنسان فى كل مكان ، ويرسل من خلالها رسالة سلام من قلب القاهرة التاريخية إلى العالم ، وبهذة الفرقة لخص الفنان إنتصار عبد الفتاح مشواره الفني الذي تجاوز الـ 30 عاما ليكون الفن والموسيقى نقاطا للحوار ووسيلة للتقارب بين الشعوب .
وإنتصار عبدالفتاح هو مؤسس ” مهرجان سماع الدولى للإنشاد الدينى والموسيقى الروحية ” الذى نال شهرة كبيرة لإهتمامه بالتراث وتوظيفه الفني للطقوس الصوفية ، وهو مؤسس وصاحب مشروع ملتقى الأديان العالمى بسانت كاترين وشعاره ” هنا .. نصلى معا ” والحقيقة أن الفنان إنتصار عبدالفتاح قدم ثلاث دورات من مشروع ملتقى الأديان فى سانت كاترين لاقت نجاحا منقطع النظير ، لكن ماحدث بعد ذلك شىء يؤسف له بعد نجاح العروض التى قدمها فى سانت كاترين قفز البعض على الفكرة ونسبها لنفسه وقدمت فى صورة أقرب إلى المسخ بعد أن تم إستبعاده منها .
الفنان إنتصار عبدالفتاح رغم إختطاف مشروعه وتقديمه بصورة سيئه لم يدخل فى ” مهاترات ” لأنه صاحب رساله ، فهو يريد أن تمضى القافلة فى طريقها بسلام ، يريد أن يصل بمشروعه الفنى إلى بر الأمان بسلام ولايريد أن تعطل قوى الشر طريقه وخاصة وأن قوى الشر دائما هى الأقوى وهى صاحبة الصوت العالى ، أكمل الرجل مشروعه الفنى ملتقى الأديان ” هنا .. نصلى معا ” فى دوراته اللاحقة فى مجمع الأديان بمصر القديمة ، وحقق أيضا نجاحا منقطع النظير .
وهنا أعود وأأكد أن الدولة المصرية وهى بصدد إقامة عدد من المشروعات التنموية فى مكان التجلى الأعظم لله سبحانه وتعالى وكلامه إلى سيدنا موسى فى جبل الطور بسيناء والمنطقة المحيطه به أن تضع فكر هذا الفنان فى إعتبارها فى إحتفالية ” سيناء أرض التجلى ” فى نهاية فبراير المقبل .
وإنتصار عبدالفتاح هو صاحب ” ليالى المقامات الروحية ” ، وصاحب فكرة ومؤسس المهرجان الدولى للطبول والفرق التراثية أو حوار الطبول من أجل السلام . ومن خلال سعيه الدائم للخروج من نطاق المسرح التقليدي ، قدم الفنان إنتصار عبدالفتاح عرض ” الخروج إلي النهار ـ وأطياف المولولية ــ كما قدم ( مخدة الكحـــــــــل ــ صبايا مخدة الكحل ــ طقوس السمو ـ ترنيمـــــــــــة ـ كونشرتو وسوناتا ــ سيمفونيــــة الملك ليـــــــــر ــ طبول فاوست.. وغيرها من الاعمال المسرحية ) .
وتميز فى أعماله المسرحية بأنه مخرج مسرحى متمكن من أدواته الإبداعية ، وأنه صاحب تجربة فريدة في المسرح المعاصر من خلال تجاربه ومنهجه الخاص فى مفهوم المسرح الصوتى والمسرح البوليفونى ” المتعدد الصور والمستويات ” ، وتميزت أعماله المسرحية أنها تجبرك فى كل عرض على الدخول فى حالة روحانية تظل معك لفترة طويلة حتى بعد إنتهاء العرض ، كما إشتهر بإهتمامه بالتراث وتوظيفه الفني للطقوس الصوفية ، وله تجربة فريدة في توظيف الأصوات دراميا فيما سماه ( المسرح الصوتي )
الحديث عن هذا الفنان المبدع قد يطول ، فهو المهموم دوما بفنه وقضايا وطنه ، ودائما مايجعل فنه رسالة مفادها أن مصر التاريخ والحضارة والأصالة ، مصر الأمن والأمان التى قال الله عنها ” إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين ” إن ما أقامه الفنان إنتصار عبدالفتاح من مهرجانات طافت شوارع المحروسة ” المعز ــ ممر بهلر .. وغيرها ” فى أحلك الأوقات قد تركت إنطباعا لدى العالم أن مصر بلد الأمن والأمان ، وأن الدوله لو أنفقت الملايين لما وصلت إلى هذه الرسالة .
كل الأمنيات الصادقة لهذا الفنان مع قدوم عام ميلادى جديد أن يعينه الله على أن يكمل رسالتة بالصورة التى إرتضاها ورحلتة فى البحث عن الهوية المصرية التى بدأها منذ عام 1990 تحت شعار ” معا نغير العالم ” .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.