المستشار عبدالعزيز مكي يكتب :إقتحام المعبر .. وغدر اللئام أكبر

المستشار عبد العزيز مكي
الآليات العسكرية الصهيونية تقتحم معبر رفح الفلسطينية وتسيطر على محور فيلادلفي صلاح الدين على الحدود الفلسطينية المصرية وتغلق معبر كرم أبو سالم التجاري غرب رفح من ناحية ساحل غزة على بعد ستة كيلو مترات تقريبا حيث لا سبيل الآن لوصول المساعدات الإنسانية والوقود للقطاع نذير بمجاعة إنسانية كارثية
كتلك التي تضرب شمال القطاع منذ مدة وحرمان المرضى بأمراض خطيرة كالسرطان وغيره من العبور من المعبر لتلقي العلاج الذي لا يحتمل التأجيل في مصر وغيرها ..
والنزوح المهين من رفح في أقصى الجنوب إلى غرب خان يونس أو شرق دير البلح وسط القطاع من غير ملجأ ولا ملاذ ولا مقومات حياة لبشر
وحديث خبيث أعرج عن إجتياح رفح ليكتمل مسلسل التدمير الممنهج لكل القطاع من حيث إزالة الأنقاض ومخلفات الدمار الشامل تحتاج لأكثر من عقد من الزمان وإعادة الإعمار تحتاج لعقود وعقود إن توافرت الإمكانات المليارية وصدق النيات
فالهدم سريع مريع خارق حارق قاتل ، والبنيان يحتاج عمر طويل وصبر مرير ورجال وضمائر عز وجودها في هذا الزمان
والقتلى بعشرات الآلاف والجرحىَ والآلام والثكالىَ والأيتام من فقدوا الأم والأب بغير طعام ولا ماء ، ليس لهم دواء إلا
الموت الزؤام ، وإن بقوا على قيد الحياة إلا الإنتقام في مستقبل الأيام ..
والولايات المتحدة الأمريكية من حيث الحكام يتشدقون بكلام ملعون ذر رماد في العيون فلا لإجتياح رفح بعملية كبيرة
ولا مانع من عملية منظمة محدودة
مع العلم بأن القصف لرفح بالقذائف الصاروخية والمدفعية لم يتوقف وكل يوم عشرات القتلى والجرحى في رفح وأسر
تُباد عن آخرها ولا قوة تجيرهم ، ولا المدد بالمال والسلاح للكيان الصهيوني الإرهابي يتوقف ولن يتوقف آناء الليل
وأطراف النهار
أخيرهم وليس بآخر الخمسين طائرة إف ١٥ والستة وعشرين مليار دولار ، ولا طغيان الحكومة اليمينية المتطرفة يمنع
المدد ، ولا الإحتجاجات المدوية لطلاب الجامعات الأحرار وكل عزيز في كل أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية وفي
معظم العواصم الأوروبية يمنع
ولا نصائح هيئة الأمم بكل وكالاتها يردع والحِمم تسقط على رءوس العباد دون تمييز ، والفضائح والعار والصَغَار للكبار
على رءوس الأشهاد والظلم حاكم ، والحشود البريئة من كل إثم خائفة ، وليس لها من دون الله كاشفة ..
والداخل في عاصمة الكيان الصهيوني يغلي ما بين ألوف محتشدة تطالب بالإفراج عن المحتجزين ووقف الحرب
والإقالة للحكومة المجرمة ، وآخرين من أهالى الذين هلكوا في الحرب على أيدي المقاومة يطالبون بإستمرار الحرب
المهلكة بحثا عن إنتصار الخزي والعار
وكل الحال مرار والهدنة إن كانت حقيقة وشيكة ستظهر أو ستختفي بين طيات الخيال تحت لظى النار التي لن
تنطفئ لا في دروب القتال ولا في القلوب !!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.