عبد الناصر البنا يكتب : الصعيد .. وحلم الجنوبي

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
أن تأتى متأخرا خيرا من أن لا تأتى .. كلمات أقولها أنا الصعيدى المدفوع بحب الجنوب لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة إفتتاحه لعدد من المشروعات التنموية فى صعيد مصر .
الصعيد الذى عانى كثيرا مرارة الجهل والتهميش والحرمان ، وتاذى كثيرا ، وظل لقرون منفى للمغضوب عليهم والضالين من فاسدى الإدارت المحلية والمرتشين وغيرهم ،
والذى كتب على أبناءه التيه فى البلدان والغربة داخل الوطن وخارجه ، صعيد مصر الزاخر بالخيرات والتحدى وروح المثابرة والعزيمة والقوة والصلابة التى لاتلين أمام الصعاب والشدائد .
الصعيد الذى أهملته الحكومات المتعاقبة وعانى مرارة الحرمان من كل الخدمات من الصحة والتعليم والتنمية فلا تنمية حقيقيه على أرض الصعيد تذكر طوال الحقب الماضية إلا ذر الرماد فى العين ومحاولة إرضاء أهله ومغازله أبناءه الذين إرتضوا بالقليل .
شاءت الظروف أن أكون أحد أبناء الصعيد وإن كنت صاحب حظا أوفر لأنى نشأت فى أسره متعملة مبيسورة الحال وشاهدت بعينى رأسى الحرمان وضيق ذات اليد الذى عانى منه أهلنا فى الصعيد ورأيت الحرمان فى عيون أبناءهم
وكم كانت الطبيعة نفسها قاسية عليهم حيث البرد الشديد الذى يصل إلى حد الصقيع فى الشتاء ولم يكن لدى الكثير منهم مايقيه شدة ذلك البرد بخلاف مايستر جسده ، إلى حر شديد طوال أشهر الصيف تصل فيه حرارة الشمس إلى خمسين درجة مئوية .
ورقعة زراعية ضيقة جدا تكاد ملكيتها تقتصر على بعض الأسر ، وبقية الأراضى صحراء شاسعة موحشة تفتقد لـ ادنى مقومات الحياة ونقص فى السلع والخدمات والمياة والكهرباء والصرف الصحى والبنية التحتية ولوسائل الإتصال والمواصلات والتعليم
ومن أجل ذلك أكملت دراستى الجامعية فى جامعة المنصورة بمحافظه الدقهلية فلم يكن فى الصعيد إلا القليل من الجامعات وكانت فترة لها الأثر الكبير فى حياتى .
وشاءت إرادة الله أن يكون محل ميلادى بالقرب من مصنع سكر نجع حمادى الذي يعد واحدا من أقدم مصانع السكر فى صعيد مصر والذي أنشئ فى عهد الخديو إسماعيل ،
وكان لوالدى وأعمامى وجدودى وأخوتى الفضل فى تطوير هذا الصرح الصناعى والعمل فيه وهو الذى أحدث نقلة نوعية فى حياتنا وفى المجتمع المحيط به .
ومنذ أن تفتحت عيناى على الحياة دبت على الظهير الصحراوى لقريتى (هو) بمساحة 5000 فدان الحياة فى واحد من أكبر قلاع صناعة الألومنيوم فى الشرق الأوسط والعالم العربى وهو مجمع الألومنيوم بنجع حمادى الذى بدأ العمل به عام 1969 من أجل إستغلال الطاقة الكهرومائية التى تولد من السد العالى بأسوان
ويعمل به أكثر من 6500 عامل ، وأقيمت له أول مدينة سكنية متكاملة للعاملين على مستوى ج.م.ع وتبلغ قدرته الإنتاجية حوالى 320 ألف طن سنويًا .
أن تعمدت أن اذكر تلك الصروح الصناعية لكى أأكد أن التنمية الحقيقيه فى صعيد مصر أساسها ” الصناعة ” فكم كان مجمع الألومنيوم صاحب فضل فى رفع مستوى المعيشة لأسر العاملين فيه من سكن كريم يليق بآدمية الإنسان إلى مستوى دخل مرتفع وفر الحياة الكريمة لهم ،
إضافة إلى أندية ومدارس ومعاهد وفرت لنا قدرا كبيرا من حياة أبناء المدن ، ومساحات من أراض زراعية مستصلحه كان لها الفضل فى توفير متطلبات الحياه من الخضار والفاكهة.
مجمع الألومنيوم بكل أسف وهو تابع للشركة القابضة يعانى مشاكل عديدة هى نفس معاناة العديد من شركات القطاع العام نتيجة إرتفاع أسعار الطاقة لإعتماده على الكهرباء المولدة من السد العالى ،
وأيضا لتكدس الإنتاج بعد دخول دول عربية مثل ” السعودية والإمارات ” مجال المنافسة فى سوق الألومنيوم وتميز إنتاجها برخص أسعاره ،
وبعد أن كانت شركة مصر للألومنيوم تقوم بتصدير نصف إنتاجها تقريبا من المنتجات وبنسب متفاوتة تزيد فيها نسبة صادرات بعض الأصناف تامة الصنع على 95% أصبح إنتاجها لايجد سوقا له ، وعليه يجب على الدولة أن تنتبه وتعيد لهذا الصرح تألقه بعد أن تراجع ترتيبه عالميا .
شكرا سيادة الرئيس على إصرارك على أن تعيد الصعيد إلى الصدارة فى طريق التنمية ، وأن تعيد البسمة والأمل فى مستقبل أفضل للصعيد وأبناءه بعد أن عانى لعقود طويلة مضت من التجاهل والإهمال وغابت عنه عين الدولة وإنعدمت فيه فرص التنمية الحقيقية التى تكفل الحياة الكريمة لـ أهله ،
وتساهم في الارتقاء بأحوالهم المعيشية ، وتعينهم على متطلبات الحياة وتكون عاملا مساعدا في وقف الزحف من الريف إلى المدن وإستغلال ما ينعم به الصعيد من ثروات تكمن في البشر قبل الحجر .
شكر لأنك جعلت الصعيد على موعد مع نهضة تنموية غير مسبوقة ، نهضة جعلت للصعيد وجها جديدا مشرقا ، ووفرت لأهله ” حياة كريمة ” بعد 7 سنوات من العمل الذي لا يتوقف ليل نهار ،
بدأت مع قدومكم إلى سدة الحكم في مصر ” يونيو 2014″ من أجل إنتشال الصعيد من عثرته والإرتقاء به وبأوضاع أهله .
شكرا لك فأنت الذى أدخلت الدولة المصرية فى سباق مع الزمن من أجل رفع المعاناة عن أهل الصعيد وإظهار الوجه المشرق لـ محافظاته واستغلال ما بها من طاقات بشرية وثروات طبيعية وإعاده الصعيد إلى الواجهة مره أخرى
فضخت الدولة إستثمارات قدرت بالمليارات للإرتقاء بأوضاعه من خلال تنفيذ العديد من المشروعات التنموية فى مختلف المجالات
ونحن دوما على عهدك ووعدك سنظل أبناء مصر المخلصين الأوفياء وصمام أمنها وأمانها
حفظ الله مصر ووفقكم لكل مافيه خير ورفعه بلدنا الحبيب .. مصر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.