عبد الناصر البنا يكتب : دينا الوديدى .. صوت يعيد الأمل

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
أنا والحظ كنا على موعد مع القدر فى ليلة ساهرة ، من ليالى القاهرة الجميلة ، على مسرح
محكى قلعة صلاح الدين الأيوبى
بالقاهرة الذى يشهد فعاليات الدوره الـ 29 من مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء الذى
تنظمه دار الأوبرا المصرية تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية .
كنت محظوظا بلقاء الزميل محمد منير المعداوى مدير عام الإعلام بدر الأوبرا المصرية الذى كان له
الفضل أن أحظى بالجلوس على
مقعد فى موقع متميز وقريب جدا من خشبة المسرح ومن خلفى تقف جموع الشباب الهادرة
الذين حضروا من مختلف محافظات مصر وقد تجاوزوا الـ 3 آلاف شاب وفتاة ليشهدوا حفل دينا
الوديدى
أما القدر أن تكون المطربة ” دينا الوديدى ” هى نجمة الحفل ، والحقيقة أنها المرة الأولى التى أحضر فيها حفلا غنائيا منذ سنوات
طوال وأن يكون الحفل لمطربة شابة
ويبدو أننا فى خضم معترك الحياة قد نسينا أن عجلة الزمن دارت ، ولم تتوقف ، كما توقفت ذاكرتنا السمعية عند جيل المطربين
الرواد الذين شكلوا وجداننا .
دينا الوديدى .. تخطف العقل صوت شاب جميل يدعو إلى الأمل ، آداء يشع بهجة ، هى مغنية وأحيانا تكتب كلمات أغانيها ، وملحنة
تعزف على الدف والجيتار
درست الأدب الشرقى ” التركى والفارسى ” وتخرجت فى جامعة القاهرة ، أما بدايتها الفنية فكانت حديثة نسبيا تقريبا فى عام
2008 مع مسرح الورشة
بعد خروجها من ” الورشة ” أسست فرقة موسيقية أو ” باند ” بسيط جدا مكون من 6 عازفين على ” درامز وفوكل وكى بورد
وأكورديون وساكس فون وبيز جيتار “
بدأت شهرة دينا الوديدى الحقيقية مع ثوره 25 يناير بأغنية  ” خلينا نحلم ” مع فريق ” مسار إجبارى ” .
من أجل الأغانى التى غنتها دينا الوديدى من وجهة نظرى أغنيه ( يا جنوبى ) وقد أكون مدفوعا أو منحازا بحبى للجنوب لكونى
جنوبى “حزين ” ، الأغنية كانت جزءا من ” مشروع النيل ” فى 2013 وهو ملتقى ثقافي للمغنيين والمفكرين المصريين
وفيه قدمت دينا أغنيتها “يا جنوبي” التي بينت فيها مدى تأثرها بالنيل ” الذي وصفته بالجنوب” ومدى غدوه جزءا من حياتها . ولما لا
والنيل هو واهب الحياه لمصر ، وهو الذى قال عنه هيرودوت” مصر هبة النيل ” ، وقديما قالوا : النيل هبة الله للمصريين .
على هامش فعاليات مهرجان القلعة غنت دينا الوديدى نوعا متميزاً من الغناء مزجت فيه بين الفنون التقليدية مثل السيرة الهلالية
التى أبدعت فيها صوتا ولحنا وآداءا ، بل وألهبت حماس الشباب المتعطش لصوتها والذى أتى لسماعها من كل حدب وصوب ورددوا
عن ظهر قلب كلماتها
كما قدمت الغناء الشعبي القديم مع الموسيقى الحديثة إلى جانب باقة من اعمالها الخاصة ومنها ” البيبــان ، سكون ، الحرام ،
دواير ، تدور وترجع ، الله باقى ، أحسن لك يا بدر ، الكون ، كتر الوجع ، كنت بخاف ، يا جنوبى ، ياللى معدى .
الحقيقة أنه لم يخطى من قال ” إن مصر ولاده ” قعلا مصر ولاده وجميل جدا أن يجتمع الشباب على صوت جميل لشابة تشع بهجه
وحيوية على المسرح  ولايتعدى عمرها الـ 33 عاما ، فهى من مواليد 1987
وجميل أن تستمع لنوع من الموسيقى هو خليط من موسيقانا المحلية الشرقية ممزوجا بالموسيقى الغربية فى تناغم تام
وهارمونى ، من خلال هذا الباند البسيط الذى يضم مجموعة من العازفين من أصحاب المواهب الحقيقية .
وجميل أيضا أن يجتمع مثل هؤلاء الشباب حول لحن متميز ، والأجمل أن يكونوا فى شوق لتقبل كلمات
من الشعر القديم تدعو إلى القيم والأخلاق كما جاء فى أغانى السيرة الهلالية التى بدأتها ب ” قد خاب عبد لايصلى على النبى ،
نبى عربى مالى شفيع سواه ، نبى الهدى لولاه مانعرف الهدى ، آه ياعين يا عين يا عين .. آه ياعين يا عين يا عين ، أشكو لمن رفع
السماء بلا عمد ، إلهي تعالى مقتدر في علاه
وصولا لـ ” أنا الزناتي ، أنا جمل المحاميل ، زعيم الغروب و الرجال يعرفوني ، وعُمري عن الحدود أنا ما حَاميل ، وللمرجلة قادموني “
بكل مافيها من معانى البطولة والتضحية والفداء .
أما أعنية ” حزن الجنوب ” التى أحببتها فهى أغنية من ألحان دينا الوديدى ؛ كتب كلماتها الشاعر المصرى ” ميدو زهير ” وكانت
ضمن البوم ” تدور وترجع ” لكن صدق كلماتها تجعلك فى شوث لسماعها
” لو كان داخلنا إتغسل بالراحة مش بالريح
لو كنا حُوشنا العسل قبل العسل ما يسيح
لو كانوا سابوا الحاجات تصبح حاجات بصحيح
ياجنوبي .. ياجنوبي
جايز ما كانش القلق يملا العيون والقلوب
جايز ماكانش الوجع عشش نواحى الجَنوب
ياجنوبي .. ياجنوبي
حبيبتي أرضي سألتِك ، والكَف صارت يَدُوب
إزاي نلم الوجع ، ونخِف حُزن الجنوب
لو كانوا سابوا العيال ، تِخليِ السمار م الخوف
كنا إهتدينا يا خال ، وفهمنا بالمعروف
وعرفنا م الأهوال ، إزاي نبطل هروب
وإزاي نلم الوجع . ونخِف حُزن الجَنوب !!
الشباب الذى حضر لـ دينا الوديدى أعطى لى طاقة أمل فى شباب مصر بعد أن تسلل اليأس إلىُ قلبى بعد هوجة أغانى
المهرجانات الهابطة التى لوث ضجيجها أسماعانا وجعلتنا نفقد الأمل
لكن الحمد لله الأمل باق ومصر دائما ولاده ، وسوف تبقى دوما ولاده ..
شكرا دينا الوديدى ، متعتينا ، وأعدت الأمل فينا .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.