منال قاسم ةتكتب : القراءة في زمن الكتاب الإلكتروني

منال قاسم
تختلف كل المجتمعات فيما بينها فى ميزان القراءة لدى أفرادها وبحسب هذة الميول القرائية يقوم الناشرون بكل بلد بتحديد الموضوعات الرائجة والتى يجدون عليها اقبال من القراء والدول العربية بصفة عامة تغلب على سوق النشر فيها الكتب الدينيه وذلك حسب ماجاء في تقرير حركة النشر فى الوطن العربى الذى أعده اتحاد الناشرين العرب عام ٢٠١٧
حيث أوضح التقرير أن أكثر من ٤٠٪ من الكتب العربية المنشورة هى من نوعية الكتب الدينية تليها الكتب الأدبية وكتب الاطفال بنسبة من ١٥ إلى ٢٠ ٪ وبعد ظهور النشر الرقمى تراجعت صناعة النشر بنسبة وخاصة مع الصعوبات التي تواجه انتاج الكتب فى مصر من مشاكل حقوق المؤلف الماديه التى يحصل عليها من دور النشر مما أدى إلى اتجاه المؤلفين للنشر على نفقتهم الشخصية مما يؤثر بالطبع على عدد الأشخاص المحتملين للأستفاده من الكتب المشورة إضافة إلى قلة الوعى القرائى لدى المجتمع المصرى بصفة عامة حتى نظام التعليم الحديث المعتمد على التلقين والحفظ الذى لايسمح بالبحث وممارسة القراءة الحرة ورغم انتشار سوق الكتاب الاليكترونى والتى من شأنها ضعف سوق النشر إلا أن بقدر ما للكتاب الاليكترونى من مميزات وأنه التطور الحقيقى لصناعة النشر مع ظهور الانترنت وتطور الاجهزه بشكل كبير وفعال وأصبحت صناعة التسويق الاليكترونى اهم وسائل انتشار الكتب فى الوقت الحاضر إلا أنه برغم ميزاتة الا نها لا تخلو من العيوب فثبات المعلومة فى الكتب الاليكترونيه مع مرور السنوات لايمكن ضمانه ومسئلة الحفاظ على حق الملكية الفكرية لايمكن ضمانه وعدم احساس القارئ بالإنجاز فهو لايرى الكم المادى للصفحات التى قرأها وأيضا عدم قابلية الكتاب للأستعارة والإهداء بين الأصدقاء
إذن الكتاب الاليكترونى يفتقد لأهم ميزات القراءة الورقيه حيث أن الأخيرة متعتها التى يشعر بها القارئ مستمتعا برائحة الورق والاحساس به وكلها عوامل نفسية تؤثر ايجابيا فى نفسية القارئ
إذن فالشكلان لايزالون يسيران معا ويستخدمون معا قد يحقق إحداهما نجاحا وتفوقا فى الاستخدام وزيادة في الإنتاج عن الآخر ولكنه لم يقض عليه وأن ظهرت الغلبة لأحداهما فهى طفيفة ولا تنذر بأختفاء أحدهما وهذا هو المتوقع لعقود قادمة ورغم ماتوجهت آلية بعد الصحف القوميه فى حجب بعض من اصداراتها الورقية وتحويلها إلى اصدارات الكترونية الا انه من المتوقع استمرار النوعين معا لأن لكل منهما قرائة ومستخدمية مع وجود فترات قد يزداد فيها الإقبال على الكتاب الاليكترونى والصحيفة الاليكترونيه مثل فترات الكوارث الطبيعية والأوبئة كما الحال فى جائحة كورونا لكنها ستظل فترات استثنائية وليست وضع دائم ورغم التقدم سيظل للكتاب الورقى سحر خاص وخيال متميز يزيد القراءة متعة فوق متعتها وستبقى رائحة الورق هى العلاقة التى لا يفهمها غير عشاق القراءة
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.