عبد الناصر البنا يكتب : شركة من جهة أمنية !

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
تابعت مع المئات من كبار رجال الدولة والكتاب والصحفيين وشركات الإنتاج وعدد من الفنانين والشخصيات العامة ووسائل الإعلام المختلفة ، المؤتمر الصحفى الذى عقدته ” المتحدة للخدمات الإعلامية ” بفندق نايل ريتز كارلتون بالقاهرة فى بداية هذا الأسبوع تحت شعار 5 سنوات من التطوير .
والحقيقة منذ الوهلة الأولى فالمؤتمر من حيث التنظيم الذى قامت به شركة ” تذكرتى ” إحدى الشركات التابعة للمتحدة أو التغطية الإعلامية جاء بصورة تليق بأصحاب الياقات البيضاء والكرافتات والشخصيات التى حضرته وأيضا بإسم شركة فى حجم المتحدة تعمل فى السوق المصرى .
فى واقع الأمر المؤتمر من وجهة نظرى المتواضعة ومن خلال متابعتى للأزمة التى أثيرت حول الشركة فى وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعى المختلفة والنقد الذى وجه لدراما رمضان هذا العام وإحتكار الشركة لسوق الدراما فى مصر .. إلخ . أعتقد أنه جاء ليحفظ “ماء الوجه ” بعد الشبهات التى حامت حول الشركة وتهم الفساد والإنحراف المالى التى حرصت الشركة على نفيها بشدة والتأكيد على ذلك خلال المؤتمر الصحفى حيث أكد المدير التنفيذى للشركة م. حسام صالح على أن الشركة بدأت فى عام 2017 بخسائر مقدارها 469 مليون جنيه وأنه بعد مرور خمس سنوات على إنشاء الشركة المتحدة حققت أرباحا قدرها 256 مليون جنيه .
فى رأيى هذا المبلغ “متواضع جدا ” لشركة تحتكر مايقرب من الـ 80% من سوق الدراما فى مصر ولديها عدد لايستهان به من القنوات التليفزيونية ” On ـ الحياة ـ CBC ـ extra ـ قنوات الدراما المختلفة ” وعدد من الترددات الإذاعية ” راديو النيل بأربع ترددات ـ On Sport fm ـ راديو 90 90 ” ـ بالإضافة إلى شراكة الهيئة الوطنية للأعلام وحصولها على تردد الفناة الفضائية المصرية ـ وقنوات Time Sportـ مجموعة On Time الرياضية وعددها (ثلاث) قنوات ـ وخدمات الدعاية والإعلان التى تضم ” برزنتيشن Sport ـ estadat ـ وشركات Media HUB ـ Synrgy ـ الوكيل الإعلانى POD ـ INCREDIENTS ـ Tazkarty ـ excellent ـ Media Worled ـ eod ـ Egypt out door ” ـ و شركات الخدمات الإنتاجية ” Synergy film ـ Media HUB ـ advertising ” هذا بخلاف الصحافه الورقيه ” الوطن ـ الدستور ـ الأسبوع ـ اليوم السابع ـ صوت الأمة ” والخدمات الرقمية التى يأتى على رأسها منصة ” WATCH IT التى تحتكر تراث التليفزيون المصرى ـ زاجل ـ Vedio 7 ــ BEE ” !!
المدير التنفيذى للشركة كشف خلال المؤتمر عن الأسباب التى دعت إلى عقد المؤتمر نافيا من خلال إجابته على أحد الأسئلة أن يكون أيا من أعضاء المحلس السابق قد قبض عليه ودلل على ذلك بوجوده فى القاعة وقال : أن التطوير الذى تطمح إليه الشركة يقتضى إعادة هيكلة مجلس الإدارة وتشكيل مجلس جديد وفقا لمتطلبات المرحلة القادمة .
كما أعلن عن خطة الشركة فى التطوير خلال المرحلة القادمة التى جاء من بينها  ” تطوير المحتوى بإطلاق ” قناة للأخبار إقليمية ” جديدة وعمل شراكات مع عدد من شركات الإنتاج نافيا إحتكار الشركة لسوق الدراما ، وضم كوادر جديدة تتمتع بالخبرة والكفاءة ، وأيضا طرح أسهم الشركة فى البورصة .. إلخ
وخلال تعريفه بالشركة قال : أنها شركة قابضة تمتلك لـ ” قنوات tv ـ راديو ـ ومنصات ديجيتال ومواقع ــ بالإضافة إلى الخدمات المصاحبة ” الإعلام ـ الإعلانات ” ولم يذكر أن الشركة فى كل تعاملاتها لايملك أحد محاسبتها ، وأنه كان من الأولى بديلا عن إطلاق قناة إخبارية جديدة تظوير ” قناة النيل للأخبار ” بالتليفزيون المصرى وهى تمتلك كوادر وكفاءات عالية ، أو ضم القناة لـ ” قطاع الأخبار ” فى التليفزيون وهو لايقل عن النيل للاخبار من حيث الخبرة والكفاءة ،
لكن المثل يقول : الشيخ البعيد سره باتع . وكانت النتيجة هى ضرب تليفزيون الدوله ” فى مقتل ” والنظر إليه كونه كيان فاشل ينتظر ” رصاصة الرحمة ” ومن المؤكد أن مايحدث يدعو إلى ” الحسرة ” وبإلى ضرورة أن تنظر الدوله وتحديدا ” القيادة السياسية ” إلى ماسبيرو بصورة مختلفة ، وأعتقد أنه لو إتيحت لأى قناة من قنوات التليفزيون المصرى نسبة 25% مما ينفق على برامج المتحدة لتغير الوضع كثيرا . لكن والله أعلم يبدو أنه قضى الأمر وأن المسالة لاتتعدى كونها مسألة وقت ويعلن ” موت ماسبيرو ” أو على مايبدو اننا نغرد خارج السرب وخاصة لو علمنا أن
تطوير ” مثلث ماسبيرو ” إقترب من إلتهام ماتبقى منه !!
الشركة المتحدة قالت : أنها تهدف إلى عودة الدراما المصرية إلى ريادتها كهدف سريع جدا وتحدثت عن إستراتيجية إدارة المحتوى الدرامى وتطوير صناعة الدراما والتعاون مع شركات الإنتاج وذكرت شركات مثل ” العدل جروب ـ سيل ميديا ـ الجابرى ـ آرت ميكر ـ روزناما ـ طارق الجناينى ـ ماجنوم ـ ميديا هب .. إلخ ” وأعلنت عن صندوق المتحدة لرعاية العاملين فى مهنة الإعلام من أعضاء ” المجلس الأعلى للأعلام والهيئتين الوطنية للأعلام وللصحافة وعدد من النقابات مثل ” المهن السينمائية ـ السينمائيين ـ الإعلاميين ” إضافة إلى المبادرات التى قامت بها مع تداعيات أزمه فيروس كورونا ، وأعلنت عن تدشين عدد ( أربعة) جوائز لـ ” سيناريو الأعمال الدرامية بإسم صالح مرسى ـ تأليف دراما الطفل بإسم أبله فضيله ـ الروايه المطبوعة بإسم وحيد حامد ـ وقصة الطفل بإسم نعم الباز ” وهذا الكلام من الناحية النظرية لايختلف عليه أحد .
إنما على أرض الواقع فالشركة خلال مؤتمرها الصحفى لم تشبع فضولى فى فكرة الظهور على وسائل الإعلام بهذا المؤتمر الطارىء بعد الشبهات التى حامت حولها ـ الشركة لم تجيب على إتهامها بأنها رغم الإمكانيات الهائلة التى تمتلكها وشراكتها مع الهيئة الوطنية للاعلام ، أنها لم تفكر فى إعادة إحياء قطاع الإنتاج بالتليفزيون ذلك القطاع الذى صدر القوى الناعمة المصرية لكل دول العالم وقدم أعمالا لاتخجل منها الأسرة المصريه والعربيه ، الشركة لم تفصح عن ثمار تلك الشراكة أو ماتحقق منها ، الشركة لم تبرر المستوى الهابط فى دراما رمضان 2021 بعد الضجة التى أثارها مسلسل ” نسل الأغراب ” ووقف المخرج محمد سامى والإنتقادات التى أثارها بعض الفنانين ب ” الشللية ” فى العمل وأنه على الرغم من أن هناك عملين أو ثلاثة أعمال وطنية مستواهم الدرامى جيد جدا ، إلا أن بقية الأعمال لاترقى إلى كونها أعمالا ” هابطة ” أنفقت عليها مبالغ طائلة بدون أى مردود إيجابى .
نحن نحاول أن نضع الأمور فى نصابها الصحيح ولا نوجه إتهاما لأحد ، وفى ذات الوقت لاتنطلى علينا الحيل البراقة .. مصر فى حاجة لتكاتف الجهود لتنهض ، تحتاج لأن يكون الشخص المناسب فى المكان المناسب لا أن تطفو على السطح أشكال من البشر لانعلم لها تاريخ ولا من أين أو متى ظهرت ، وأختتم بقوله تعالى ” إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ” صدق الله العظيم
هذا والله تعالى من وراء القصد
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.