عبد الله مصطفي يكتب من بروكسل : أول قمة أوروبية أميركية بعد فوز بايدن ..هل تشهد إطلاق شراكة جديدة ؟

عبد الله مصطفي – بروكسل
استعداد اوروبي لمناقشة الاولويات المشتركة مع الولايات المتحدة الاميركية مع الرئيس الاميركي الجديد ، موقف عبر عنه البيان الختامي للقمة الاوروبية الاخيرة في بروكسل،  كما ان نجاح المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الاميركية جعل العديد من المراقبين بل والمسئولين داخل مؤسسات الاتحاد الاوروبي يشعرون بتفاؤل بشأن مستقبل العلاقات الاوروبية الاميركية  بعد ان شهدت فترة من الخلافات والنزاعات التجارية وتباين المواقف بشأن العديد من الملفات ومنها مايتعلق بالملف الايراني وعملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ومكافحة التغير المناخي ولبعمب داخل منظمة التجارة العالمية وغيرها وبالتالي فرض ملف العلاقات بين بروكسل وواشنطن نفسه على القمة الاوروبية الاخيرة مع التركيز على أهمية الشراكة الاستراتيجية القوية عبر الاطلسي على اساس المصالح المشتركة وايضا القيم المشتركة
واعترف بيان القمة الختامي باهمية هذا الملف وبشكل خاص في ضوء الحاجة الى معالجة التحديات العالمية الملحة
ويتطلع الاتحاد الاوروبي الى العمل مع الولايات المتحدة على وجه الخصوص لتعزيز الاستجابة العالمية لمكافحة جائحة كوفيد 19 والتصدي للتغير المناخي وتعزيز الانعاش الاقتصادي والتعاون في المسائل الرقمية والتكنولوجيا وتعزيز التجارة المتبادلة ومعالجة النزاعات التجارية واصلاح منظمة التجارة العالمية وتعزيز التعددية الى جانب ملفات لاسلام والامن
وابدى قادة دول الاتحاد الاوروبي الاستعداد لمناقشة الاولويات المشتركة مع الرئيس الجديد للولايات المتحدة بعد ان أجرى شارل ميشال رئيس الاتحاد الاوروبي اتصالا هاتفيا مع الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن عقب الاعلان عن النتائج  وقال بيان في بروكسل  وقتها ان ميشال بعد ان هنأ بايدن وشكره على تصريحاته التي اكد فيها حرصه على التعاون مع الشريك الاوروبي وتعزيز العلاقات عبر الاطلسي وجه ميشال الدعوه الى بايدن لحضور قمة مع قادة اوروبا العام القادم للتشاور والتباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك
ولكن هناك اكثر من سؤال مطروح حول مستقبل العلاقات وخاصة في ظل التباين الواضح في المواقف بين بروكسل وواشنطن في ملفات عدة
وربما ينجح الجانبان في عقد صفقات او التوصل الى مايعرف بالحلول الوسط او تفاهمات بشأن بعد القضايا الخلافية وخاصة فيما يتعلق بالقضايا التجارية ولكن ملف ايران والمخاوف الايركية من برنامج ايران النووي ودور ايران في المنطقة كيف سيتراجع الرئيس الديمقراطي عن الموقف الاميركي الذي اظهره الرئيس الجمهوري دونالد ترمب خلال السنوات الاخيرة عندما انسحب بشكل فردي من الاتفاق النووي مع ايران؟
وكيف سيقنع بايدن الكونغرس لتمرير اي قرار يتعلق بملف ايران او محاولة تخفيف العقوبات المفروضة عليها ، في حال نجخ الاوروبيون في ممارسة ضغوط على طهران لتلبية بعض المطالب الاميركية ؟
ولكن كيف يمكن ان يحدث اي تفاهمات في ظل التوقعات التي تشير الى امكانية توجيه ضربة عسكرية لمصالح اايران قبل مغادرة ترامب البيت الابيض  بعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت قادة في الاستخبارات والبرنامج النووي الايراني.
ولاتقل الملفات الاخرى تعقيدا عن ملف  الاتفاق النووي الايراني والذي تمسك به الاتحاد الاوروبي طوال السنوات الماضية رغم كل الخطوات الاميركية ولكن هل سيظل الاتحاد الاوروبي على موقفه في ظل تنامي الانتقادات من جانب المؤسسات والمنظمات الاوروبية لملف حقوق الانسان في ايران ؟
لاشك ان القمة الاوروبية الاولى بين الجانبين  في ظل الادارة الاميركية الجديدة ،  ستكون فرصة لالتقاط الصور التذكارية والتعبير عن الامل في شراكة جديدة عبر الاطلسي وتشكيل مجموعة من اللجان المشتركة لدراسة تحقيق هذا الامر فضلا عن تفعيل عمل عدد من اللجان المشتركة التي توقفت مؤقتا في الفترة الاخيرة في ظل تباين المواقف،  وان كان عمل بعض اللجان استمر بشكل خاص في بعض المجالات وخاصة مايتعلق بالمجال الامني والدفاعي والتعاون الاستخباراتي والعمل المشترك لمواجهة الارهاب والتطرف وامور اخرى .  وهذا يظهر ان تغليب المصالح يفوق الخلافات طالما ان هناك منفعة مشتركة للطرفين .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.