الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : الكيان المنبوذ  !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

.. وانقلب السحر على الساحر  ، وعلى نفسها جنت براقش ، فلقد ضاق العالم بما يفعله المحتل الإسرائيلي من مجازر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل راح ضحيتها حتى الآن قرابة ٥٠ ألف شهيد وأكثر من مائة وخمسين ألف مصاب ومفقود منذ اندلاع الصراع فى أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس في السابع من أكتوبر  ٢٠٢٣ ، وبات الكيان الصهيوني منبوذا من الجميع حول العالم وفي القلب منه الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت الداعم الأول لدولة الاحتلال !! .
فوفقا لاستطلاع رأى أجرته مؤسسة  ” جالوب ” مارس الماضي انخفض الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى  ٤٦ % وهو أدنى مستوى له منذ  ٢٥ عاما ، في الوقت الذي ارتفع التعاطف مع القضية الفلسطينية إلى مستوى قياسي بلغ ٣٣ % .

و فى تحول لافت في الموقف الغربي تجاه إسرائيل، دعت سبع دول أوروبية على رأسها إسبانيا، ”إسرائيل” إلى وقف فوري لهجومها العسكري على قطاع غزة، في تحرك أوروبي نادر يتسم بالوضوح والحزم، وذلك في بيان مشترك صدر عقب اجتماع “لحظة غزة” الذي استضافته مدريد.

وجاء الخطاب الأوروبي هذه المرة مباشرا وصارما تحت عنوان “لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية”. ووقّعت على البيان

كل من إسبانيا، وإيرلندا، وايسلندا، ومالطا، والنرويج، وسلوفينيا، ولوكسمبورج، ما يعكس تحركا جماعيا ضمن التكتل

الأوروبي نحو تبني موقف أكثر استقلالية تجاه سياسات “إسرائيل” في غزة.وأشار البيان إلى أن أكثر من 50 ألف

شخص قُتلوا في الحرب المستمرة، معظمهم من النساء والأطفال، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة تطال مئات

الآلاف من سكان القطاع، حيث أُعلن عن وجود أكثر من 71 ألف حالة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال، في ظل

حصار خانق يعرقل وصول المساعدات.وحذرت الدول الموقعة من أن “الوقت ينفد”، داعية إسرائيل إلى “التراجع فوراً

عن هذه السياسة، ورفع الحصار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق”.

و بعد ساعات قليلة دخلت بريطانيا على الخط حيث أعلن وزير خارجيتها أمام مجلس العموم أن بلاده تقترب من

الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأنها بصدد وقف التعامل التجارى والعسكري مع إسرائيل بسبب ما ترتكبه من جرائم

حرب وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، وازداد الأمر سوءا وتفاقمت الأوضاع بعد قيام قوات الاحتلال

بإطلاق النار على أعضاء الوفد الدبلوماسي الأوروبي العربى خلال زيارتهم لمخيم جنين .

وفي ذات السياق حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس من تزايد خطر المجاعة

بقطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي الخانق، قائلا إن مليوني شخص يتضورون جوعا، بينما يُحتجز 116 ألف طن من

الغذاء على الحدود،وذلك فى مطلع  كلمته خلال أعمال الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية التي تعد أعلى هيئة

لصنع القرار في منظمة الصحة العالمية، في مدينة جنيف السويسرية.

وتزامن هذا البيان مع مؤشرات متزايدة على تنامي التوتر بين تل أبيب وبعض العواصم الأوروبية، التي باتت ترى في

استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني فوفقا لتقارير إسبانية، فإن حكومة ”

بيدرو سانشيز ” تستعد لتقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي

والسماح الفوري بدخول المساعدات ، بل وتحدثت الصحف الاسبانية عن توجه داخل الاتحاد الأوروبي لبحث تعليق

اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، في تصويت مقرر له غدا في مجلس الشئون الخارجية الأوروبي.

ويعكس تحرك الدول السبع تحوّلا ملحوظا في الخطاب الأوروبي، الذي غالبا ما اتُّهم بازدواجية المعايير، لا سيما في

مقارنته بمواقفه الحازمة تجاه الأزمة الأوكرانية، في مقابل تردده المزمن في اتخاذ مواقف واضحة من الانتهاكات في

الأراضي الفلسطينية.

وفي هذا السياق، تبدو مدريد، ومعها دبلن وأوسلو، مصممة على تكريس “سياسة خارجية متماسكة”، حسبما

وصفها سانشيز، تربط بين القانون الدولي وحقوق الإنسان كمعيار موحد في جميع الأزمات، سواء في كييف أو غزة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.