الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: ” الأراجوز ” .. والاسلحة الفاسدة !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

“الأسلحة الفاسدة ” ، قضية شهيرة ارتبطت بحدثين بارزين في تاريخ مصر، الأول هزيمة حرب 1948 والثانى قيام ثورة 23 يوليو 1952، والتي أسفرت عن الإطاحة بالنظام الملكي وقيام الجمهورية ، وتشير الواقعة في هذا السياق إلى الأسلحة التي تم توريدها للجيش المصري أثناء مشاركته في حرب فلسطين 1948. حيث قررت القيادة السياسية المصرية حينذاك ممثلة في الملك فاروق ورئيس الوزراء النقراشي باشا دخول حرب فلسطين عام 1948، بعد تكليف رسمي لها من قبل جامعة الدول العربية، قبل نهاية الانتداب البريطاني علي فلسطين بأسبوعين فقط. وأقر البرلمان المصري دخول الحرب قبلها بيومين فقط.

ونظراً لضيق الوقت والقصور الشديد في السلاح والعتاد الحربي اللازم لدخول الجيش الحرب، تم تشكيل لجنة سميت “لجنة احتياجات الجيش” وذلك يوم 13 مايو ٤٨ كانت لها صلاحيات واسعة بدون أي قيود أو رقابة لاحضار السلاح من كل المصادر و بأسرع وقت ممكن ، بعدما أصدر مجلس الأمن  قراراً بحظر بيع الأسلحة للدول المتحاربة في حرب فلسطين، قاصدا به الدول العربية على وجه الخصوص ، لذلك اضطرت الحكومة المصرية للتحايل علي هذا القرار بأن تجري صفقات الأسلحة مع شركات السلاح تحت غطاء أسماء وسطاء وسماسرة مصريين وأجانب ، مما فتح الباب علي مصرعيه للتلاعب لتحقيق مكاسب ضخمة وعمولات غير مشروعة ، فكان التلاعب في شيئين أساسيين أولهما سعر شراء السلاح الذي كان مبالغا فيه بدرجة كبيرة ، والثاني عدم مطابقة السلاح للمواصفات وصلاحيته للاستعمال مما كان له بالغ الأثر في الهزيمة .

تذكرت هذه القضية الشهيرة والقصة المؤلمة وأنا أتابع ردود الأفعال حول تصرف ذلك المطرب أو الفنان وعفوا لن اذكر

اسمه وأمثاله يجب تجاهلهم تماما ، وهو أيضا لا يستحق لقب فنان فأراه مجرد ” أراجوز ” ولن أبالغ إذا قلت

” بلياتشو ” فالأراجوز يقدم احيانا عروضًا مفيدة عكس هذا البلياتشو الذي يتفنن هو وأمثاله .. ونحمد الله انهم قلة ..

في تقديم كل ما هو ضار، ، بل ومدمر للمجتمع لاسيما فيما يتعلق بالشباب والنشء الصغار !! .

والربط هنا بين صفقة الأسلحة الفاسدة وما فعله هذا الاراجوز مؤخرا في أمريكا نظرا لأنه للأسف محسوب على الفن

والإبداع وهما يمثلان أهم أدوات ” القوة الناعمة ” التى تعد السلاح الفعال فى هذا الزمان لمواجهة كافة المخاطر

والتحديات ولن أبالغ إذا قلت المؤامرات التى تحاك ضد الوطن خلال العقدين الأخيرين ، وللأسف يعد هذا ” المدعى

للفن ” بمثابة السلاح الفاسد الذى يقتل الصديق والشقيق ويخدم الأعداء والمتآمرين !! .

ولإمثال هذا ” المهرج ” اقول كفاكم عبثا وتشويها للفن والإبداع المصري الذي كان ولايزال كما ذكرت في البداية أحد

أهم أدوات القوة الناعمة باعتبارها من أهم الأسلحة التي يتم استخدامها للدفاع عن الأوطان .

وكان للفن والإبداع المصري ولا يزال دور مهم فى مواجهة الأعداء ودعم الدولة المصرية في مواجهة التحديات

والمخاطر ، فمن ينسى دور كوكب الشرق أم كلثوم ودعمها للمجهود الحربي في أعقاب نكسة ٦٧ وكذلك دور

الفنانين المصريين والعرب في شد أرز وتشجيع أبطالنا من أبناء الجيش والشرطة لاسيما فى حرب أكتوبر المجيدة

وكذلك إبان أحداث يناير ٢٠١١ وما تلاها من مؤامرات كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها

الوطنية وطمس هويتها وصولا إلى دورهم الكبير خلال ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ التى أنقذت البلاد

والعباد من حكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل حيث كان الفنانون والمبدعون فى طليعة الصفوف جنبا إلى جنب

مع كافة أطياف الشعب المصري حتى تحقق النصر على الشر وأهله .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.