الكاتب الصحفي يسري السيد يكتب: كيف ينظر الغرب لنا ؟
هل الشعور بأجواء المؤامرة ضدنا من الغرب فى محله دائما أم نبالغ فيه لمدارة فشلنا كعرب وكشرق أوسطيين فى سياساتنا وأستغلال مواردنا وتفشى عوامل هدمنا داخلنا أكثر من هذه المخططات الشيطانية ؟
- الاجابة بالطبع ليست باليسيرة فى الاتجاهين ، لأن كل وجهة نظر لها مايؤيدها وينفيها فى نفس الوقت
فى البداية الكل يعترف بمشروعية كل طرف فى الدفاع عن مصالحه ، ويبالغ البعض بالقول حتى ولو كانت ضد مصالح الأخرين ويغالى البعض الأخر : “بل ولو وصل الأمر على جثث الأخرين” مطوعين المنطق المكيافلّي
أو القناع المكيافلّي على مقاسهم والذى يعنى “توظيف المكر والازدواجية (الخداع) في الكفاءة السياسية أو في “السلوك العام”، … طبعا هذا المذهبٍ الفكري السياسي أو الفلسفي يمكن تلخيصه في عبارة “الغاية تبرر الوسيلة”.
- وحتى نلبس رداء الواقعيه ولو لبعض الوقت ، تعالوا نتبادل الأماكن ، نحن مكان الغرب الذى نراه شريرا ، وهم مكاننا ونحن نرى أنفسنا طيبين طبعا ، ونطرح السؤال المنطقى” هل كنا سنتصرف بأكثر مما سيتصرفون معنا “؟
وحتى يقترب هذا الطرح من الواقع ؟..يكون السؤال ” كيف ينظر كل منا الى شخص يسير فى الشارع وهو يقذف فى الهواء ملايين الدولارات ولا أقول مليارات الدولارات” ؟
طبعا سنقول هذا شخص سفيه أقل ما يجب فعله معه أخذ ثروته التى يبددها فى الهواء ، ولا تقل حقه فى تبديد ثروته التى خرجت اليه من باطن الأرض بحجم غير مسبوق على مر التاريخ !
- وتتوالى الأسئلة : ماذا يفعل كل منا وقد وجد أمامه من يتصارع من أجل حقوق ليست له ، والمهم انها قليله جدا وتكاد تكون شخصية قبلية واهنة ، وتدور حول اثبات انه القادر والأقوى على من هو أضعف منه بكثير ؟
- تعالوا نعود للسؤال الأول هل نحن بحق أمام مؤامرة حقيقية بحته ، أم شاركنا فيها بشكل مباشر أو غير مباشر ، وساعدنا وسهلنا تحقيقها بما يحدث على أرض الواقع ؟
الاجابة تكمن فى الأسئلة التالية : –
- هل ما يحدث الآن فى غزه ومحاولات جر المنطقة الى حرب اقليمية شاملة قد تتطور لحرب عالمية لا تبقى ولا تذر ، بعيدا عن المؤامرة ..
لا أحد ينظر الى أصل المشكلة وهى سرقه فلسطين كاملة منذ عام 1948 وما بعدها واستقدام الملايين من مختلف أنحاء المعمورة الى أرض ليست لهم لاقامة وطن بديل ، وتتجلى هذه المؤامرة بشكل بسيط حين يحتفظ كل مستوطن بجنسيته الأصلية الى جانب الجنسية المكتسبة من الكيان ” الحرامى ” ، حتى اذا ما تعرض لمشكلة يظهر جنسيته الأصلية للاحتماء بها كما يحدث الآن فى أزمة الرهائن المحتجزين لدى حماس ، ولا يسأل من يدافع عنهم نفسه “هل من حق هؤلاء أصلا ترك بلدهم الاصلى والمجئ للاقامة فى أرض مسروقه ليشاركوا فى السرقه “!
- هل ما يحدث الآن فى أوكرانيا فى حربها مع روسيا بعيدا عن المؤامرة التى قسمت وفتتت ومزقت الاتحاد السوفيتى السابق الى جمهوريات ومنها اوكرانيا ثم السعى لنصب الصوارايخ الغربية على حدود ما تبقى من الاتحاد السوفيتى القديم ويحمل ارثه وهويته ، أقصد بالطبع روسيا ، وهو نفس المنطق الذى رفضته واشنطن عام 1962 فى ازمة الصورايخ الكوبية حين رفضت واشنطن قيام الاتحاد السوفيتى السابق بنشر صواريخه فى كوبا رغم ان كوبا لم تكن احدى الولايات الامريكية السابقة مثل اوكرانيا ووقف العالم 13 يوما على مرمى حجر من حرب نووية ؟!
- هل ما يحدث الآن فى ليبيا ومحاولة تمزيقه وتفتيته ونشر جماعات ومليشيات مسلحة مدعومه من هنا وهناك لتكون مركزا لنشر التطرف والارهاب فى المنطقه وأولها مصر .. بعيدا عن المؤامرة ؟
- هل ما يحدث فى السودان ومحاولة تمزيقه بعد النجاح فى فصل الجنوب عنه منذ سنوات ، والرغبة المستعره فى استكمال المسلسل بفصل الغرب والشمال وهكذا .. أليس بمؤامرة ؟
- هل ما يحدث فى الصومال الآن ومحاولة تقسيمه بعد الحروب الاهلية وانتشار الميلشيات التى استنزفته طوال السنوات الماضية أليس بمؤامرة.. أليس اقتطاع جزء من أرضه فيما يسمى أرض الصومال الجديده لاقامة دولة منفصله عن الصومال واعتراف اثيوبيا بها مقابل اقامة منفذ بحرى لها ومحاصرة الصومال من داخلها .. أليس بمؤامرة ؟
- هل ما يحدث فى أثيوبيا ومحاولة جر شكل مصر والسودان ، ليس فى أمور عابرة، لكن فى أمور مصيرية ووجوديه تتعلق بالحياه والموت فى سد النهضة .. أليس بمؤامرة ؟
- هل ما يحدث فى جيبوتى و تأجير شواطئها لقواعد بحرية أجنبية للتحكم فى جنوب البحر الآحمر وباب المندب … أليس بمؤامرة ؟
- هل ما يحدث فى اليمن والتواجد الايرانى وغيره ، وتحويل اليمن السعيد الى اليمن التعيس وتشتيت اهله وتمزيق أوصاله فى حروب لا ناقة ولا جمل لأهله فيها .. أليس بمؤامرة ؟
- أليس تدمير العراق وسوريا وتجميد لبنان .. أليس بمؤامرة ؟
- أليس كل ذلك وعوامل أخرى كفيلة باشعال حرب عالميه جديده
ويبقى السؤال .. هل كل مايحدث كان بالصدفة ؟
لنكن موضوعيين : هل كانت ستنجح هذه المؤامرات لو كانت أوضاع شعوبنا مستقرة ولا تشعر بالظلم هنا وهناك
هل كانت ستنجح لو لم يشارك بعضنا فيها وبقوة وبالمال والدعم وبكل شئ ، لا لشئ الا لتحطيم بعضنا البعض من أجل زعامات زائفة ومصالح ضيقة ولا يدركون المقولة العربية الشهيرة ” أُكلت يوم أكل الثور الأبيض” للتعبير عن الشعور بالندم على التفريط والتهاون في الحقوق، والإحساس بالتشتت والضياع ، فالأمر يبدأ دائماً بالغير وينتهي عندك ، فا أحترس ولا تضع نفسك فريسة للخداع ، ما يطال غيرك اليوم ، يطالك غدا … والمتغطى ب “الامريكان والصهاينة ” ..عريان !!