في مقالي هذا أكتب عن وزارة الهجرة التي كانت معنية بشئون أبناء الوطن في الخارج وإلغاء تواجدها ضمن وزارات الحكومة ، وضمها لقطاع القنصليات وشئون المصريين في الخارج في وزارة الخارجية ،
والحقيقه كتبت المقال منذ أن عرفت خبر إعفاء الوزارة بالكامل وقبل الإعلان عن الحكومة بشهرين على الأقل لكنني أرجأت النشر فكثيرين ممن يقرأون ربما لا يعجبهم كلامي لأسباب تخصهم قطعاً، فلكل منا وجهة نظر ولكل منا تصور على الآخر أن يحترمه ،
وكلامي لا يخص الفاضلة معالي وزيرة الهجرة السابقة ، ولا وزيرة الهجرة الأسبق ولهما كل التقدير والاحترام ، ما اعنيه هو الصالح العام والسياسة العامة للدولة وكيفية تحقيق اكبر عائد يخدم الجميع، ويستفيد منه أبناء مصر في الخارج .
بعد ثورة يونيو كنت واحداً من الذين طالبوا بعودة وزارة الهجرة وكان لقاءً هاماً قد جمع ممثلي المصريين في الخارج مع سعادة المشير وزير الدفاع والمرشح المحتمل للرئاسة لنقل هذه الأمنية إليه ،وقد تعهد المشير عبد الفتاح السيسي آنذاك بعودة الوزارة حال توليه مقعد الرئاسة ،
وقد نفّذ الرئيس وعده وعادت الوزارة بالفعل في أول تشكيل حكومي وعشنا بعدها ولادة الوزارة التي كانت في مقر مؤقت قديم ، وبدون موظفين وكان الجميع يعمل من أجل أن ترى الوزارة النور وسط معالم غير واضحة .
بعد أن بدأت الوزارة في تعيين وندب العاملين اليها، وبعد أن تمكن البعض منهم من إحكام قبضته، تغير الحال دون مقدمات وظهرت سيطرة هؤلاء العاملين على أروقة القرار حتى أصبحت الحواجز تمنع اشخاص بعينهم من التواصل مع الوزيرة سواء على مستوى الفرد او الاتحادات الرسمية ،
وبدأت الوزارة في صناعة نشاط لها في اغلبه اقتصر على أعمال لا تعدو نشاطاً لمؤسسة أو جمعية أو رابطة فكانت مبادرات (مراكب النجاة ، واتكلم عربي ، ونورت بلدك ، بداية ديجيتال ، وأصلك الطيب ، أسأل واقترح ، هي بالتاء المربوطة .. الخ)، وكلها مبادرات لا تثمر ولا تغني من جوع ولم يكن لها مردود لا على المصريين في الخارج ولا في الداخل ..
فضلا عن سابقة لم تحدث من قبل في أي حكومة حين تم تأكيد المشهد من خلال اغنية جميلة بعنوان اتكلم عربي غناء كارول سماحه وكلمات مدحت العدل وكان مطلعها يقول :
اتعلم و اتكلم عربي هنا اهلك حضنك وامانك.
فاتحين أحضانهم بالعربي يقولولك بيتك ومكانك.
ثم جاءت وثيقة تأمين نقل جثامين موتى المصريين في الخارج مخيبة للآمال فهي وثيقة اختيارية والاقبال عليها ضعيف ويكاد يكون معدوم، والجهة المسئولة عن هذة الوثيقة لا يعنيها الترويج للوثيفة ولا حتى زيادة نسبة المبيعات لها،
وما زال الميت يُنقل على حساب ذويه، بل وتفاقمت مشكلة إكرام الميت الذي لم يعد كريماً ابداً أمام محاولات تدبير
تذكرة شحن التابوت .
وزارة الهجرة لا تملك النفوذ خارج مصر، ولا على الجاليات، ولا على القنصليات في الخارج ، وليس لها سلطة على
الوزارات الأخرى داخل مصر ،
كما أن الوزارة خسرت بفعل فاعل حين ارتأت عدم التعاون مع الاتحادات الشرعية لذا فقد فشلت في حل مشكلة
نقل جثامين المصريين الموتى ، وفشلت في توفير سيارة بدون جمارك أو جزء من الجمارك، وما حدث كان مبادرة
لمدة شهور بمعرفة وزارة المالية لتحقيق سيوله دولارية وانتهت .
ايضاً جاءت مبادرة تسوية المواقف التجنيدية من وزارة الخارجية بالتعاون مع القوات المسلحه بواسطة رابط الكتروني
على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية دون أن يكون لوزارة الهجرة أي دور يذكر .
وكان لتحمل الوزارة عبء إنشاء شركة للمصريين في الخارج دليلاً على التخبط وعدم الدراسة بل والخوض في مالا
يعنيها ، ولو تكرم مسئولي الوزارة بالاستفادة من خبرات من سبقوهم في هذا المجال لعرفوا أن الاتحاد العام
للمصريين في الخارج كان سباقاً في تأسيس شركة قابضة تم تأسيسها بالفعل، وبدأت نشاطها فور التأسيس
بالفعل، وتحمل نفس الإسم، ومازالت تعمل حتى الآن وأسهمها في البورصه المصرية وقد آلت ملكيتها بعد تأسيسها
إلى مستثمرين آخرين، وباع المؤسسون من المصريين في الخارج أسهمهم إلى المصريين في الداخل عن طريق
البورصة مما افقدها ميزة هامة كونها شركة للمصريين في الخارج.
لم يكن التعاون بين وزارتي الهجرة والخارجية على ما يرام فالقنصليات والسفارات في الخارج تقدم الخدمات للجاليات،
وتضع يدها على مشاكل الجاليات، وتبني العلاقات الدبلوماسية مع الدولة المضيفة ، بينما الهجرة ليس لها من الأمر
شيئ، ولا تضع يديها على أي شيئ، وقد نتج عن ذلك عدم تعاون القنصليات والسفارات مع الهجرة بشكل حقيقي .
واخيراً فإن قرار إلغاء وزارة الهجرة جاء في الوقت المناسب خصوصاً والتعاون مع مسئولي وزارة الخارجية أو حتى وزارة
القوى العامله أهون من التعامل مع مكتب وزيرة الهجرة في ظل التشويه المتعمد من بعض العاملين لتنظيمات
محترمة ونقل صورة غير حقيقية أمام الوزيرة حتى تعوق التعاون بينهم وبين الوزارة .
إلغاء وزارة الهجرة جاء لتوسيع قطاع المصريين في الخارج داخل الهيكل التنظيمي لوزارة الخارجية وقد بدأ فعلا بتكليف
نائب لوزير الخارجية بدلا من مساعد الوزير لذا فالأمل كبير والتوفيق من عند الله .. وللحديث بقيه.