الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : تحرير سيناء .. والمعارك الخمس

الكاتب الصحفي
عصام عمران

هناك أيام و تواريخ مهمة ستظل خالدة في ذاكرة المصريين أبد الدهر ، لعل أهمها يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ ، و٢٥ أبريل ١٩٨٢ ، ١٩ مارس ١٩٨٩ وأخيراً وليس آخرا ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ، فكلها شهدت أحداثا عظيمة تركت بصمة في عقل وقلب كل مصري محب لهذا البلد .

ففى السادس من اكتوبر ٧٣ كان النصر العظيم الذي أعاد لمصر بل والعرب جميعا الكرامة وقضى على أكذوبة الجيش الذي لا يقهر ، وفي ٢٥ ابريل ٨٢ تم رفع العلم المصري على أرض سيناء الغالية تنفيذا لمعاهدة السلام مع الكيان الإسرائيلي ، وفي ١٩ مارس ٨٩ تمت استعادة طابا ورفع العلم المصري على كامل ارض سيناء ،

بينما كان الثلاثون من يونيو ٢٠١٣ أهم أيام مصر في القرن الحادى والعشرين ، حيث ثورتنا العظيمة التي أنقذت البلاد والعباد مما كان يحاك ضدهم و أفشلت مؤامرات أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج ، التى كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية .

تحل خلال الأيام القليلة المقبلة وتحديدا في الخامس والعشرين من هذا الشهر الذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء ، حيث تم رفع العلم المصري على مدينة العريش في إشارة إلى عودة ارض الفيروز إلى الوطن تنفيذا لاتفاقية معاهدة السلام مع إسرائيل ،

وقد يرى البعض أن تحرير سيناء جاء بعد انتصار القوات المسلحة المصرية في حرب اكتوبر و نجاحها فى عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف ، وهذا واقع وحقيقة فرضتها المعركة العسكرية الأهم في تاريخ مصر الحديث ، بل وفي تاريخ الوطن العربي كله ،

ومع ذلك فإن معركة السادس من أكتوبر كانت البداية لتحرير سيناء الغالية ، حيث تبعتها بعد ذلك اربع معارك مهمة لا

تقل شراسة عن ملحمة اكتوبر ، ولعل في مقدمتها المعركة الدبلوماسية التى خاضتها مصر من أجل تنفيذ بنود

اتفاقية السلام كاملة وإثبات أن ” طابا” أرض مصرية وتزامن معها معركة قانونية لنفس الغرض وعلى مدى سبع

سنوات كاملة استطاع الفريق المصرى الدبلوماسي و القانونى تأكيد أحقية مصر في مدينة طابا في حكم تاريخى

أثبت للعالم براعة المفاوض المصري تماما

كما شهد من قبل ببراعة المقاتل المصري وتم بالفعل رفع علم مصر على طابا في التاسع عشر من مارس عام ٨٩

لتعود أرض سيناء كاملة إلى حضن الوطن.

و فى أعقاب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من مؤامرات خاصة بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم

في البلاد عام ٢٠١٢ ظهر مخطط شيطانى لأهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج كان يستهدف عزل سيناء العزيزة

عن الوطن الأم وتحويلها إلى إمارة للإرهاب تأوى جميع العناصر التكفيرية والمتطرفة من شتى بلدان العالم ،

ولكن الله سلم و كانت ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ ، ثم تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم في

البلاد منتصف عام ٢٠١٤ وقرر خوض معركة البقاء ضد أهل الشر و كانت سيناء وتحريرها من جحافل الإرهاب الهدف

الأكبر والاسمى لهذه المعركة ،

وبالفعل استطاع أبطالنا فى الجيش والشرطة بالتعاون مع المخلصين من أبناء الشعب المصري ، لاسيما قبائل

وعشائر سيناء القضاء على خطر الإرهاب في مصر عامة وعلى أرض سيناء الغالية على وجه الخصوص في ملحمة

أمنية وعسكرية شهد لها العالم أجمع .

وبعد نجاح أبطالنا فى الجيش والشرطة فى حسم المعركة الأمنية ضد قوى الشر و أهله في سيناء ، بدأت الدولة

المصرية بقيادة الرئيس السيسى فى خوض معركة خامسة لتحرير حقيقى لأرض الفيروز وذلك من خلال مد يد

العمران لهذه البقعة المباركة وربطها بالوطن بإحداث تنمية حقيقية ،

حيث تم شق أربعة أنفاق جديدة تحت قناة السويس علاوة على مد العديد من الطرق والمحاور التى تستهدف

تيسير الانتقال من والى سيناء ، ومد خط سكة حديد و انشاء آلاف الوحدات السكنية وتنمية وتطوير الخدمات الصحية

والتعليمية والاجتماعية والثقافية مع تطوير ميناء العريش البحرى و البرى والجوى أيضا لتشهد سيناء تنمية حقيقية و

تودع العزلة نهائيا بعد نصف قرن من انتصار أكتوبر المجيد وليكون الاحتفال بتحريرها هذا العام مختلفاً من حيث الشكل

والمضمون .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.