” زئير الحروف” .. خواطر للشاعر محمد الشرقاوي

( ١ )
وهذا الطفلُ عند الحشرِ واقفْ
يَقولُ وقفتُ في وجهِ العواصِفْ

دعوتُ المسلمين بِكُلِّ أرضٍ
فما سمعوا سوى صوتِ المعازفْ

( ٢ )
بَنو صهيونَ أنجاسٌ كلابُ
تَمادَوا حينَما لَعِبَ الشبابُ

ونامَ العُرْبُ في جَوفِ المقاهي
وبات الرقصُ عِلمًا لا يُعابُ

( ٣ )
بَنو صهيونَ قد هدموا دِياري
وراحوا يقتلون هُنا صِغاري

فَهلْ في عالمِ الإسلامِ حرٌّ
يُعيد كرامتي ، يَمحو حِصاري ؟

( ٤ )
بَنو صهيونَ للدنيا خُصومُ
يُعادي عقلُهمْ سِلمًا يقومُ

وتأبى روحُهم عِلمًا ودينًا
لِتبقى الأرضُ في حربٍ تَعومُ

( ٥ )
بنو صهيونَ أضعفُ مِنْ ذُبابةْ
ومُنذُ قَديمِ نَشأتِهمْ عِصابةْ

تمادَوا حينما اخترنا سلامًا
وصاغوا جَهرَةً دستورَ غابةْ

( ٦ )
لا عيدَ إلَّا بانتصارِ بلادي
وهزيمةِ الكفارِ والأوغادِ

مِنْ مصنعِ الأبطالِ مسرى المصطفى
الحقُّ للأحرارِ بات يُنادي

( ٧ )
وعقلُ الحرِّ يسألُ كلَّ يومِ :
لماذا عاد نحو الكهفِ قومي ؟

فهلْ جهِلوا بأنَّ الذئبَ ساعٍ
ليأكلَ ناهِمًا لحمي وعظمي ؟

( ٨ )
يا حكامَ الأمةِ خُنتمْ
حقَّ اللهِ وحقَّ الدارْ

حين رأيتُمْ ثم خذلتُمْ
صوتَ الأقصى والأحرار

( ٩ )
يا ربِّ إنَّ الغربَ قد نسفَ الزهورْ
فَمضَتْ إلى الجناتِ أسرابُ الطيور

رحماكَ يا ربِّي بشعبٍ مؤمنٍ
يرضى الصمودَ ولا يفِرّ مِن الشرورْ

( ١٠ )
أمَا آنَّ للعُرْبِ أنْ يفهموا
بأنَّ الطواغيتَ قد أجرموا

وقادوا الشعوبَ لقاعٍ سحيقٍ
وهمسَ الضمائرِ قد حرَّمُوا

( ١١ )
قِفُوا يا شعوبُ وأدُّوا التحيةْ
لِمَنْ حاز نورًا ونفسًا هَنِيَّةْ

يقابلُ في كلِّ صبرٍ وعزمٍ
رحيلَ الثلاثةِ دونَ القضيةْ

( ١٢ )
قِفُوا يا شعوبُ وأدُّوا السلامْ
لِمَن نال حبًّا وكلَّ احترامْ

يجاهدُ بالمالِ والنفسِ حقًّا
ويصمدُ بالفعلِ لا بالكلامْ

( ١٣ )
قِفوا للبطولةِ صبحًا وليلْ
لحصنِ العروبةِ جسمًا وعقلْ

عليها تآمَرَ حلفُ التتارِ
وقصفُ المدافعِ يمضي كَسَيلْ

( ١٤ )
قِفوا وارفعوا صوتَكم بالجهادْ
فقد طال حقًّا زمانُ الرقادْ

وصِرتُم غثاءً بِلا أيِّ وزنٍ
وغابَ الأمانَ وغابَ الرشادْ

( ١٥ )
إنْ غرستَ العزمَ يومًا
في قلوبِ الصاعدينْ

إنْ زرعتَ الرعبَ يومًا
في عيونِ المفسدينْ

إنْ طعنتَ الليلَ سهمًا
يجلبُ النورَ المبينْ

أنتَ مِنْ أجنادِ ربِّي
أنتَ صوتُ المرسَلينْ

( ١٦ )
ومُشاركاتُ الأصدقاءِ لنا
كأعظمِ أوسِمةْ

تحمي المشاعرَ بيننا
والأمنياتِ الحالمةْ

يا ربِّ فامنحني الوفاءَ
لكُلِّ قلبٍ مُخلصٍ

واكشفْ لنا يا ربِّ
حالًا كُلَ عينٍ ظالمةْ

( ١٧ )
رمضانُ يبرأُ مِنْ صيامِ الواهنينْ
رمضانُ يُنكِرُ أجرَ كُلِّ الهاربينْ

يا أمةً هَدمتْ جميعَ حصونِها
باللهِ قولوا : أينَ عقلُ المسلمينْ ؟!

( ١٨ )
وسيقذفُ التاريخُ شرَّ نِعالِ
في وجهِ مَنْ ناموا عن الأبطالِ

خذلوا الزهورَ وصفَّقوا لعدوِّهمْ
وتنكَّروا جهرًا لصوتِ بلالِ

( ١٩ )
خابَ الرجا في الناسِ يا رحمنُ
وسعى لينكرَ صومَهمْ رمضانُ

أطفالُ غزةَ تحتَ قصفٍ دائمٍ
يتساقطون وجمعُهمْ جوعانُ

( ٢٠ )
إذا حانَ الجهادُ فَكُلُّ فرضٍ
سواهُ يكونُ في التأخيرِ واجبْ

فكيفَ يهانُ في الإسلامِ عِرضٌ ؟!
وكيفَ الصمتُ نحو ذوي النوائبْ ؟!

( ٢١ )
أعلنتُ يا ربَّ السماءِ براءتي
مِنْ كُلِّ صمتٍ عن مجاعةِ إخوتي

يا أرضَ غزةَ يا ربيعَ حياتِنا
أنتِ الضياءُ وأنتِ بابُ الجنَّةِ

( ٢٢ )
وبينَ الضياءِ وبينَ الظلامْ
وبين العداءِ وبينَ السلامْ

عزيمةُ قلبٍ يريدُ المعالي
ويوقظُ بالفكرِ كلَّ النيامْ

( ٢٣ )
وقلبٌ عن الحقِّ ما أجهلَهْ !
وعن لحظةِ الموتِ ما أغفلَهْ !

عَجِبْتُ ، فكانَ مِن اللهِ حُكْمٌ :
هُنا المَرءُ يفعلُ ما جاءَ لَهْ .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.