الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: المتحف الكبير .. الحلم يقترب ” ٤”

الكاتب الصحفي
عصام عمران

تناولنا فى المقالات الثلاثة الماضية قصة إنشاء المتحف المصري الكبير منذ أن كان خيالا فى ذهن وعقل الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق وحتى بات واقعاً ملموساً ، وأصبحنا على بعد خطوات قليلة من الاحتفال العالمى الذي ستقيمه الدولة المصرية بمناسبة افتتاح هذا الصرح الثقافي والأثري الأهم والأكبر في العالم نهاية العام الحالي.
وبعد حديثنا عن تفاصيل ومكونات المشروع ومحتوياته الأثرية والخدمية ، نعرض فى هذا المقال أهم المطالب والمقترحات التي يراها المهتمون بالشأن الثقافي والأثري واجبة ، بل ولازمة حتى يتحقق الهدف من هذا المتحف ، ولعل فى مقدمة هذه المطالب والمقترحات ما جاء على لسان بعض المرشدين السياحيين الذين يشكون عدم دعوتهم حتى الآن للتعرف على تفاصيل المشروع ومشاهدة محتوياته بهدف تكوين فكرة عن الشرح داخل المتحف شاسع المساحة وكثيف المعروضات.
وينبه المرشدون – ونحن معهم – الى ضرورة وجود عدد كاف من دورات المياه اللائقة موزعة بجميع قاعات العرض المتحفى ، علاوة على وجود كراسى ومقاعد لاستراحة الزائرين خاصة كبار السن ، وذلك نظرا للمساحة الشاسعة للمشروع ” ٥٠٠ الف متر مربع” ، وهو ما يعني أن الزيارة قد تستغرق أكثر من ثلاث ساعات وحتى نتلاشى خطأ متحف التحرير.
المؤكد هناك العديد من الأمور الفنية والتقنية الخاصة بهذا الصرح العظيم سيتم مراعاتها من قبل القائمين على المشروع العالمى والذي يجب علينا النظر إليه من هذا المنطلق ، فهو المتحف الأكبر ، بل والأهم فى العالم كما ذكرت في البداية سواء من حيث عدد القطع الأثرية المعرضة والتى تتجاوز المائة الف قطعة أو من حيث أهمية تلك القطع وعن ذلك حدث ولا حرج ، ولم لا والمتحف يضم بين جنباته مجموعة آثار الفرعون الذهبي الملك توت عنخ امون التى تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية نادرة ، علاوة على التمثال الضخم والشهير للملك رمسيس الثاني الذى سيكون في بهو المتحف لاستقبال زواره من شتى بقاع الأرض ، وبالقرب منه المسلة المعلقة ، إضافة الى مركب الشمس للملك خوفو والعديد والعديد من الكنوز الأثرية التى تحكى تطور الحضارة الفرعونية.
لأجل ذلك وغيره الكثير والكثير يجب أن تكون إدارة هذا الصرح الشامخ ذات طبيعة خاصة بعيدا عن الروتين والبيروقراطية ، ويجب أن تأخذ الصبغة الدولية وذلك على غرار مكتبة الإسكندرية.
وهناك أمر هام لا يجب نسيانه أو إغفاله ونحن نستعد لافتتاح هذا المتحف العملاق واتمنى أن يكون القائمون على المشروع وضعوا ذلك في الاعتبار وهم يستعدون للاحتفال وأعنى تكريم من فكر وخطط وعمل واجتهد حتى تحقق الحلم وبات واقعاً ، وفى القلب من هؤلاء الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق ودكتور زاهي حواس ومعهما كتيبة من المسؤولين والعاملين الذين تعبوا وسهروا لإنجاز هذا المشروع أمثال الراحلين العظام د.عبد الحليم نور الدين ود.جاب الله على جاب الله ومحمد غنيم ، علاوة على عدد من المخلصين الذين مازالوا يعيشون بيننا امثال فاروق عبد السلام وعماد مقلد وأحمد نوار ود.محمد إبراهيم ود.ممدوح الدماطى ود.مصطفى أمين ود.محمد عبد المقصود ود.صبرى عبد العزيز ود. محمد عبد الفتاح وأخيرا وليس أخرا د.خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق والذى قطع شوطا كبيرا في إتمام المشروع وخروجه للنور ، ولا يفوتنا الشد على يد د. احمد عيسى وزير السياحة والآثار واللواء عاطف مفتاح المشرف على مشروع المتحف الكبير ود. مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وجميع العاملين بهذا المشروع القومي حتى يتم الافتتاح الرسمي بالشكل اللائق به وبمصر الحبيبة .. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية إن شاء الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.