إبراهيم نصر يكتب: الهجوم على وزير الأوقاف .. لماذا الآن؟

الكاتب الصحفى إبراهيم نصر
الكاتب الصحفى إبراهيم نصر

سألت نفسى: لماذا الآن الهجمة الشرسة من بعض نواب البرلمان ضد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف؟، وقد لاحظت أن أسلوب النقد لم يكن يتحلى بالموضوعية إلى حد كبير، واعتراه التجاوز الفج فى شخص الوزير، وكان أسلوب الإلقاء أقرب إلى الشو الإعلامى من الرصانة والهدوء والموضوعية التى يجب أن يتحلى بها أى إنسان فى النقد والمعارضة، فضلا عن النائب فى البرلمان.

ولما كان معظم الهجوم على لسان مقدمى طلبات الإحاطة والاستجوابات لوزير الوقاف، تطرق لقضية فرش المساجد،

فقد أدركت على الفور سبب هذه الهجمة فى هذا التوقيت، إذ أن معظم السادة النواب، يحرصون على فرش أكبر عدد من المساجد

فى نطاق دائرتهم الانتخابية، كنوع من تقديم الخدمة الملموسة لعدد كبير من أهالى الدائرة الذين يترددون على المساجد

فى شهر رمضان المعظم، وقد تسبب عدم فرش هذه المساجد فى إحراجهم أمام أبناء دوائرهم، إذ أن وزير الأوقاف

وضع ضوابط صارمه لهذا الأمر، فلا يتم فرش أى مسجد إلا إذا كان فعلا يستحق، ومنع تماما المجاملات فى فرش المساجد

حفاظا على المال العام.

من أكفأ وأنشط الوزراء فى حكومة مديولى وما قبلها

وفى تقديرى أن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف من أكفأ وأنشط الوزراء فى حكومة الدكتور مديولى وما قبلها،

ولعل هذا هو سر بقائه فى الوزارات المتعاقبة، حيث حقق للأئمة ما لم يتحقق لهم على مدى سنوات طويلة مضت،

من حيث التدريب والتأهيل وتحسين أحوالهم المادية والعلمية واستثمار طاقات الشباب من الأئمة والواعظات

فى التحرك الدائم لخدمة الدعوة بخطاب دينى رشيد ومتجدد.

ولم تشهد مصر من قبل ما شهدته فى عهد الرئيس السيسى، وفى ظل وزير الأوقاف الحالى من صيانة المساجد وفرشها وعمارتها،

وعدد المساجد التى أعيد بناؤها أو ترميمها، والعدد الكبير جدا من المساجد التى بنيت حديثا فى المدن الجديدة

وفى مراكز المحافظات وقراها ونجوعها، بحيث لا يكاد يمر أسبوع دون افتتاحات لمساجد جديدة أو مساجد تم ترميمها

أو تم هدمها وإعادة بنائها على أحسن ما يكون البناء، ومن أراد أن يقف على حقيقة ذلك، فليراجع الصفحات الرسمية لوزارة الأوقاف

على مواقع التواصل الاجتماعى.

إيرادات غير مسبوقة

أضف إلى ذلك ما حققته هيئة الأوقاف فى عهد الدكتور مختار من إيرادات غير مسبوقة، وإنفاذ توجيهات الرئيس السيسى

بضرورة الحفاظ على الوقف وعدم صرفه إلا في الأغراض والجهات التى يحددها صاحب الوقف، وإعادة النظر

فى الإيجارات القديمة للعقارات المملوكة لهيئة الأوقاف، وإعادة تقييمها حسب سعر السوق، وقد كان لذلك كبير الأثر

فى زيادة موارد هيئة الأوقاف، ولم يحدث إلا فى عهد الوزير الحالى إنجاز أطلس الأوقاف الضخم الذى يضم كل شبر

من أراضى الأوقاف على مستوى الجمهورية، وبيان مساحته وتحديد مكانه على وجه الدقة للحفاظ على الأوقاف من التعدى عليها.

ومن إنجازات وزارة الأوقاف فى عهد الدكتور مختار جمعة: افتتاح أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات

بمدينة 6 أكتوبر، التى لها عظيم الأثر فى تحسين أحوال الدعاة من الجنسين علميا وإداريا، وفى شتى الفنون والعلوم

المتعلقة بالقرآن الكريم، والفقه والحديث والسيرة والسنة واللغة العربية واللغات المختلفة، بالإضافة إلى التنمية البشرية،

وتدريب الأئمة والواعظات على استخدام الكمبيوتر وتفعيل صفحات التواصل الاجتماعى فى خدمة الدعوة إلى الله،

وقد برعت الوزارة فى عهد الدكتور مختار فى خلق جيل من الدعاة والواعظات على قدر كبير من فهم قضايا الوطن والمواطنة،

وبثت فيهم أن الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان.

غيض من فيض

يقينا لا يتسع هذا المقال لذكر كل إنجازات وزارة الأوقاف فى عهد الرئيس السيسى، وفى ظل قيادة الدكتور مختار جمعة، وكل ما ذكرته مجرد إشارات، وغيض من فيض ما حققته الوزارة فى خدمة دين الله.

وأخيرا أقول لمعالى الوزير: يا جبل ما يهزك ريح.

Ibrahim.nssr@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.