الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : أزمة شرف

الكاتب الصحفي
عصام عمران
واقعتان‭ ‬مؤسفتان،‭ ‬بل‭ ‬محزنتان‭ ‬شاهدناهما‭ ‬مؤخرا‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬الأولى‭ ‬لشاب‭ ‬يضرب‭ ‬والدته‭ ‬المسنة‭ ‬‮«‬97‭ ‬عاما‮»‬‭ ‬المريضة‭ ‬بالزهايمر،‭ ‬والثانية‭ ‬تتعلق‭ ‬بأهالى‭ ‬إحدى‭ ‬الفتيات‭ ‬وهم‭ ‬يقيمون‭ ‬الأفراح‭ ‬والزفة‭ ‬لابنتهم‭ ‬التى‭ ‬طلقها‭ ‬زوجها‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬الزواج‭ ‬بدعوى‭ ‬انها‭ ‬ليست‭ ‬بكرا‭ ‬وبالكشف‭ ‬عليها‭ ‬ثبتت‭ ‬سلامتها‭ ‬وعفتها‭.‬
للأسف‭ ‬الواقعتان‭ ‬حدثتا‭ ‬فى‭ ‬محافظة‭ ‬الشرقية‭ ‬بلد‭ ‬الكرم،‭ ‬حيث‭ ‬جرت‭ ‬أحداث‭ ‬الواقعة‭ ‬الأولى‭ ‬بمدينة‭ ‬فاقوس‭ ‬وقامت‭ ‬زوجة‭ ‬الابن‭ ‬العاق‭ ‬بتصويره‭ ‬وهو‭ ‬يعتدى‭ ‬على‭ ‬والدته‭ ‬وبثت‭ ‬الفيديو‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬تتحرك‭ ‬وتلقى‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬وإحالته‭ ‬لمحاكمة‭ ‬عاجلة‭ ‬حيث‭ ‬أمر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬المستشار‭ ‬حمادة‭ ‬الصاوى‭ ‬بحبسه‭ ‬‮٤‬‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬استدعاء‭ ‬والدى‭ ‬عروس‭ ‬وعريس‭ ‬الواقعة‭ ‬الثانية‭ ‬التى‭ ‬جرت‭ ‬أحداثها‭ ‬بمدينة‭ ‬صان‭ ‬الحجر‭ ‬إلى‭ ‬قسم‭ ‬الشرطة‭ ‬واعلنا‭ ‬التصالح‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭.‬
وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬تحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬أو‭ ‬الشرطة‭ ‬فإن‭ ‬الواقعتين‭ ‬تعدان‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬حول‭ ‬وجود‭ ‬أزمة‭ ‬شرف‭ ‬وأخلاق‭ ‬يعانى‭ ‬منها‭ ‬البعض‭ ‬فى‭ ‬مجتمعنا‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬
باعتبارها‭ ‬أحد‭ ‬أسلحة‭ ‬الجيلين‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬
السينمائية‭ ‬والدرامية‭ ‬التى‭ ‬تقدم‭ ‬نماذج‭ ‬سيئة‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬الى‭ ‬الفجور‭ ‬والرذيلة‭ ‬وعقوق‭ ‬الوالدين‭ ‬والبلطجة‭ ‬
بشتى‭ ‬أنواعها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬التصدى‭ ‬له‭ ‬بقوة‭ ‬وحزم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالدولة‭ ‬وكذلك‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطنية‭ ‬
المحترمة‭.‬
نعم‭ ‬يجب‭ ‬التصدى‭ ‬لمثل‭ ‬هاتين‭ ‬الواقعتين‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتكررا‭ ‬فى‭ ‬المستقبل‭ ‬مع‭ ‬محاسبه‭ ‬المتورطين‭ ‬فيهما،‭ ‬خاصة‭ ‬الابن‭ ‬
العاق‭ ‬الذى‭ ‬تعدى‭ ‬بالضرب‭ ‬على‭ ‬والدته‭ ‬العجوز‭. ‬دون‭ ‬رحمة‭ ‬أو‭ ‬شفقة‭ ‬لكبر‭ ‬سنها‭ ‬أو‭ ‬مراعاة‭ ‬تعبها‭ ‬معه‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬
جنينا‭ ‬فى‭ ‬أحشائها‭ ‬وحتى‭ ‬أصبح‭ ‬شابا‭ ‬يافعا‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬اقول‭ ‬رجلاً‭ ‬لأنه‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬كذلك‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬
فى‭ ‬وجوده‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا‭.‬
نفس‭ ‬الشىء‭ ‬بالنسبة‭ ‬للواقعة‭ ‬الثانية‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬الفتاة‭ ‬تم‭ ‬تزويجها‭ ‬لهذا‭ ‬الشاب‭ ‬وهى‭ ‬قاصر‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬
والدها‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬القانون،‭ ‬بل‭ ‬والأعراف‭ ‬والتقاليد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والقواعد‭ ‬التى‭ ‬وضعها‭ ‬المجلس‭ ‬القومى‭ ‬للمرأة‭ ‬الذى‭ ‬
يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬التصدى‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬المؤسفة‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬فى‭ ‬البداية‭.‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.