الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : نجحنا

الكاتب الصحفي
عصام عمران
‬ملحمة وطنية رائعة قدمها المصريون،‮ ‬قيادة وحكومة وشعباً‮ ‬خلال الأسبوعين الماضيين وتحديداً‮ ‬منذ انطلاق القمة العالمية للمناخ‮ ‬(COP27)‮ ‬والتى تستضيفها مدينة شرم الشيخ بمشاركة ‮06 ‬ألف شخص من ‮791 ‬دولة حول العالم‮.‬
تبارى الجميع من أجل إنجاح القمة وظهور مصر بالشكل اللائق لها من حيث حسن التنظيم والتأمين اللازمين لضيوف القمة وغيرهم من السائحين وزوار مدينة السلام وغيرها من المدن والمحافظات المصرية،‮ ‬وهو ما حدث بالفعل ولاقى استحساناً‮ ‬وإشادة من كافة المشاركين فى المؤتمر الدولى الرؤساء والقادة قبل الأفراد العاديين‮.‬
‮ ‬ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق القمة العالمية بات النجاح حليفاً‮ ‬لمصر والمصريين،‮ ‬ولن أبالغ‮ ‬إذا قلت قبل الافتتاح الرسمى للقمة كانت أسباب ومقومات النجاح واضحة للجميع من حيث عزم الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى على توفير كافة الإمكانيات اللازمة لخروج القمة بشكل‮ ‬يتناسب وقيمة وقامة مصر وتذليل أية عقبات أو مشاكل قد تعوق ذلك،‮ ‬وعلى نفس المنوال كان عزم الحكومة برئاسة د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وجميع الهيئات والوزارات المعنية،‮ ‬لاسيما وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والبيئة ولا ننسى الجهد الكبير لمحافظة جنوب سيناء بقيادة اللواء المحترم خالد فودة وهو ما جعل مدينة السلام‮ »‬شرم الشيخ‮« ‬تبدو فى أحسن صورة خلال ذلك الحدث العالمى المهم،‮ ‬وكذلك بالنسبة لشباب البرنامج الرئاسى الذين قاموا بالجهد الأكبر فى عملية التنظيم‮.‬
‮ ‬نعم هناك جنود معلومون وآخرون مجهولون كانوا وراء إنجاح تلك القمة العالمية،‮ ‬وفى‭ ‬القلب منهم أبطالنا فى الجيش والشرطة الذين واصلوا الليل بالنهار من أجل تأمين ضيوف المؤتمر،‮ ‬بل وتأمين كافة مدن ومحافظات الجمهورية قبل وأثناء القمة،‮ ‬خاصة فى ظل دعاوى أهل الشر من أجل إفساد الحدث وأوهامهم المريضة ومخططاتهم الدنيئة لإحداث‮ »‬بلبلة‮« ‬فيما أطلقوا عليه‮ »١١-١١« ‬ولكن المصريين كانوا لهم بالمرصاد وصفعوهم مجدداً‮ ‬وأثبتوا للعالم أجمع حبهم لوطنهم وثقتهم فى قيادتهم وإنهم عازمون على استكمال المسيرة من أجل إنجاح‮ »‬الجمهورية الجديدة‮« ‬التى أطلقها الرئيس السيسى وتستهدف عودة مصر لمكانها ومكانتها اللائقة بها بين الأمم بمشاركة جميع أبناء‭ ‬الوطن على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم‮.‬
‮وإذا كان النجاح والتوفيق حليفنا من حيث جودة ودقة التنظيم والتأمين لضيوف المؤتمر وإفساد مخططات أهل الشر،‮ ‬فإن النجاح الاقتصادى والسياسى والسياحى للقمة كان أكثر وأوسع،‮ ‬حيث كانت الكلمة الافتتاحية للرئيس السيسى فى بداية انطلاق القمة مثار إعجاب وإشادة من كافة الحضور،‮ ‬بل وفى جميع المحافل السياسية والإعلامية الدولية،‮ ‬خاصة فيما‮ ‬يتعلق بدعوته بضرورة وقف الحرب الروسية ـ الأوكرانية والعودة إلى السلام فى العالم تجنباً‮ ‬لمزيد من الخسائر المادية والبشرية،‮ ‬علاوة على المشاركة الدولية الواسعة من حيث القادة والزعماء الذين حضروا القمة وتجاوز عددهم ‮٠١١ ‬رؤساء وملوك ورؤساء حكومات،‮ ‬إضافة للعديد من الشخصيات الدولية المهمة على‭ ‬المستويين السياسى والعلمى،‮ ‬وهو الحضور الأضخم والأكبر فى قمم المناخ منذ انطلاق نسختها الأولى فى‭ ‬البرازيل عام ‮٤٩٩١.‬
‮ ‬الجميل فى قمة‮ »‬شرم الشيخ‮« ‬أو قمة‮ »‬التنفيذ‮« ‬كما أطلق عليها المشاركون إنها تعد بداية حقيقية للتحرك الدولى من أجل إنقاذ كوكب الأرض كما وصفها الرئيس السيسى،‮ ‬حيث بادر الجميع خاصة الدول الكبرى من أجل تقديم الأموال اللازمة لدعم الدول المضارة من التغير المناخى تنفيذاً‮ ‬لقرار قمة باريس بتقديم ‮٠٠١ ‬مليار دولار سنوياً‮ ‬من أجل ذلك الغرض،‮ ‬علاوة على عزم الكثير من هذه الدول على‭ ‬الاتجاه للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر من أجل خفض درجة حرارة الأرض من ‮3 إلى ‮5.1درجة مئوية،‮ ‬وهذا هو التحدى الأعظم أمام دول العالم لاسيما الدول الصناعية الكبرى‮.‬
‮ ‬وكما ذكرت فى البداية فإن نجاح‮ »‬قمة شرم الشيخ‮« ‬بالنسبة لمصر،‮ ‬لم‮ ‬يكن قاصراً‮ ‬على حسن التنظيم والتأمين،‮ ‬وغيرهما من الأمور المهمة ولكن وصل النجاح إلى جذب الكثير من الاستثمارات وتوقيع الاتفاقيات لتنفيذ مشروعات نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة بما تصل قيمته حوالى ‮٠٣ ‬مليار دولار تعاقدات مع كل من السعودية وعمان والإمارات والأردن والنرويج وألمانيا،‮ ‬علاوة على‭ ‬نصف مليار دولار أعلن عنها الرئيس الأمريكى كدعم للطاقة النظيفة بمصر‮.‬
‮بقى أن نستثمر نجاح القمة العالمية للمناخ فى شرم الشيخ فى إحداث انطلاقة قوية لعودة السياحة المصرية إلى معدلاتها قبل ‮١١٠٢‬،‮ ‬بل فى‭ ‬تحقيق طفرة هائلة للوصول إلى المستهدف من الحكومة المصرية لعدد السائحين سنوياً‮ ‬لأكثر من ‮٠٣ ‬مليون سائح،‮ ‬وكما ذكرت سابقاً‮ ‬فإن هذا الرقم ليس سهلاً‮ ‬ولكنه ليس مستحيلاً‮ ‬أيضاً‮ ‬ويتطلب تعاون كافة الجهات والوزارات المعنية فى‭ ‬الدولة وفى مقدمتها وزارة السياحة من أجل توفير المناخ المناسب لاستيعاب هذا العدد الهائل من الزائرين سنوياً‮ ‬من حيث توفير الغرف الفندقية والخدمات السياحية ووسائل النقل الخارجية والداخلية،‮ ‬وبأسعار تنافسية،‮ ‬والأهم من ذلك تنمية الوعى لدى المواطنين بحسن استقبال الزائرين وكيفية التعامل مع السائحين منذ قدومهم إلى مصر وحتى مغادرتهم وهذا أمر لو تعلمون عظيم،‮ ‬خاصة فى ظل تداعيات الحرب الروسية ـ الأوكرانية ونقص الطاقة فى أوروبا مما سيدفع الكثيرين إلى قضاء الشتاء البارد فى دول أكثر دفئاً‮.‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.