إبراهيم نصر يكتب: تزيد فى الرزق والعمر.. وتدفع ميتة السوء

الكاتب الصحفى إبراهيم نصر
الكاتب الصحفى إبراهيم نصر

صلة الرحم من أوجب الواجبات، وأعظم القربات، وأجل العبادات، والنفقة على الأقارب لها أجر الصدقة والصلة، وديننا الحنيف يحرص على توثيق العلاقات بين ذوى الأرحام، حتى ينعم المجتمع بالأمن والسلام والمحبة والوئام. والمداومة على صلة الأرحام تكون سببا فى زيادة الرزق والعمر، وتدفع ميتة السوء، فعلينا أن نتقي ونخشى إيذاء ذوي الأرحام وقطيعتهم، ونحرص فى الوقت نفسه على صلة الرحم بكل أنواع الصلة، لأن صلة الرحم تعد بابا من أبواب الجنة.

وقد حرص الإسلام على توثيق الصلة الحسنة بين الإخوة والأخوات وباقي ذوي الأرحام، وبذلك تكون الأسرة كلها متحدة، متماسكه، متعاونة، وعلى الأسرة يبنى المجتمع المتعاون المتماسك.

وإليك عزيزى القارئ بعض ما جاء في ذلك، قال تعالى:

“وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”،

وكما أن ذوي الأرحام بعضهم أولى وأحق بالميراث من الأجنبي، فلهم أيضا حقوق مالية يجب أن تؤدى إليهم، قال تعالى:

“وآتى ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا”، وقال تعالى: “واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا”،

وقد توعد الله عز وجل من يقطعون أرحامهم، قال تعالى: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم *

أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم”.

سبب فى زيادة الرزق والعمر وتدفع ميتة السوء

وما يؤكد أن صلة الأرحام تكون سببا فى زيادة الرزق والعمر وتدفع ميتة السوء، ما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من سره أن يُمد له في عمره، ويوسع له فى رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء،

فليتق الله وليصل رحمه).

وعن أبي أيوب رضي الله عنه، “أن أعرابيا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها

ثم قال يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار؟ قال فكف النبي صلى الله عليه وسلم

ثم نظر في أصحابه ثم قال: لقد وفق أو لقد هدي. قال: كيف قلت؟ قال: فأعاد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تعبد الله

لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم، فأدبر الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة “.

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه

وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بصلة الرحم فقال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه،

ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”.

والله أمرنا بالإحسان إلى أرحامنا، وأوصانا بقوله: “وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”،

كما قال جل شأنه: “وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ”، فإن من بين السبل التي يحفظ الله بها الأسر والمجتمعات:

قوة وتماسك أبناء المجتمع، ومن بين معالم قوة المجتمع: حسن الصلة بين أبنائه عموما وأبناء القرابات خصوصا،

وما كان ذاك إلا حفاظا على وحدة المجتمع وتماسكه، بغية بناء هذه الأرض وتعميرها بروح الود والأخوة والتعاون.

وقد ورد في الحديث الصحيح عند البخاري من حديث النعمان بن بشير قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).

فإذا كانت الصلة واجبة ومعظمة بين المؤمنين عموما، فهي في حق ذوي القربى أوجب وأجل، وهذا يفيد يقينا

أن صلة الرحم من أوجب الواجبات، وأعظم القربات وأجل العبادات، وقطيعتها من أشد الحرمات.
Ibrahim.nssr@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.