الدكتور نصر محمد غباشي يكتب : لمصر وشعبها رَبٌّ يَحْمِيهِم

الدكتور نصر محمد غباشي
أخذت العبارة التي يقاربها في معنى القول المنسوب إلى عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، عنواناً لمقالى عندما أراد أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة، من أجل أن تأتى الناس للحج إلى كعبته التي بناها من ذهب فى الحبشة، وعند قدوم هذا الحبشي إلى مكة المكرمة لهدم بيت الله الحرام، ذهب نفر من الناس إلى سيد القوم في مكة عبد المطلب وقالو له بأن أبرهة الأشرم ملك الحبشة أتى بجيشه لكى يهدم الكعبة، فكان رده لهم لِلْبَيْتِ رَبٌّ يَحْمِيهِ فأنا رب الإبل، فكان المنع والهلاك من الله إلى أبرهة وجيشه بقوله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)} [الفيل]
ومن الجاهلية الأولى ما قبل ظهور الإسلام، إلى جاهلية وتتار القرن الواحد والعشرين، وهى الأمم الشريرة التي تريد جعل الأمة العربية في حالة انقسام وانكسار وهزائم وتشرزم، ونهب ثرواتها التاريخية والمادية، هؤلاء هم وكلاء أبرهة الأشرم والتتار المهلك وامتداداً لهم،فى تدمير الحضارات ونهب الثروات وتدمير وهلاك للشعوب، وهذا ما يقوم به الشيطان الأكبر عن طريق حلفائه فى العراق واليمن وتفكيك دولة الخلافة الإسلامية في سوريا.
وتكتمل رأس المؤامرة بالتأمر على مصر في خضم هذه الأحداث المعروفة “بثورات الربيع العربي”، ولكنها ليست بثورات، ولكن هو الخراب والخطر الداهم الذى سوف يظل حلم الدول الكبرى في تقسيم منطقة الشرق الأوسط، أى أنه لن تكون أحداث فوضى يناير الأسود من عام ٢٠١١ شأناً من شؤون الماضي، ولكن المخطط الغربي لايزال يتربص بمصر، عن طريق حلفاءه الذين ينفذون له كل ضرر لها ومنهم أبى أحمد في “إثيوبيا”، وتحكمه في مياه النيل بضربه عرض الحائط بكل إتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق مصر التاريخية من مياهها جراء إقامة سد المياه الإثيوبي وملئه دون إخطار مسبق لدولة المصب “مصر”، ثم دعمهم لجماعة الإرهاب من دواعش سيناء من أجل فصل جزء عزيز غالى من أرض الوطن، وهكذا يأتي دور وسائل الإعلام المناوئة للدولة المصرية من شخصيات مأجورة تتصف بالخيانة والعمالة ووقاحة الكلمات وأبغض الألفاظ، وهم منتشرون على فضائيات دول الشر في تركيا ولندن، أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعي بأنواعها، فهم أداة فى يد أصحاب الأجندات التى تريد تحقيق حلم الشيطان الأكبر في تدمير وخراب مصر، بتوجيه أبواق الكفر والكذب والبهتان وإطلاق الشائعات التي تنال من الرئيس السيسي، هؤلاء الكاذبون واقفين على باب جهنم لأنهم يتلون النص المكتوب بكلمات شيطانية ومتحدثين بأبواق شيطانية من خلال قنوات ومواقع شيطانية.
بعد أن أسقطت مصر المؤامرة وهزمت المخطط الشيطانى، وفرحة الشعب بنصر ٣٠ يونيو، والذي ألقى بيانه الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة،وظهوره للعالم في ٣/٧/٢٠١٣، بإعلان وقوفه مع الشرعية الدستورية للشعب المصري قانوناً لأنه مصدر السلطات فكانت إرادة الشعب وسنته في التغيير، برحيل نظام فاشى متعصب أعمى مستبد،فانطلق بثورته المجيدة في ٣٠يونيو عام ٢٠١٣، فكان حياء القائد ووطنيته، أن يقف مع الحق للشعب من أجل تراب الوطن، لأنه القائد الشجاع المهاب الذى لا يخشَي الخوف أو الموت من دعاة البطش والإرهاب ، لأن الأحداث السوداء في هذه الفترة من بداية عام ٢٠١١ إلى نهاية ٢٠١٣، اكتوينا بنيرانها ورأينا أهوالها وعاشت مصر في خضامها وسجلت كاميرات الأحداث الأهوال والخوف والرعب وعدم الأمان والاستقرار والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وحرق أقسام الشرطة ومقرات أمن الدولة، هذا التهور والجنون لحرق مصر قامت به جماعة الإخوان الإرهابية تساعدها الفئة الضالة من أصحاب العقول الخربة التى أخطأت خطيئتها بانقيادها ورائها بجهلها وتخلفها الأحمق.. ففقد الشعب الشعور بالأمن والأمان وكثر القتل من الضحايا وخسرت البلاد المليارات جراء هلاك الممتلكات وتوقف عجلة الإنتاج وهروب الاستثمارات الأجنبية خارج البلاد وتوقفت السياحة وزاد العمل السرى ضد الدولة تدعمه الأصوات الحنجورية بشعارات جماهيرية تدعمها الجماعات الإرهابية حتى أصبحت مصر أشلاء دولة، تقيدت فيها حرية المواطن المصري، وفقده السبيل للعيش في استقرار وسلام، لأن الشارع أصبح يغلي اندفاعاً وتهوراً وعنفاً حتى تغير سلوك البشر إلى الأسواء، فأصبح المجرم السفاح الذى يهدم منشأة عامة أو خاصة بطل ومناضل وربما يكتب له شارع بإسمه، أو حتى قاعة في جامعة، لأنه على حد قولهم أستشهد في خضام الإضطرابات والأحداث التي عشناها في ظل حقبة يناير الأسود،فكانت السرقة حق مشروع والقبح والفسق والفجور والسب والقذف والتطاول على الدولة والعيب فى ذات الحكومة حرية رأى، والجندى المدافع عن عرين ثكناته ضد الاعتداء عليها من خونة الأوطان يتهم بدفاعه عن وطنه على أنه بلطجى، وإذا مات في سبيل الدفاع عن الحق لا يصبح عندهم شهيداً، لقد شاهدنا العجب العجاب في ظل غياب وعي مجتمعي لفئة ضالة من الشعب المصري، تعززها وتدعمها قنوات فضائية خارجية، إلى جانب فضائيات رجال الأعمال في مصر مع مجموعة كبيرة من الصحفيين والإعلاميين والنشطاء الذين انساقو وراء فوضي يناير الأسود، وأحاديث أبو جهل الجاهلية الأولى مرتع وأبواق للشيطان تنتفض إليه مجالس الجهلاء والثوريين المزيفين والمتسلقين والطبقات الدنيا بالدعوة إلى هدم الدولة وخرابها، وتخوين كل وطنى يتصدى لهم وقد يصل إلى اتهامه بأنه من النظام السابق أو عضو في الحزب الوطني المنحل، وكأن من ينتمي إلى نظام شرعي أو حزب سياسي يمارس الحياة السياسية طبقاً للدستور والقانون جريمة مخلة بالشرف،ودارت أرض الكنانة في فلك خضام الفوضي الخلاقة وضاقت صدور الناس لما يحدث فيها، وأصبحت أمنية كل مواطن أن يحلم ويتشوق إلى نعمة الأمن المفقود والنظام الغائب حتى أصبحت الفوضى فريضة ومسلك لكل جاحد وحاقد وخائن يريد ضياع البلاد كما ضاعت العراق واليمن وليبيا وسوريا، لأن ثمن بيع الوطن غالي والخونة موجودين ولعنة الله عليهم إلى يوم الدين.
كانت بارقة الأمل ومن فضل الله على مصر المحروسة، الأرض التى دخلها الأنبياء، وتربى فيها العلماء والفقهاء والحكماء وصدرت إلى الدنيا كلها شتى العلوم الإنسانية، فخرج من هذا الشعب العظيم ومؤسسته العسكرية الوطنية القائد البطل عبد الفتاح السيسي، الذى بفضل الله ثم جيش مصر الوطني استطاع أن ينجي الوطن من المهالك ويخرج بها من ظلمات الجاهلية الأولى إلى نور السلام والأمان، ولم يكن يريد عودة الأمن المفقود فحسب،ويعتبر ذلك أمنية كل إنسان بأن يعيش أمن في مسكنه وسربه بل أراد السيسي بمصر الخير والسلام والازدهار للبلاد، وما أجمل أن تجد لمن أنقذ وطن من الضياع وشعب من التشرد وجيش من التفكك، وما أجمل أن تجد شعب تم تطهيرة من الأمراض التي افترست جسدة عبر عقود دون أن تعي لها الأنظمة السابقة أى إهتمام اوعناية بصحة الإنسان، وهذا ما حققته حملة ١٠٠ مليون صحة الذى تبناها الرئيس السيسي من أجل إنقاذ حياة الإنسان، وما أجمل من أن تجد إصلاح الطرق وصيانتها وإنشاء الكبارى وشق الترع والمحافظة على الرقعة الزراعية من الإنهيار من وقف البناء الجائر عليها، وما أجمل أن تجد تعمير الأراضي الزراعية وزيادة رقعتها للحفاظ على الأمن الغذائي للمواطنين، وما أجمل أن تجد تعمير القرى والقضاء على العشوائيات وخلق حياة كريمة تليق بكرامة الإنسان، وما أجمل أن تجد إنشاء المرافق العامة فى الدولة من محطات قوى كهربية ومحطات لمياه الشرب من أجل كوب ماء نظيف لصحة المصريين، ومحطات لمياه الصرف الصحي حتى نضمن الخروج الآمن من المخلفات الصلبة التي تهدد حياة الإنسان والتربة الزراعية وعدم اختلاطها بمياه الشرب أو مياه رشا الأراضي الزراعية، وما أجمل أن تجد بمن يمد الدولة بمظلة الحماية الاجتماعية والإنسانية من تكافل وكرامة وتأمين صحى شامل تقى الإنسان شر مد يد العوز، وما أجمل أن تجد بأن مصر أصبحت من أعظم بلدان العالم جمالاً وازدهارا بفضل سياسة البناء والعمران في عهد الرئيس السيسي، والذي يحظى بمكانة عظيمة في قلوب المصريين لأنه أسهم بفضل عظيم في تحويل مصر من بلد فوضى إلى نظام واستقرار وجعلها تزدهر في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية.
وبالنظر إلى شخصية ومعالم وطنيته على كل هذه الروح في سبيل رفعة المجد للوطن، تجده قائد فدائي شجاع يمتاز بالعبقرية والصدق والأمانة فى القول والحديث، نجح في تحرير مصر من قيود الفاشية الدينية، واستطاع أن يقضي على الفوضى الخلاقة في بلاده، وحائط صد منيع ضد الاستعماريين الجدد الذين يريدون تقسيم مصر إلى دويلات صغيرة والتحكم في نهر النيل وعزل جزيرة سيناء بالكامل عن مصر، ولا ننسى قول جورج دبليو بوش الابن الذى قال أن الحروب الصليبية بدايتها الآن بقصده ما حدث في ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١ بضرب برجي التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، وكان بداية السعار الذى اجتاح العالم العربي وتقسيم منطقة الشرق الأوسط بالهرج والمرج تحت مسمى ثورات الربيع العربي، والهدف من هذا الخراب الذي كادا أن يلحق بمصر لولا عناية الله الحارسة،هو تقسيمها إلى دويلات صغيرة، ولكن تحطمت هذه مؤامرة على صخرة ٣٠يونيو المجيدة، بكفاح شعبها وقوة وعزيمة جيشها، تحت لواء قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى أعاد الحياة لها وأطاح بأحلام خلفاء الشيطان لإسقاطها، بعد مرورها بفوضى وخوف ومستقبل مجهول لم تتحدد معالمه، هذا البطل الذى شاهده العالم يعلن سقوط المخطط الغربي وانهاء أسود حقبة في تاريخ مصر،هو حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
كل هذه الإنجازات العظيمة والدور البطولي له، قد جعل مصر دولة لها كيان وسط الأمم وجعل جيشها من أعظم جيوش العالم،
والذى لا يسعد دول الشر كل هذا النجاح،لأنه أفشل المخطط الشيطانى لهم في تدمير مصر، فكانت القنوات العميلة في تركيا
واللجان الإلكترونية لجماعة الشيطان، تنفث سموم الحقد والكراهية نحو الرئيس السيسي، هؤلاء الحمقى ما هم إلا دمية تحركها
عصابات شيطانية من أجل إسقاط مصر السيسي، لأنهم يريدون تحقيق الحلم القديم وعودة فوضي الشارع لكى تأتي الجيوش
الغربية ويتم تقسيم مصر ، ولكن أراد الله بمصر الخير فأرسل لها السيسي قائداً وحاكماً وأنا من خلال مقالى هذا أوجه رسالة إلى
فخامة الرئيس السيسي وأقول له سيادة الرئيس عندما تجد الكلاب تعوي حولك فأنت على الطريق الصحيح، وكل ما تزداد نجاح
يزدادون عويل ونياح، لأنك ياسيادة الرئيس أسقطت عرش الشيطان الذى كان يريد أن يحكم العالم من مصر، فمثلك الأعلى يا سيادة
الرئيس النبى محمد صلى الله عليه وسلم، فقد تعرض لأذى كفار قريش له بالكذب والافتراءات والشائعات حوله هو وأسرته لكى
ينجو بنشر دعوة الإسلام وحفظه الله من شر الأعداء، لأنه حافظ على رسالته فكانت هدايا ونور للعالمين، وختاماً قال تعالي” فَلَا
يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ” سورة يس الآية (76) وأيضاً قوله تعالى” وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِى ضَيْقٍۢ مِّمَّا
يَمْكُرُونَ” سورة النمل الآية 70
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.