عصام عمران يكتب : الأطباء والصحفيون .. الصيت ولا الغنى!!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
سبحان من‮ ‬يغير ولا‮ ‬يتغير‮.. ‬وكما‮ ‬يقولون،‮ ‬دوام الحال من المحال،‮ ‬زمان على أيامنا منذ 04 ‬عامًا تقريبًا كانت كليات الطب والهندسة والإعلام تتصدر قائمة رغبات الناجحين في الثانوية العامة بشعبها الثلاث،‮ ‬
وكان حلم الملايين من التلاميذ وأسرهم أن‮ ‬يلتحق أبناؤهم بإحدى هذه الكليات،‮ ‬فالوظيفة مضمونة والعائد مجز والوضع والوجاهة آتية لا محالة،‮
‬ولكن الأمر اختلف خلال هذه الأيام فظهرت كليات أخرى سحبت البساط من تلك الكليات التي كانت مسماه بـ‮ »‬القمة‮« ‬فباتت كليات الحاسبات والمعلومات في الصدارة خاصة مع اتجاه العالم نحو الرقمنة والذكاء الاصطناعى
حيث توافر فرص العمل وبمرتبات مجزية إذا قورنت برواتب باقي الفئات خاصة الأطباء والصحفيين الذين أراهم أكثر فئات المجتمع تعرضًا للظلم من حيث المقابل المادي مقارنة بسنوات الدراسة والتدريب والتأهيل التي‮ ‬يقضيها خريجو الطب والصحافة سواء في الجامعة أو بعد التخرج والالتحاق بجهات العمل إن وجدت أساسًا‮!!‬
‮ ‬منذ أيام قليلة اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسى مع د‮. ‬مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ود‮. ‬خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والقائم بأعمال وزير الصحة ود‮. ‬محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس لشئون الصحة والوقاية لبحث العديد من الأمور المتعلقة بصحة المواطنين من خلال المبادرات الرئاسية فى قطاعى الصحة والبحث العلمى،‮
‬واللافت للنظر أن الاجتماع شهد توجيهًا رئاسيًا جديدًا ببلورة عدد من الحزم التحفيزية للأطباء وتطوير منظومة مالية من شأنها الارتقاء بدخل الطبيب وتحسين بيئة العمل الخاصة بالأطباء،‮ ‬لا سيما فى التخصصات النادرة،‮ ‬مع منح امتيازات خاصة للأطباء العامين بالمحافظات النائية،‮
‬وكذلك تعديل منظومة تكليف الأطباء بالكامل،‮ ‬وهذه كلها توجيهات وأمور تستحق الإشادة وتؤكد حرص القيادة السياسية على الارتقاء بأبناء‮ »‬الجيش الأبيض‮« ‬الذين ظهرت شجاعتهم ومواقفهم بل وتضحياتهم الكبيرة خلال أزمة جائحة كورونا التى حاصرت العالم قبل ‮٣ ‬أعوام تقريبًا وقدم خلالها الأطباء والممرضون أروع الأمثلة للحد من تداعيات هذه الجائحة وسقط منهم المئات وربما الآلاف شهداء ومصابين جراء هذا الفيروس اللعين‮.‬
‮ ‬كل ذلك وغيره الكثير والكثير‮ ‬يدعو إلى ضرورة اهتمام الدولة بدعم الأطباء خاصة حديثي التخرج ماديًا ومعنويًا حتى لا نضطرهم إلى الهجرة للخارج حيث التقدير المادى والمعنوى الكبير،‮
‬فلا‮ ‬يعقل أن‮ ‬يحصل خريج الطب بعد ‮٧ ‬سنوات من التعب والدراسة والبحث والمصاريف المرتفعة على ألفى جنيه أو أقل وهو مبلغ‮ ‬زهيد لا‮ ‬يفى بمتطلبات مواصلات هذا الطبيب الشاب أو الطبيبة الصغيرة خاصة إذا تم التوزيع إلى محافظة بعيدة عن محل سكنه
والأمثلة كثيرة على ذلك،‮ ‬ناهيك عن المخاطر التى‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتعرض لها الأطباء جراء طبيعة عملهم وسط المرضى والمصابين بشتى أنواع الأمراض خاصة المعدية،‮
‬فى حين‮ ‬يمكن لزملائهم خريجى الكليات الأخرى الحصول على رواتب مضاعفة وفى ظروف عمل أقل خطرًا وجهدًا،‮ ‬وهو ما‮ ‬يحدث أيضًا مع العاملين بمجال الصحافة خاصة القومية حيث الرواتب المتدنية التى لا تكفى أساسيات ومتطلبات الحياة لشاب في مقتبل حياته وظل سنوات عديدة في الدراسة والتدريب بعد التخرج،‮
‬ولن أبالغ‮ ‬إذا قلت حتى‮ »‬الكبار‮« ‬يحتاجون إلى نظرة لرواتبهم،‮ ‬وفى حالهم ، وحالنا‮ ‬يحضرني المثل القائل‮ »‬الصيت ولا الغنى‮« ‬فأراه‮ ‬ينطبق تمامًا على شباب الأطباء والصحفيين‮.‬
‮ ‬من هذا المنطلق ونحن على أعتاب عام جامعى جديد‮ ‬يستعد خلاله أبناؤنا من خريجى الثانوية العامة أتمنى أن‮ ‬يتريثوا قليلاً‮ ‬وهم‮ ‬يختارون وجهتهم التعليمية والعلمية وألا‮ ‬يغتروا بالمجموع
وأن‮ ‬يكون سوق العمل والعائد المادى من الوظيفة هو المقياس فى اختيار الكلية وليست الوجاهة والمظاهر الكذابة‮!!‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.