محمد يوسف العزيزي يكتب : وزارة البيئة .. رقابة غائبة ، وأقوال لا أفعال !

الكاتب الصحفي محمد العزيزي
قد يري البعض أن العنوان صادما ، ويري البعض الآخر أن ما تقوم به الوزارة والدكتورة ياسمين فؤاد يستحق التقدير فيما يتعلق بالجهد الذي تبذلة الوزيرة في قضية التغير المناخي الذي يشغل العالم كله ، والذي سوف تستضيف مصر مؤتمره ” CoP27 ” بشرم الشيخ في نوفمبر القادم حيث تتعلق أنظار العالم بمخرجاته وتعول عليها كثيرا
الحقيقة أن عنوان المقال صادم بالفعل لأنه يشير بقوة إلي حالة من الترهل في الأداء علي مستوي شكاوي الناس فيما يتعلق بالرد عليها والتجاوب وسرعة إيجاد الحلول لها لا سيما إذا كانت تتعلق بالنظافة والإساءة للمظهر العام الذي أنفقت عليه الدولة الملايين حتي يتغير الحال إلي حال أفضل تمشيا مع سياسة الجمهورية الجديدة
في شارع الطاقة بالحي الثامن بمدينة نصر وهو شارع يمتد من طريق الأوتوستراد خلف النادي الأهلي حتي يتقاطع مع شارع مصطفي النحاس .. هذا الشارع الممتد الذي تحول إلي محور مروري هام ، وكان قد مر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء تفقده لمشروعات الكباري والمحاور شرق مدينة نصر أكثر من مرة
فجأة وبدون مقدمات بدأت تتمركز سيارة كبيرة من سيارات جمع القمامة في أول الشارع تقريبا من ناحية شارع مصطفي النحاس تحمل شعار تحيا مصر رقم ( ه أ ر 954 ) تنتظر وصول جامعي القمامة وسيارات النقل الصغيرة وتروسيكلات تحمل قمامة مختلفة الأنواع صلبة ولينة ،
وبدلا من أن تحمل سيارة جمع القمامة الكبيرة كل هذه المخلفات وترحل لتفريغها في المناطق المخصصة لذلك، بدأت الاتفاق مع جامعي القمامة  على ان يقوموا بعمليات الفرز في الشارع  ليأخذ جامعي القمامة المخلفات التي يقومون ببيعها واستغلالها ويتركوا للسيارة القمامة اللينة من بقايا الأكل والخضروات الفاسدة وغيرها، وبدورها تقوم السيارة الكبيرة  بكبس هذه القمامة داخلها لتستوعب أكبر كمية منها ، ويأخذ العمال باقي أصناف القمامة الصلبة من كرتون وزجاج وغير ذلك وينصرفوا !
ينتج عن عملية كبس القمامة اللينة كمية من المياه تنزل من السيارة علي الأرض لتنطلق بطول الشارع حتي تصل هذه المياه الملوثة ذات الرائحة الكريهة إلي تقاطع شارع أبو داوود الظاهري ، وبعد وقت قصير تتحول هذه المياه إل طبقة لزجة سوداء اللون تعوق الحركة وتدفع بالمارة إلي تجنبها فيسيروا في نهر الطريق الذي تم توسعته وتطويره بشكل كبير معرضين أنفسهم لخطر حوادث الطريق وهو ما تكرر.
إلي هنا تبدو الحكاية مجرد شكوي عادية يعمل علي حلها بسهولة موظف بسيط في الحي أو في هيئة النظافة أو المشرف المسئول عن هذه السيارة باختيار مكان بعيد عن السكن ويكون بجواره صندوق حديدي كبير تلقي فيه القمامة ويتم رفعها للسيارة الكبيرة للانطلاف بها إلي مكان نهايتها !
لكن ما حدث هو الأهم والأخطر والذي يفسر .. لماذا العنوان صادم ، ولماذا الرقابة غائبة ، ولماذا أقوال لا أفعال ؟
علي طريقة .. من الضروري أن يكون المرء إيجابيا ، وبعد أن تم لفت نظر من يعملون مع هذه السيارة أكثر من مرة بضرورة عدم التمركز في هذا الشارع الحيوي وكبس القمامة بهذه الطريقة حتي لا يتحول المكان إلي مستنقع .. فقد تم الاتصال تليفونيا بعدد من المسئولين مع شرح موثق بالصورة والفيديو تم إرسالها علي الواتساب الخاص بهم .. لا استجابة ، ولا رد ، ولا فعل ، والحال كما هو عليه حتي كتابة هذه السطور
– مشرف النظافة المسئول عن السيارة ويدعي وائل من موظفي حي مدينة نصر لم يكلف نفسه مجرد الرد
– مدير إدارة الإعلام في وزارة البيئة الأستاذ وائل رضا .. بعد شرح الموضوع قال هذه شكوي وأنا غير مختص بالشكاوى .. أنا دوري هو التوعية بشئون البيئة ، ولما أجبته بأن مثل هذه الشكوي وهذه الأضرار الناتجة عنها تدخل في صميم التوعية .. كان الرد ليس هذا من عمله ، وترك لي علامة استفهام كبيرة !
– مدير عام الإعلام بوزارة البيئة الأستاذة هبة معتوق .. بعد سماع الموضوع قالت أن الوزارة غير معنية بمثل هذه الشكاوى لأن دور الوزارة هو الرقابة والتنسيق مع هيئة النظافة وشركات جمع القمامة ومع ذلك أرسلت لها الصور والفيديو .. ربما تستطيع الوزارة حل إزالة أسباب هذه الشكوي ، وتركت إجابتها أيضا علامة استفهام أكبر
– رئيس هيئة النظافة الأستاذ إيهاب الشرشابي .. وصلته الصورة والفيديو ووعد بالحل ولم يحدث شيء
كل هذه الاتصالات لمشكلة بسيطة ذهبت أدراج الرياح فما بالنا لو كانت أكبر وأعظم ، ورغم ذلك هي  تعكس واقع نعاني منه يقول جهرا أننا نعاني من ترهل وبيروقراطية تحتاج حلا ، وأن لدينا وظائف لا تقوم بدورها وموظفين صغارا وكبارا لا يتحملون مسئولية !
ويبقى السؤال الأهم..هل ما يحدث في هذا الشارع أو ردود أفعال المسئولين – اللي قالوا انهم مش مسئولين – يصب في مصلحة الجمهورية الجديدة ..وهل ما أنفق على هذا المحور الحيوي يجب تدميره وتشويهه وتعريض حياة الناس للخطر والأمراض علما بأننا في فصل الصيف ..فماذا سيكون الحال عليه في فصل الشتاء ؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.