إبراهيم نصر يكتب : هنيئا لمن ضحى

الكاتب الصحفى إبراهيم نصر
الكاتب الصحفى إبراهيم نصر

إن أعياد المسلمين تمثل فرحا للجميع، وهذا تشريع من الله تعالى للناس، ويصاحب هذا الفرح فى عيد الأضحى المبارك التوسعة على الفقراء،

فالناس بين غني وفقير، محتاج وغير محتاج، فعندما يشعر الفقير بعطف الغني عليه وإعطائه من ماله دون الإقتار عليه

يكون هناك من المودة والحب والألفة ما يجعل المحتاج يحافظ على مال الغنى لأنه مستفيد منه،

كما أن الغني يصل بأضحيته وعطائه إلى درجة عالية من التقوى والقرب من الله

عز وجل، يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم”،

ولننظر إلى عطاء الله تعالى للمسلمين في يوم عرفة والعيد حيث يقول فيما أخبر به رسول الله: “ارجعوا عبادي

مغفورًا لكم ولمن شفعتم له”.

من أفضل أيام الدهر

فهنيئا لمن ضحى وأدرك جيدًا قيمة الزمان وشرف الوقت الذي نحياه، حيث منً الله علينا بأن عشنا هذه الأيام التي هي

من أفضل أيام الدهر، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من العمل في غيرها، وقد بدأت هذه الأيام باليوم الأول

من ذي الحجة، وانتهت باليوم العاشر من الشهر نفسه، وهو يوم النحر، الذي يسمى يوم الأضحى؛ نظرا لما يقدمه

المسلمون من أضحية تقرباً إلى الله عز وجل، وقد أشار ربنا تبارك وتعالى إلى ذلك فقال: “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ

مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ

كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، ولبيان تعظيم الله لهذه الشعيرة، قال تعالى مخاطبا أمة الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم -: “ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ”.

ومن باب التكافل والتراحم والصلة والمودة والألفة هو أن يضحى المرء فى هذا الموسم العظيم، مشاركة لحجاج بيت الله

بالتقرب الى الله تعالى، فهم فى حجهم لهم الهدى، ونحن فى أمصارنا لنا الأضحية.، فالمضحى يذبح أضحيته

فيوسع على نفسه وأهل بيته ويهدى منها لأقاربه وأصدقائه، ويتصدق كذلك على الفقراء والمساكين إغناء لهم

عن السؤال فى هذا اليوم، وقد أشار القرآن الكريم الى وجوب التعاون فى مثل هذه الأعمال، قال تعالى:

“وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان”.

كذلك بالنظر فى حكمة المشرع الكريم سبحانه نجد أنه يراعى الأبعاد الاجتماعية والنفسية والاقتصادية بين أفراد المجتمع،

فهو حين يفرض زكاة الفطر على القادر فى رمضان إغناء للفقراء عن السؤال فى يوم العيد، مؤكدا على ذلك بقوله تعالى

فى سورة الأعلى: قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى”.

وفى عيد الأضحى يشرع الأضحية للقادر عليها توسعة وإغناء للفقراء لقوله تعالى فى سورة الكوثر: “إنا أعطيناك الكوثر فصلى لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر”.

توسعة وإغناء للفقراء

ويوضح النبى الكريم صلى الله عليه وسلم مدى أفضلية الأضحية فى يوم العيد، فقد جاء فى حديث أم المؤمنين عائشة

رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “ما عمل ابن آدم عملا يوم النحر أحب إلى الله من هراقة الدم،

وإنه ليأتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفسا”.

لذا فإننا نشد على أيدى القادرين والمستطعين الذين ضحوا وذبحوا بأنفسهم أو وكلوا غيرهم بشراء صك الأضحية، مساهمة فى التكافل الاجتماعي وتوسعة على الفقراء والمساكين وإغناء لهم عن السؤال فى يوم العيد، فإن من أعطى وأغنى فالله يعطيه ويغنيه، وهو الجواد الكريم سبحانه وتعالى.

اللهم احفظ مصرنا وأدم أمننا واجمع على الحق شملنا، اللهم آمين.
وكل عام أنتم بخير.

Ibrahim.nssr@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.