عبد الناصر البنا يكتب : قنابل الأمير ” تركى ـ الفيصل” لـ ” جو ـ بايدن ” !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
فى مقال حمل عنوان “من يسكن فى بيت من زجاج عليه ألا يرمي الناس بالحجارة ” فى الـ ” عرب نيوز ” كتب الأمير تركى الفيصل سفير المملكة العربية السعودية السابق فى واشنطن ، ورئيس جهاز الإستخبارات العامة السعودي الأسبق ومهندس ” صفقة اليمامة ” التى تعد واحدة من أضخم الصفقات العسكرية فى التاريخ ، وأكبر صفقة فى تاريخ بريطانيا من قبل الحكومة السعودية ، حيث إختلط النفط بالدولار والسلاح ، ودُفع مقابل تلك الأسلحة بالنفط الخام . كتب الفيصل مقالا مطولا جاء تعقيبا على الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكى ” جو بايدن ” للمملكة العربية السعودية ولقاءه الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى .
مقالة الفيصل فى صحيفة ” عرب نيوز ” والتى أحدثت ردود أفعال متباينة على وسائل التواصل الإجتماعى جاءت ردا على على إدانة بايدن المتكررة للمملكة وحكومتها . وإدانة المملكة فى مقتل جمال خاشقجى وإنتهاكات حقوق الإنسان .. إلخ ، فى الوقت الذى يسعى فيه الرئيس بايدن لـ خدمة مصالح بلاده ، كما فعل رؤساء أمريكا السابقين مع القادة السعوديين .
ولعلنا نتذكر زيارة ” دونالد ترامب ” التاريخية إلى الرياض عام 2017 التى شهدت العديد من الفعاليات ، وبلغت القيمة الإجمالية للاتفاقات “أكثر من 380 مليار دولار”. وعقود تسليح للسعودية بلغت قيمتها 110 مليارات دولار . ووصفت صفقة الأسلحة بأنها “الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة” . والحقيقه أن طموح دونالد ترامب لم يتوقف عند تلك الإستثمارات السعودية التى تحاوزت الـ 400 مليار دولار والتى إستطاع أن يؤمن من خلالها فترة حكمه ، وإنما تعدت إلى جزء من عائدات النفط تدفعها دول الخليج يوميا مقابل الحماية !!
وعلى مايبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تنتهج سياسة ” العصا والجزرة ” مع قادة الدول الخليجية فما أن أعلنت الدول المصدرة للبترول ” أوبك ” عن موقفها من الحرب ” الروسية ــ الأوكرانية ” ورفضها الإنصياع إلى طلب أمريكا ودول أروبا برفع سقف الإنتاج ، تزايد تعرُّض منشآت النفط في الخليج لهجمات الصواريخ والطائرات دون طيار وضرباتها خلال الربع الأول من عام 2022 . ولعلنا نتذكر سلسلة الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها منشآت نفطية لـ أرامكو السعوديه فى مدينة جدة وجيزان وظهران الجنوب فى مارس الماضى والتى أعلن تنظيم الحوثى اليمنى المتحالف مع إبران مسئوليته عنها .
قانون “جاستا” أو “العدالة ضد رعاة الإرهاب” قانون صدر فى الولايات المتحدة الأمريكية ويسمح برفع دعاوى ضد السعودية ودفع تعويضات لضحايا هجمات 11 سبتمبر ، حيث تتهم الولايات المتحدة الأمريكية السعودية بالتورط في التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر / أيلول 2001 وتطالبها بدفع تعويضات لضحايا يصل عددهم لمئات القتلى وآلاف الجرحى . وذلك بإعتبار أن 15 من المتورطين المباشرين التسعة عشر يحملون الجنسية السعودية . أمريكا لاتألو جهدا فى توجيه الإتهامات للمملكة برعايتها للإرهاب وفى تأسيس تنظيم الفاعدة الذى كان يتزعمه أسامه بن لادن ، وفى مايحدث فى سورية وتمويلها للجماعات الإرهابية .. إلخ .
لكن على ماببدو أن الحرب بين ” روسيا وأوكرانيا ” قد أزالت ورقة التوت عن إدارة الرئيس الأمريكى ” جو بايدن ” الذى يحاول أن
يحسن صورته ، ولقد رأينا إزدواجية المعايير لدى الغرب ، والتفرقة العنصرية الشديدة التى يعامل بها الغرب دول العالم الثالث ، ظهرت
التفرقة فى التسهيلات التى تقدم للاجئين من أصحاب البشرة البيضاء والعيون الملونة عن غيرهم ، والمصطلحات التى إستخدمها
الإعلام الغربى فى وصف الأزمة الحالية ب ” غزو أو عدوان” وهو وصف غير دقيق ، والإعلام لم يستخدم هذه الكلمات أثناء العمليات
العسكرية ضد العراق وأفغانستان ، على الرغم من أنها عمليات لاتستند إلى أى أساس من القانون ، وبدون إذن مسبق من الأمم
المتحدة ، وهى حروب وراح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء . كما أن اللغة التى تعامل الإعلام بها جاءت مغايرة عن اللغة التى
تعامل بها فى وصف العدوان الإسرائيلى الغاشم على الأراضى الفلسطينية والإنتهاكات المتكررة للحقوق المشروعة للشعب
الفلسطينى .
الرئيس ” جو بايدن ” يشير علنا إلى مقتل الصحفى السعودى ” جمال خاشقجي ” وما يسمى بانتهاكات حقوق الإنسان فى
المملكة العربية السعودية . وهو ماجعل الأمير تركى الفيصل يطلب من قادة بلاده تذكير بايدن بأن الحكومة الأمريكية قامت بسجن
أكثر من ألف شخص في مختلف السجون والمعسكرات بتهم الإرهاب دون اللجوء إلى أمر الإحضار أو أي حقوق يضمنها دستور
الولايات المتحدة ، ويتهم الولايات المتحدة بإقامة معسكر إعتقال فى ” جوانتامو ” على أرض أجنبية ، ويذكرها بجرائم التعذيب التى
تعرض لها المعتقلين فى سجن ” أبو غريب ” بالعراق .
إن المتأمل لملف الولايات المتحدة الأمريكية يجده ملىء بإنتهاكات حقوق الإنسان فى العراق وأفغانستان وغيرها ، ومن هنا جاءت
كلمات الأمير الفيصل قوية ومعبرة لـ تؤكد على أن الشعبية المتدهورة للرئيس بايدن بين الأمريكيين هي التي جعلته يأتي إلى
السعودية .. إنها شرعيته التي يأمل في تعزيزها من خلال لقائه مع ولي عهدنا .
وإختتم الأمير تركي ـ الفيصل مقاله بالقول “هذه بعض انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة التي لا تتطلب إجراءات رئاسية
فحسب ، بل تتطلب أيضا أحكاما في الكونجرس ومجلس الشيوخ، ينتقد أعضاء المجلسين بشدة المملكة فيما يتعلق بقضايا حقوق
الإنسان . ” من يسكن ببيوت من زجاج عليه ألا يرمي الناس بالحجارة ” أنا متأكد من أن الرئيس بايدن ، إذا نزل أخيرا على الأراضي
السعودية ، سيحصل على كل التكريمات المستحقة التي منحت لجميع الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين غادروا هنا . لذلك نقول
أهلا وسهلا ” AHLAN WA SAHLAN ” أي ” WELCOME ” سيادة الرئيس .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.