م. محمد الفيشاوى يكتب: السعادة فى القيام بتمام الأعمال

م. محمد الفيشاوى خبير التنمية البشرية

وصف الفلاسفة السعادة بأنها القيام بتمام الأعمال التى لا يمكن لغير المخلوق القيام بها،

فسعادة شجرة التفاح بأن تثمر بأكمل ثمار التفاح، وسعادة شجرة المانجو بأن تعطيك أجمل الثمار من المانجو، وسعادة الأسد فى السيطرة والافتراس، وسعادة الحمار بأن يحمل من الأثقال ما يريح صاحبه، وسعادة البلابل أن تصدح بأطرب الأصوات.

حتى الجماد؛ فسعادة الكرسى أن يريح جالسه، وسعادة الآلة الموسيقية أن تصدر أجمل الأصوات، وسعادة الفرن أن يخرج لك أشهى الصوانى والمأكولات.

فأين سعادة الإنسان؟.

هل فى الإسراف فى الطعام والشراب، فكثير من الحيوانات تأكل وتشرب عشرات أضعاف

ما يتناول الإنسان؛ أم فى الجنس، فالشمبانزى يفعله عشرات المرات فى اليوم الواحد..

ترى هل هى فى الرشاقة؟، فالغزال يفوقنا رشاقة، والكلب يفوقنا وفاء والأسد يفوقنا شجاعة، والثعلب يفوقنا مكرا.

هل فى العبادة والحمد والتسبيح والذكر؛ فالملائكة مخصصة لذلك ليل نهار فمنهم المسبحون والحامدون والراكعون

والساجدون والذاكرون بلا ملل أو كلل.

إذا ما الشئ الذى يتميز به الإنسان ولا يستطيع غيره أن يفعله، بالطبع إنه العقل والقدرة على التفكير وحرية الاختيار،

فلا يوجد مخلوق يفوق الإنسان فى ذلك.

فالإنسان بعقله الذى ميزه الله به هو فقط من يستطيع أن يفكر ويخطط ويحلل ويصمم ويختار ويتأمل ويتخيل

ويتعامل مع الأرض التى سخره الله لخلافته فى عمارتها وإصلاحها وصلاح دينه ودنياه للحصول على رضا الله سبحانه وتعالى

حتى يرضى عنه جل فى علاه ليفوز بالجنة…

السعادة تكمن فى حسن استخدام العقل الذى ميزنا الله به لنرضى أنفسنا ونرضى ربنا.

وقد كان شهر رمضان المعظم فرصة طيبة لحسن استخدام العقل لتسليم قلوبنا وعواطفنا لأمر ربنا بصيام الشهر الكريم إيمانا واحتسابا لنفوز بالمغفرة والرحمة والعتق من النار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.