عبد الناصر البنا يكتب : رئيس قى الظل ( 1 – 2 )

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
الشىء الموكد أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها على يد حسن البنا الساعاتى فى عشرينات القرن الماضى بعد سقوط دولة الخلافة كحركةً إسلامية تعمل علي استعادتها وإعادة الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة .. إلح ، لكن كان هدفها الأساسى هو الوصول إلى سدة الحكم فى مصر المحروسة وهى منذ عام 1928 : 2013 تنتهج أيدلوجية ثابتة قوامها ” الكذب والقتل والإغتيالات والتكفير وفتاوى سيد قطب المضلله تحت شعار ” الدين ” والإسلام هو الحل ، والحقيقة أن الدين والإسلام منهم براء وهم أبعد مايكون عنه
عندما قامت ثورة يناير 2011 فى مصر كنتيجة حتمية لحاله الحراك فى تونس وماسمى بثورات الربيع “العبرى”
كانت الثورة فى مصر ضد حكم الرئيس مبارك وضد الظلم الذى تفشى فى البلاد ولأسباب أخرى
كثيرة لايسع المجال لذكرها ، وكانت جماعة الإخوان هى الأكثر تأثيرا فى الشارع ، ووجدت فيها أمريكا التنظيم الأقرب لتنفيذ مخططهم فى مايسمى الشرق الأوسط الجديد .. إلخ
ولما كانت الجماعة تملك من الوسائل التى تهدد بها أمن وإستقرار مصر وإشاعة الفوضى والحرب الأهلية بما تملكه من سلاح أتى إليها من حدودنا الجنوبية والشمالية ، وإستعانتهم بعناصر من التنظيمات الجهادية والجماعات التكفيرية والدواعش ومن غزة وحماس .. إلخ
أفسح لهم المجال لـ إعتلاء سدة الحكم فى مصر ، وكان “خيرت الشاطر ” هو مرشح الإخوان للرئاسة ولأنه يمتلك
جنسية مزدوجة تم الدفع بالدكتور محمد مرسى العياط النائب البرلمانى المستقل السابق المنتمى لجماعة
الإخوان حسب المقاعد المتاحة للتنظيم من قبل أمن الدولة وقتها ، والمحبوس أثناء فترة الثورة لـ أسباب سياسية .
وبما أن جماعة الإخوان جماعة تقوم على “السمع والطاعة” أى أن الرئيس محمد مرسى العياط حسب ترتيبه فى
الجماعة يتلقى ثلاثة أوامر لايملك حيالها أى جدال أو نقاش ، وهى على الترتيب من المرشد العام الدكتور محمد
بديع ، وخيرت الشاطر وإن كان ترتيبه الأول من الناحية العملية ، ويأتى محمود عزت نائب المرشد فى المرتبة الثالثة
، ولك أن تعلم أن الرئيس محمد مرسى العياط لم يكن فى إستطاعته الجلوس إلا إذا أمره المرشد العام بالجلوس
بقوله ” أقعد يامحمد ” أو إتكلم يادكتور محمد !!
مسلسل الإختيار ج 3 الذى أقسم الرئيس عبدالفتاح السيسى على صدق كل ماجاء فيه وإستشهد بحديث
إبن مسعود ” إن الصدق يهدي إلى البر” فى قوله عن النبي ﷺ “.. وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاب “
الحديث أزال ورقه التوت التى تغطى عورة الجماعة وجعل الجماعة وقيادتها الذين كتب الله عليهم التيه والشتات
فى الأرض تصاب ” بلوثة ” عقلية ، ورغم ذلك لاتزال تمارس غيها وكذبها وضلالها مع أن التسريبات أكدت صدق كل
ماجاء فى هذا العمل المؤلم .
وجاء قرار تركيا غلق قناة ” مكملين ” التى يسميها العامة من أبناء مصر ” مقملين ” صفعة جديدة على وجه
الجماعة ، لعلها تعود إلى رشدها ، وتتقى الله فى مصر . تحية شكر وتقدير وإعزاز إلى كل من ساهم فى إظهار
هذا العمل بالشكل الذى وثق للأجيال الجديده الحقائق ، وأظهر بما لايدع مجالا للشك كذب وإفك هذه الجماعة
والحقيقة أن الضجة والبروبجندا التى شهدها المسلسل كانت مبررة ، وهو يستحق لـ أنه كما ذكرت كان مؤلم
للجماعة ، التى جاءت لها فرصة على طبق من ذهب ، وأتيح لها إعتلاء سدة الحكم فى مصر ، لكن للأسف لم تكن
مصر أو شعب مصر هى شغلها الشاغل ، بل أنهم إرتكبوا من الأخطاء التى عجلت من سقوطهم الكثير وسوف أدلل
على ذلك ، وتعالوا نحسبها بالورقة والقلم .
بداية : لو إعتبرنا أن محمد مرسى العياط ويعلم الجميع أنه كان الخاسر فى الإنتخابات لكننا نفترض جدلا أنه الفائز
بنسبه 51% أى أن نصف شعب مصر تقريبا ممن أدلوا بأصواتهم ، كان غير راضى عن حكم الجماعة . وبدلا من أن
تستقطب جماعة الإخوان هؤلاء ، ناصبت العداء لمن فى “خندقهم ” من السلفيين والجهادينن .. إلخ ، وسرعان
ماتفجرت أزمة جديدة بين الجماعة وذراعها السياسي حزب ” الحرية والعدالة ” من جهة ، وحزب ” النور” السلفي
من جهة أخرى ، بعد إقالة الرئيس محمد مرسي للدكتور خالد علم الدين مستشاره لشؤون البيئة والقيادي في
حزب النور بعد إتهامه ب ” استغلال النفوذ ” . وهو ماجعل حزب النور يعيد تفكيره فى الدفع ” بنادر بكار ” وإعداده
لتولى مقاليد الحكم فى مصر وهو الحلم الذى لايزال براودهم !!
أضف غلى ذلك مناصبة الجماعة العداء ” للجيش والشرطة والإعلام والقضاء ” ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا
فى سابقه هى الاولى من نوعها ، ومدينة الإنتاج الإعلامى ، وتعطيل العمل بالدستور ، وتحصين قرارات الرئيس ــ
ومحاولة الجماعة تأسيس حرس ثورى على غرارا الحرس الثورى الإيرانى وزيارات متكررة لقاسم سليمانى إلى
مصر ، ونفى الجماعة المتكرر لتلك الزيارات ، الجماعة فى غيها وضلالها وضعت يدها على الوزارات السيادية فى
الدولة للتحكم فى مفاصلها ، والإستعانة بأشخاص غير كفء ، وجاءت إختيارات المحافظين لتزيد الطين بله .
الدولة بقيادة الرئيس محمد مرسى العياط كانت تسير إلى الهاوية بسرعه الصاروخ ، مرسى العياط أعلن صراحة أنه
فى خلال الـ 100 يوم سوف يتهى مشكلة ” المرور والطاقة والنظافة ورغيف العيش ويعيد الأمن ” وكانت أضغاث
أحلام لم يتحقق منها شىء ، وقد تكون مؤسسات الدولة لم تقدم له يد العون والمساعدة ، ولكن ذلك جاء بناءا
على رغبتهم لأنهم ليس لديهم الثقة فى أحد !!
أما سياسة مصر الخارجيه التى تمثلت فى زيارات الرئيس محمد مرسى فى تلك الفترة فكانت أشبه مايكون بفاصل
من الكوميديا السوداء ، ولك أن تتخيل المواقف والطرائف التى تبين هشاشة الرجل عنما يفتقد للبوصلة التى توجهة
ويترك أوراق بديع والشاطر ، ويتصرف ” بفوضويته ” و” سذاجته ” التى تثير العطف والشفقة وجهله التام
بالبروتوكولات .. إلخ
بل والطريقة التى كان يتم إستقباله بها سواء فى روسيا أو حتى فى إثيوبيا ، وفضيحة تكريمه فى الباكستان
وإهدائه السلطانية ، والكلمة المفلوطة التى ألقاها والتى حوت العديد من الأخطاء والمغالطات التاريخية ، وكانت
أقرب مايكون إلى الفضيحة ، والحركات الغير لائقه مع المستشارة الألمانية .. إلخ إلخ

مسلسل الإختيار ج (3) الذى أقسم الرئيس على صدق كل ماجاء فيه أظهر محمد مرسى العياط بالبائس بالقدر

الذى جعل الناس تتعاطف معه وتترحم عليه .. وللحديث بقيه ..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.