خالد إمام يكتب : 4 قضايا حيوية .. تفرض نفسها

هناك اربع قضايا حيوية وفى منتهى الأهمية تفرض نفسها على الساحة وتستحق كل منها ان تحتل الصدارة وقمة الاهتمام .
( اولاً : طبيب الكركمين .. المحتال )
اعلاناته قرفتنا حيث يستغرق الواحد منها حوالى ثلث ساعة وفى قنوات عديدة لا ادرى لمن تتبع هذه القنوات ومن المسئول عنها ومن يحاسبها اذا اخطأت ومادامت قد تركت هذا المحتال فانها مخطئة من ساسها لراسها .
ادعى زوراً وبهتاناً – وكما هو مكتوب على كل اعلاناته – انه صيدلى وحاصل على موافقة وزارة الصحة .. فى حين انه ليس عضواً لا فى نقابة الأطباء أو الصيادلة .. له العديد من الفنكوشات الهزلية اشهرها ماأسماه ( الكركمين ) .. ومما يدل على احتياله زعمه ان هذا ( الكركمين ) يعالج كل الأمراض .. القلب والشرايين والسكر والروماتويد والتهاب المفاصل والاسهال والروماتيزم وصولاً الى السرطان والاكتئاب النفسى والزهايمر .. وانه مفيد للصحة الجنسية ويساعد على التخسيس ولا اجدع ( جيم ) ..!!!
ورغم الاعلان عن القبض عليه وحبسه فى قضايا اخرى سابقة الا ان اعلاناته مستمرة حتى كتابة هذه السطور .. وتظهر خلالها مطربة شعبية ( كانت ) مشهورة وانحسرت عنها الأضواء وهى تغنى للكركمين السحرى وستات غلابة تم استئجارهن من مناطق فقيرة يؤكدن انهن شفين من الأمراض المستعصية بعد تناول الكركمين .. من جرائمه انه نصح مريضاً بالسكر ان يتناول اختراعه بدلاً من الأنسولين .. فمات الرجل شهيد ( النصب البديل ) ..!!!
هناك 3 اسئلة : من هم المسئولون عن هذه القنوات التى تروج لهذا ( الفنكوش ) ؟؟.. من يحاسب تلك القنوات عندما لا تتخذ الاحتياطات الواجبة لبث الاعلانات فقد تعلمنا فى الصحافة ان اى اعلان عن دواء لابد ان يقدم المعلن موافقة وزارة الصحة عليه لكى ينشر ؟؟.. من المسئول عن عدم محاسبة هذا المحتال طوال هذه المدة والقنوات التى تبث اعلاناته والمتقاعسين عن محاسبة هذا وتلك ؟؟.. افيدونا يرحمكم الله .
( ثانياً : مصر تنتج لقاحات كورونا )
ابشروا .. مصر سوف تنتج وتصدر لقاحات كورونا .. تيدروس جيريسوس رئيس منظمة الصحة العالمية اعلن ان هناك 6 دول افريقية من بينها مصر ستتلقى تقنية ( ام . آر . ان . ايه ) لانتاج لقاحات فيروس كورونا محلياً استجابة لدعوة الرئيس السيسى خلال مشاركته فى المؤتمر الصحفى للمنظمة على هامش قمة ( اوروبا – افريقيا ) .. كما تبدأ مصر فى تصدير اول شحنة من لقاحات كورونا المصنعة محلياً هدية للشعب الفلسطينى .
يأتى ذلك فى الوقت الذى حذرت فيه الصحة العالمية من ظهور متحور جديد لكورونا اكثر خطورة واوسع انتشاراً .. كما تم اكتشاف طفرة جديدة من ( اوميكرون الخفى ) فى الدانمارك .. ثم كانت المفاجأة غير السارة ان اهم المصابين بكورونا عالمياً الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا .
( ثالثاً : السد الأثيوبى وحقوقنا التاريخية )
اعلنت اثيوبيا بدء توليد الكهرباء بقوة 375 ميجاوات من احد توربينات السد بالمخالفة لاعلان المبادىء الموقع عام 2015 بين مصر والسودان واثيوبيا .. اكدت مصر ان هذه الخطوة تُعد امعاناً من الجانب الأثيوبى فى خرق التزاماته .. وكعادته فى كل كارثة يرتكبها زعم آبى احمد رئيس الوزراء الأثيوبى ان المياه ستستمر فى التدفق لمصر والسودان اثناء انتاج الطاقة .. ومصر لم ولا ولن ينطلى عليها هذا الهراء والعبث المتكرر للنيل من حقوقنا التاريخية التى تؤيدها القوانين الدولية .
( رابعاً : الحرب العالمية .. على الأبواب )
التصعيد على حدود اوكرانيا وصل لذروته خاصة بعد قيام الجيش الأوكرانى بالهجوم على ( دونيتسك ) الانفصالية الموالية لروسيا وسقط بسببه جنود بين قتيل ومصاب .
كانت روسيا قد حشدت اكثر من 190 الف جندى على الحدود مع اوكرانيا لمنع دخولها حلف الناتو واستعدت اسلحتها النووية للانطلاق فى اى لحظة ووقف العالم كله على اطراف اصابعه خوفاً من ان تحدث مواجهة نووية بين موسكو وواشنطن وحلفائهما .. لذا فان سكان المعمورة عامة والغرب خاصة يترقبون عقد قمة بين الرئيسين الروسى بوتين والأمريكى بايدن لاحتواء مخاطر التصعيد العسكرى .. الا ان الكرملين اكد انه من السابق لأوانه الحديث عن اى قمة .. لتعود القضية الى نقطة الصفر .. فهل تبقى الحرب العالمية الثالثة على الأبواب فى ظل اعتراف موسكو رسمياً باستقلال جمهوريتى دونيتسك ولوجانسك عن اوكرانيا وعقد اتفاقية استراتيجية معهما وتهديد امريكا والغرب بفرض عقوبات على موسكو ..؟؟.
( تتعدد الأسباب .. والموت واحد )
هناك بيت شعر يعرفه القاصى والدانى يقول ( ومن لم يمت بالسيف مات بغيره .. تتعدد الأسباب والموت واحد ) وفى رواية اخرى ( والداء واحد ) .. والروايتان تؤديان نفس المعنى .. ان الطريق الى نهاية الحياة واحد قتلاً أو مرضاً أو جوعاً أو عطشاً أو بلا اى منها .
من الخطأ ان يُنسب هذا البيت الرائع الى ابى الطيب المتنبى .. فكل الروايات الموثقة تؤكد انه لأحد شعراء بلاط سيف الدولة الحمدانى وهو ابن نباته السعدى من بنى سعد بقبيلة ( تميم ) والذى ولد ودرس وتوفى فى بغداد قبل الف سنة بين عامى ( 938 – 1015 م ) .
المتنبى الذى كان شاعر الدولة الحمدانية ايضاً قال بيتاً شبيهاً الى حد ما .. فبعد ان قال ( اذا غامرت فى شرف مروم .. فلا تقنع بما دون النجوم ) .. قال ( فطعم الموت فى أمر حقير.. كطعم الموت فى أمر عظيم ) .. ومن هنا جاء الخلط .
Khaledemam6@hotmail.comسيف الدولة الحمداني

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.