الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : إعلام الموز !

الكاتب محمود عبد السلام
تذهب الخفافيش كل ليلة الى الكهوف المظلمة ، بعد ان ترتوى من إمتصاص الدماء ، تستمتع برائحة العطن ، تتلاصق فى شكل عنقودى ، تتعلق من أرجلها ورؤسها للاسفل .
مشهد عجيب يومى يتكرر كل ليلة فى كهوف إعلام دول الموز ، القضايا الحقيقية لا تناقش والقيم الاجتماعية مستهدفة والمؤسسات الدينية فى مرمى ضرب النار ،
تلك خلاصة سياسة التحرير لاغلب كهوف برامج التوك شو السياسى الفاضح ، يتم ترويض الخفافيش لتقديم البرامج ، يروضن على ألعاب البهلونات بسياسة العصا والجزرة ،
المال والشهرة فى يد وباليد الأخرى الزجر والمنع أحيانا ، يمص هؤلاء الخفافيش كل ليلة دماء المشاهد المرهق بالفكر والباحث عن حلول لمشاكله اليومية ( ارتفاع الاسعار ، الدروس الخصوصية ، فوضى الشارع ، البطالة ، الخدمات النصف مقدمة فى مقابل اسعار مبالغ فيها ) .
كما يبحث ايضاً عن إجابة لأسئلة قضايا الوطن الكبرى ( القوى الصاعدة فى الإقليم ، ماء النهر ، التعليم وفلسفته الغائبة ، الملامح الجديدة للسياسة الخارجية فى ظل رفع العلم الاسرائيلى فى أغلب الدول العربية الخ ) .
المسكوت عنه فى القضايا المصيرية أضعاف مايقال ، سياسة بص العصفورة ومواسم تفجير القضايا لينقل عن طريق انبوب الفضائيات فيروس التخلف وهو اخطر على البشرية من كوفيد ١٩ .
ربط الحرية بخلع اخر قطعة من ثياب المرأة هو فى الأصل رصف طريق نحو هدم القيم الاجتماعية . وتمهيد لديانة ابراهيمية جديدة ما أنزل الله بها من سلطان .
مهاجمة الأزهر لمجرد تحفظة على ظواهر إجتماعية خطيرة هو حجب لحرية إبداء الرأى وسط مجتمع اعلامى كاذب يدعى ويتغنى بمفاهيم الحرية الباطلة ، ولا يحتمل ان تخالفة الراى او تسير عكس الاتجاه فيفتح عليك خفافيش التوك شو النار ،
الفاتيكان حتى الأن يرفض المثلية الجنسية ( لا مؤخذة الشذوذ واللواط والسحاق ) ويرفض أيضاً الاجهاض ويدعو الى الفضيلة وعودة الأنسان الى الفطرة السوية .
الأزهر والفاتيكان يستمدان المبادئ والافكار من مشكاة واحدة ، وأيضاً الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية تتفق مع نفس المبادئ .وتحلل الطلاق فقط فى حالة ثبوت جريمة الزنا ،
وما خلع الملابس فى ظنى الا مقدمات لهذة الجريمة الاجتماعية الشنعاء . فى اسرائيل طائفة تدعو الى حجاب المرأة وعدم الزج بها فى أتون الحياة العملية حتى لا تتحول الى سلعة ، لم أر أحداً من هؤلاء الأشاوس من خفافيش الاعلام عبدة الريال والدولار يفتح النار الا على الازهر .
التسطيح والتفاهة وتجميل الصورة وكل شئ تمام لن تبنى مستقبل وطن ، هذة الافكار تصلح للعصر المملوكى فى مجتمع الغلمان والاغوات وبائعى الضمائر والاوطان فى مقابل الدنانير وليالى الانس بين احضان المحظيات .
الاعلام الذى نصبو اليه اعلام يحمل ضمير امة مكونها الحضارى قائم على اعمدة ثابتة راسخة دينية وثقافية وعلمية ، إعلام (بص العصفورة) يأخذك من يدك ليذهب بك مباشرةً الى إعلام الجماعات المتطرفة وإعلام الدول المعادية ،
ارجو من صاحب الفضل المحرك لخفافيش الإعلام وضع قليل من البهارات والبحث عن فرقعات اعلامية جديدة فقد سأمنا
، فالطبول هى الطبول ولا أحد يرى افقاً إعلاميا جديداً يناسب قضايانا المصيرية الحقيقية .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.