إبراهيم نصر يكتب : شهر ميلاد سيد الخلق

الكاتب الصحفى إبراهيم نصر
الكاتب الصحفى إبراهيم نصر

اليوم الثلاثاء السادس من شهر ربيع الأول، الذى نتنسم مع هلاله رحيق ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين،

سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد، الرحمة المهداة للجن والإنس والحيوان والطير والشجر والحجر،

والدليل على ذلك كله تحتويه كتب السيرة والسنة، بسند صحيح لا يمكن لعاقل منصف إنكار شيء منها.

ومنذ بضعة أيام كنا نحتفل بالذكرى 48 لنصر السادس من أكتوبر عام 1973 م،

وبهذه المناسبة عقدت صحيفة “عقيدتى” التى تصدر عن دار الجمهورية للصحافة ندوة دينية بعنوان:

“دروس مستفادة من نصر أكتوبر” بالتعاون مع وزارتى الأوقاف والشباب والرياضة، وأقيمت الندوة فى نادى الشركة الشرقية للدخان بالجيزة، وتشرفت بإدارة هذه الندوة، وفى التقديم لها أردت الربط بين الاحتفال بذكرى ميلاد سيد الخلق،

وذكرى نصر أكتوبر، وذلك بأنهما من أيام الله التى أمرنا أن نذكر الناس بها، وأن نصر أكتوبر لم يتحقق

إلا باتباع سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالأخذ بالأسباب، والإعداد الجيد للمعركة، وإحكام خطة الخداع،

والتوكل على الله، والاعتقاد الجازم بأن النصر ليس من عند أحد غير الله ـ عز وجل ـ، فهو القائل: “وما النصر إلا من عند الله”.

مولد خاتم الأنبياء والمرسلين يشرق بنوره على الكون

وأعود للحديث عن شهر ميلاد المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الشهر المبارك، الذى كانت فيه “مكة” المكرمة

على موعد مع هذا الحدث العظيم، الذى كان له تأثيره في مسيرة البشرية وحياة البشر طوال ما يزيد على

أربعة عشر قرنًا من الزمان، وسيظل مولد خاتم الأنبياء والمرسلين يشرق بنوره على الكون، ويرشد بهداه الحائرين،

إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ومن عليها، فكان ميلاده – صلى الله عليه وسلم – أهم حدث في تاريخ البشرية على الإطلاق منذ أن خلق الله الكون.

ولقد شاء الله سبحانه وتعالى أن ينشأ محمد – صلى الله عليه وسلم – يتيما حتى لا يقال إنه استخدم نفوذ أبيه،

أو أنه استند إلى سلطان غير سلطان الله، وقد كانت الأربعون عاما التي عاشها قبل الوحي رمزاً في الاصطفاء الرباني،

فقد كان طفلا يتسم سلوكه بالاتزان، ولا يعرف اللهو، وكان وهو صبي يسعد الكبار بصفاء حكمته،

ولقد كانت حياته – صلى الله عليه وسلم – قبل أن يأمره الله بالرسالة، حياة إنسانية تمتاز عن حيوات من حوله بالنقاء والعزلة،

فكانت مزيجا من الأمانة والاعتكاف عن كل نقائص الجاهلية، وكان يلقب بين قومه بالصادق الأمين.

خاتمة رسالات السماء لأهل الأرض

إن كمال الإنسانية تجلى في أسمى معانيه في شخصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قبل البعثة الشريفة،

وزاد الكمال كمالا، والجمال جمالا، كونه – صلى الله عليه وسلم – يوحى إليه بخاتمة رسالات السماء لأهل الأرض:

“قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي”، وقد رأى منه أهل مكة قبل أن يتصل بوحى السماء صفات الكمال الإنسانى في كل مناحى الحياة،

وهذه شهادة زوجته السيدة خديجة – رضي الله عنها – حين جاءها وهو يرتجف مما حدث معه في الغار

حين نزول الملك عليه بأول الوحى، حيث قال لها معبرًا عن خوفه: “لقد خشيتُ على نفسي”، فقالت له:

“كلا، أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”،

هذا إلى جانب ما حباه الله به من الوقار والهيبة مع الجلال، ومع كل ذلك كان أشد الناس تواضعا ورحمته عامة للعالمين، ويكفيه امتداح الله له فى سورة القلم: “وإنك لعلى خلق عظيم”.

اللهم اجعل ذكرى مولد سيد الخلق وحبيب الحق، بداية خير وبركة على مصرنا الحبيبة، وسائر بلاد العالمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.