عبد الناصر البنا يكتب : سمير فرج .. حوار القائد والمعلم

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
البداية من عقيدة المقاتل المصرى ” إما النصر أو الشهادة ” ومن تاريخ العسكرية المصرية الذى يزخر بمواقف سجلها التاريخ بأحرف من نور ، خلد فيها بطولات وإنتصارات الجيش المصرى التى تخطت المستحيل وقهرته ، ولسوف يذكر التاريخ أن مصر كانت الصخرة التى تحطمت عليها كل أطماع العالم .
إذا كان هذا هو تاريخ العسكرية المصرية فلا تعجب من أخلاق تلك العسكرية عندما ترى القائد يقول : لا .. أنا إللى إتشرفت إنى كنت معاك فى الخدمة يافندم .. ويردف بالمثل القائل ” العين متعلاش على الحاجب ” تلك هى أخلاق العسكرية المصرية التى تحمى وتدافع وتصد العدوان ولاتعتدى !!
لم أتعجب أن يكون اللواء أ.ح سمير فرج العائد من كليه ” كمبرلى ” الملكية لـ أركان الحرب بالمملكة المتحدة التى تعد من أعرق وأقدم كليات القادة والأركان فى العالم ، وكان أول دارس مصرى يلتحق بها بعد عشرين عاما من توقف إرسال مصر البعثات إليها منذ أزمة السويس عام 1956 ، بل وعين مدرسا فيها فور تخرجه منها ليكون بذلك أول ضابط من خارج دول حلف ” الناتو ــ والكومنولث ” يعين فى هذا المنصب ، وهى الكلية التى تخرج فيها ” الجنرال أرييل شارون وإسحاق رابين وبن أليعازر ” وغيرهم من قادة إسرائيل ، لم أتعجب أن يكون هو القائد والمعلم لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ، حين كان ملازما أول فى كتيبته ، وإنما تعجبت من تواضعكم الشديد وحرصكم الشديد على أن لاتذكر هذا منذ توليه الرئاسة .
إنهم قاده حملوا الأمانة وتحملوا المسئولية ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله وصنعوا النصر ، ” بعد 100 سنه هيتكتب لك إنك خلصت مصر من الإخوان ” حوار دائر بين القائد والمعلم فى سيمفونية حب رائعة تستحضر كل معانى الإنسانية ، تعلمت من اللواء سمير فرج حل المشاكل بكل هدوء ، أنا بفتخر أنه فى يوم من الأيام كنت مع سيادتك فى الكتيبة .. لا يافندم أنا إللى كنت مع حضرتك ، أنا كتبت فى تقريرى السرى إنك ضابط ” صاحب قرار ” وله مستقبل من 40 سنه !!
الرئيس السيسى أشاد بالمناظرة إللى جرت بين اللواء أ.ح سمير فرج والجنرال الإسرائيلى شارون والتى أجرتها شبكة BBC البريطانية عام 1975 وقال : إنها كانت أكثر شىء يتحدث عنه الجنود فى الجيش ، مناظرة سمير فرج مع شارون إستمرت لمده ساعة ونصف على الهواء وعرض خلالها خطة القوات المسلحة المصرية فى إقتحام قناة السويس وكيف نجح الجيش المصرى فى إقتحام أكبر مانع مائى فى التاريخ وسقوط خط بارليف مع الأخذ فى الإعتبار أن الإعلام الغربى يعتمد على الحقائق والأرقام والإحصائيات لا على الكلام المرسل ، الحقيقة أن عرض التخطيط وإدارة القتال تميز بالدقة والوضوح معتمدا على النجاح العظيم شبه الأسطورى
من وجهة نظر كل المراكز والمؤسسات العسكرية فى العالم ، ومن الخبرة الطويلة التى إكتسبها من حرب الإستنزاف والتدريبات الشاقة على العبور لمدة 5 سنوات .
على الرغم من أن المناظرة لم تكن هينه وتحمل الكثير من الأسئلة المباغتة من أساتذة معهد الدراسات الإستراتيجية إلا أن القيادة المصرية حصلت فى نهايتها على 8 درجات وحصلت القيادة الإسرائيلية على درجتين فقط مع توصيات عديده منها سلبيه فى خطط وآداء جيش الدفاع الإسرائيلى سواء فى الخطة الدفاعية لخط بارليف أو آداء معركة شارون غرب القناه ، وإيجابيات القيادة المصرية وأكدت على أنه يجب أن تدرس المعاهد العسكرية والمراكز العلمية العسكرية هذا الفكر المتطور والتخطيط المتميز للقيادة المصرية والآداء ” الراقى ” للجندى المصرى فى هذه الحرب وهو أمر لم يكن محسوبا من قبل بل وأشاد به شارون فى نهاية المناظرة .
سمير فرج من مواليد 14 يناير فى مدينة بورسعيد وتخرج فى الكلية الحربية عام 1963 بتقدير إمتياز وإلتحق بسلاح المشاه وتدرج فى المناصب العسكرية حتى تقلد منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكى ، كما تخرج فى كلية أركان حرب عام 1973 ، وحصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ من جامعة عين شمس عام 1979 وحصل أيضا على دبلوم إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1982 ونال درجة الدكتوراة عن دور الإعلام فى إعداد الدولة لتحقيق الأمن القومى المصرى ، تولى العديد من المناصب فى القوات المسلحه ، وفى هيئه العمليات ، وهيئه البحوث العسكريه ، كما عمل مدريا فى معهد المشاة ومدرسا بكلية القادة والأركان ، كما عين مديرا لمكتب مدير المخابرات الحربية .

شارك اللواء سمير فرج فى حرب أكتوبر 1973 حيث كان وقتها ضابط عمليات وكان أصغر الضباط سنا ورتبه فى غرفة عمليات الحرب إلى جانب الرئيس السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة والفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان الحرب واللواء محمد عبدالغنى الجمسى رئيس غرفه العمليات وغيرهم .
وفى عام 1993 تولى مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة لمده 7 سنوات وتولى بعدها رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر وقام خلالها بالعديد من المشروعات التنموية الهامة وأعاد فتح طريق الكباش وغيره العديد من المشروعات الكبرى ، كما شغل منصب المدير لدار الأوبرا المصرية فى الفترة من عام 200 إلى العام 2004 وقام خلالها بالعديد من الأعمال المتميزة مثل تجديد وإعادة إفتتاح مسرح سيد درويش بالأسكندرية وغيره .

ولسوف يذكر التاريخ لهؤلاء الرجال الكثير والكثير مما قدموه من أجل مصر والحفاظ على وحدتها وأمنها وعلى ماعاهدوا الله عليه ” أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري ، وأن احترم الدستور والقانون ، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة ، وأن أحافظ على إستقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه “.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.