خالد إمام يكتب : 51 عاماً .. وناصر مازال حياً

الكاتب الصحفي خالد إمام
مرت امس الأول الذكرى 51 على رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر .. الا انه مازال حياً بيننا ويسكن كل ركن فى قلوب الغالبية العظمى من شعب مصر والشعوب العربية والأفريقية سواء من عاصروه أو قرأوا عنه فى الكتب والصحف .
ناصر رسم طريق الحرية لمصر .. فهو احد ابطال حرب فلسطين عام 1948 وعاد منها وقلبه يحمل كراهية تكفى لزلزلة الأرض تحت اقدام كل مستعمر وصهيونى مما دفعه الى تأسيس تنظيم الضباط الأحرار عام 1949 وهو ما عجل بقيام ونجاح ثورة يوليو 1952 وازاحة الأسرة الملكية والاقطاعيين لتتوالى الأحداث وتتنوع بين مبهرة ومؤسفة .
فى عام 1956 اغارت علينا انجلترا وفرنسا واسرائيل فى عدوان ثلاثى غاشم بسبب قيام جمال بتأميم قناة السويس وكأن القناة من ميراث اجدادهم وليست مصرية ..
قاد ناصر الجيش والمقاومة الشعبية معاً وتحقق النصر .. انجازاته المهولة ابتداء من قانون الاصلاح الزراعى وانشاء السد العالى وتأسيس منظمة عدم الانحياز ونهوضه بالتعليم والاسكان والصناعة من حديد وصلب وغزل ونسيج وسيارات وادوات كهربائية منزلية اضافة الى دعمه لثورات التحرير بالوطن العربى وافريقيا ..
كل هذه الانجازات وغيرها جعلته عمود الخيمة للبلدان العربية والأفريقية والأسرة المصرية حتى انه رغم انكسارنا فى 1967 وتحمله مسئولية النكسة بشجاعة وتنحيه عن الحكم فان الشعب – كل الشعب – خرج فى طوفان بشرى لا اول له ولا آخر واصر على بقائه ..
لم يكن هذا مدفوعاً من الدولة بل كان تحركاً شعبياً فطرياً دون اية ضغوط من احد .. وبالفعل عاد ناصر وخاض حرب الاستنزاف .. ولكن فى مساء 28 سبتمبر 1970 صعدت روحه الطاهرة الى بارئها راضية مرضية بعد مجهود قاتل لوقف مواجهات عمان .
×××
فى هذا اليوم كنت اقف مع اصدقائى على ناصية شارع بجوار منازلنا بالسيدة زينب نتحاور فيما سنفعل بعد ان نجحنا فى الثانوية العامة .. فجأة سمعنا الخبر المشئوم من راديو فى محل مجاور فانهرنا جميعاً وجلسنا على الأرض نبكى كالأطفال ..
وكانت اول مرة ابكى فيها على انسان فارق الحياة .. فحينما توفى والدى كنت فى سادسة ابتدائى ولم اشعر باليتم ولكنى شعرت به فعلاً ولأول مرة اتذوق مرارته حينما مات ناصر .
كان مكتب التنسيق قد قذف بى لكلية دار العلوم ولولا ان ابى تخرج فيها مادخلتها ابداً .. وبعد 3 شهور من بدء الدراسة استضافت الكلية شاعرى الأثير ( نزار قبانى ) ليلقى مجموعة من قصائده الوطنية اختتمها – وكان مسك الختام – بقصيدة ( قتلناك ) عن عبد الناصر وجهوده المضنية فى تهدئة الأوضاع على الجبهة الأردنية المشتعلة والتى كانت سبباً مباشراً فى وفاته .
بادرت باحتلال موقعى من صباح اليوم فى اول ( بنش ) من المدرج الرئيسى لأكون امام شاعرى الذى اعشقه .. وصعد نزار على المسرح فى السادسة مساء ليلقى قصائده حتى بدأ فى القاء ( قتلناك ) فانهرت فى البكاء حتى انه اخذ يشير لى بأن اهدأ .. القصيدة هى الأروع بين قصائده .. يقول فى مطلعها :
قتلناك ..
ليس جديداً علينا
اغتيال الصحابة والأولياء
فكم من رسول قتلنا ..
وكم من امام ..
ذبحناه وهو يصلى صلاة العشاء
فتاريخنا كله محنة
وايامنا كلها كربلاء .
ظل نزار يعدد فى قصيدته خصال عبد الناصر الكريمة وايضاً مالاقاه من غدر وتقلب ونفاق وتكفير وخيانة وغيرها ليختتم القصيدة بأربعة ابيات يقول فيها :
انادى عليك ابا خالد ..
واعرف انى انادى بواد
واعرف انك لن تستجيب
وان الخوارق ليست تُعاد .
هنا .. ظل جميع الطلاب والأساتذة يصفقون لمدة 10 دقائق بلا توقف لترتج جدران المدرج وتغطى الدموع الغزيرة البنشات .
هذا هو جمال عبد الناصر رمز الحرية والوطنية والاباء والشموخ والذى مازال حياً داخل قلوبنا .. بعيداً عن ( الناصريين ) الذين يستغلون اسم ناصر فى تحقيق مآربهم .
×××
×× المختصر .. المفيد ..
× يصل اليوم الفوج الأول من العمالة المصرية الى ليبيا لبدء اعادة الاعمار واطلاق المنصات الالكترونية للقوى العاملة .. خير باذن الله .
× صدور حكم نهائى وبات من المحكمة الادارية العليا بحظر استخدام المساجد فى اغراض سياسية سوف يحمى من التطرف .. يساعد على ذلك اشراف الدولة على هذه المساجد .
× الجيش السودانى تصدى بقوة لمحاولة توغل اثيوبية فى ( أم براكيت ) شرق البلاد .. كما صادر ممتلكات تابعة لحماس تشمل 12 شركة وعقارات وفندقاً ومكتب صرافة ومليون فدان .
× احرق التونسيون الوطنيون ( دستور الاخوان ) .. وقدم 113 قيادياً بحركة النهضة الاخوانية استقالاتهم وبرروا ذلك بأنهم فشلوا فى اصلاح الحركة من الداخل .. هم فاشلون دائماً فماالجديد .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.