الدكتور عادل خلف القليعي بكتب : عصا موسي عليه السلام.

الدكتور عادل خلف
قد يتوهم البعض أن عصا موسي التي أ بطل بها موسي بأمر الله ما جاء به سحرة فرعون من سحر سحروا به أ عين الناس واسترهبوهم أن هذه العصا سحرية.
هذه العصا لم تكن سحرية، ولم يكن موسي عليه السلام وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام لم يكن ساحرا ولا مسحورا، وانما هي معجزة من معجزات الله تعالي أجراها علي هذه العصا في تحد من الله تعالي لهذا الطاغية المتعالي المتجبر.
وتثبيتا لسيدنا موسي ألا يخاف ولا يحزن فإنه بأعين الله التي لا تغفل ولاتنام
وهكذا نحن جميعا في أيد أمينة يد الله تعالي وبأعينه تعالي، فلماذا الخوف والجزع والضيق والضجر.
قد يظن البعض أن هذه العصا تحيا بيننا ويمكننا استخدامها لنحول بها التراب ذهبا . لكن الذي يقول للشئ كن فيكون هو مكون الأكوان ومقلب الليل والنهار الله جل جلاله .
لذا ليس من المنطقي ونحن أبناء القرن الحادي والعشرين . قرن التقدم العلمي والتقني والحداثة والمعاصرة والمواكبة أن نقف مكتوفي الأيدي أن ينظر بعضنا لبعض دون أن نأخذ موقفا إيجابيا من كل ما يحدث حولنا .
فمن العيب ألا نقول كلمتنا إن أردنا إصلاحا حقيقيا يرضي عنه الله تعالى ، فلابد أن نبدأ بأنفسنا . إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم .
واعطانا الله تعالي أفضل من هذه العصا، أعطانا نعم كثيرة لا تعد ولاتحصي، أهمها نعمة العقل، المعجزة الكبري التي ميز وفضل الله بها الإنسان علي سائر المخلوقات.
فإن أحسنا استخدامه حسنه الله لنا وأحسن إلينا وزادنا رجاحة عقل وكياسة وحكمة.
إذن نبدأ بأنفسنا تلك هي القضية . نبدأ بمجاهدة أنفسنا .(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين .)
إذا أردنا إصلاحا حقيقيا فلابد أن نترك التواكل ونتوكل علي الله حق التوكل بمعني نأخذ بالأسباب ونتوكل علي رب الأسباب .
نسعي في طلب الرزق و لا نركن إلي أحد نطلب منه العون.وأن يحب بعضنا بعضا فلم التباغض والضغينة والكراهية . علي ماذا التناحر . علي منصب . المناصب زائلة ولا تبقي إلا الكلمة الطيبة بين الناس.
عدم الإكثار من الكلام وترك القيل والقال، لابد أن ننتقل من مرحلة الأقوال إلي مرحلة الأفعال حتي لا يتحقق فينا قول الله تعالي (لم تقولون ما لا تفعلون ).
الإخلاص لله تعالي والإخلاص في حب الوطن الطيب أهله الذي يستحق كل خير اخلاصا حقيقيا لا مجرد شعارات تلهب الحماس اخلاصا يدفعنا نحو التقدم والنمو والبناء .
ينبغي علينا أن نوجه اهتمامنا إلي تربية أبناءنا تربية صالحة تقوم ركائزها علي حب المواطنة وحب الله وحب الوطن الذي هو قرة العيون .
أن نهتم بالشباب في الجامعات، فالجامعة إضافة إلي إنها مؤسسة تعليمية تربوية فهي كذلك مؤسسة توعوية تنموية فهؤلاء الشباب هم ملح البلد فهل يصلح البلد إذا الملح فسد .. لا نريد ملحا فاسدا.
 المسألة ليست عصية الحل ولكن بكثير من الجهد والعرق و الإيمان بالله تعالي نستطيع أن نحل جميع مشاكلنا بأيدينا لا بايدي أحد غيرنا.
فبالجد والاجتهاد والعمل الجاد الدءووب، نحقق مانصبو إليه ونحلم به، كل في مكانه،الطالب،الطبيب،المهندس، المحام، المعلم الذي عليه معول كبير في تنشئة جيل واع مستنير.
الرئيس الذي يلي أمور الناس ومن عاونه من وزراء ومستشارين ومؤسسات دولة،ومجالس نيابية، الكل يجد ويجتهد ويكافح، ليس هذا وحسب بل يفعل ذلك بحب.
أليس العمل قيمة هو قيمة وفضيلة تحدث عنها الفلاسفة وخصوصا سقراط الحكيم الذي وصف نفسه أنه محب للحكمة فجل محاوراته علاج لهذه القيمة ثم أتي إسلام الخير وعالج هذه المسألة معالجة ناجعة وقدم المعصوم الحل الأمثل .. ولم لا وهو الراعي والتاجر والمحارب.
ألم يأتي إليه رجل يسأله حاجة فنصحه أن يعمل . ألم يقبل يد الرجل قائلا هذه يد يحبها الله ورسوله.
ألم يقل الله تعالي ( وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
هل قال الله انتظروا وظائفكم هل الله أمرنا أن نتواكل أم أمرنا أن نتوكل (ومن يتوكل علي الله فهو حسبه) يا بني وطني الحبيب الأعزاء، السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.
الدولة وفرت لنا سبل التعليم وحققت لنا سبل النجاح قدر استطاعتها فهل نقابل الاحسان بالسيئة.
حان وقتكم لتردوا جميلها كيف ؟ بالجد والعمل وعدم انتظار الفرص بل أنتم من تصنعون الفرص لا أنتم جميع الفرص .
فهيا بنا هيا نطوي الفلاي طيا، هيا نبني ونشيد فالاوطان لا نبني بالشعارات إذا كنت تحب هذا البلد حبا حقيقا فهيا ضع يدك في يد أخيك أو يد صديقك للبناء والتعمير. والله من وراء القصد وهو الهادي والموفق للرشاد، ولن يترنا أعمالنا، شريطة أن نخلص العمل لله تعالي.
كاتب المقال  أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.