الحضور المصري مكانا فى الخطاب القرآني المجيد

للأستاذ الدكتور / صبري فوزى أبو حسين

تعليق : د / صلاح عدس

يتميز هذا البحث بما يتميز به كل كتابات الدكتور “صبري فوزى ابو حسين ” من الروح العلمية والدقة فى المنهج والتحليلات الموضوعية والإحكام فى الأحكام النقدية كما يتميز عرضه بالتشويق والجاذبية والمنطقية وكل هذا فى اسلوب لغوى يتميز بالجمال والعذوبة والبساطة رغم عمق الموضوع .
وكان هدف البحث هو إثبات أن مصر حاضرة فى الخطاب القرآني فراح يتتبع ذلك بتحليل الآيات التى وردت فيها مثلما فى سورة البقرة والمائدة والاعراف ويونس ويوسف والإسراء والشعراء والقصص والعنكبوت …
ويكشف لنا من خلال رصده وتحليلاته أن الخطاب القرآني كان هنا سرديا ووعظيا مانعا وافيا كاشفا … ويخرج كاتبنا من تحليلاته بأنه نتيجة لهذا الخطاب القرآني المجيد كانت مصر حاضرة فى الخطاب النبوي والخطاب الصحابي الراشد وفى الخطاب الأدبي نثرا وشعرا ، بل يتتبع كاتبنا حضور مصر قبل ذلك فى الشعر الجاهلي …
ويتكون البحث من خمسة أجزاء هي أولا تمهيد يعرض فيه المنهج الذى يتبعه فى تحليل الخطاب الديني فيبدأ بشرح مفهوم كلمة الخطاب مستعينا فى ذلك بأبحاث النقاد الغربيين مما يكشف لنا عن ثقافة كاتبنا الموسوعية …
وبعد حديثه عن الخطاب القرآني يحدثنا عن مصر فى الشعر الجاهلي وفى المعجم العربي … وهو حين يحدثنا عن مصر فى الخطاب القرآني يتناول الآيات التى تناولت مصر كمكان جزئي مثل كلمــــة المدينة فى قوله تعالى ” وقال نسوة فى المدينة “
أو كلمة المدائن فى قوله تعالى ” وارسل فى المدائن حاشرين ” ومثل كلمة عيون موسى وسيناء والطور التى وردت فى آيات عديدة وهى بمثابة أماكن جزئية فى مصر .. هذا وقد حدثنا كاتبنا من قبل عن إشارة القرآن الكريم إلى مصر بكلمات مثل الأرض والبلاد ….
ثم يحدثنا عن حضور مصر نيلا فى الخطاب القرآني مثلما فى قوله تعالى” فألقيه فى اليم ” ، واليم هنا هو النيل ….
ثم يحدثنا فى المبحث الأخير عن أنماط الخطاب القرآني عن المكان المصري ، فقد كان الخطاب إما إلهيا مباشرا على لسانه جل وعلا أو على لسان فرعون أو موسى أو نسوة يوسف وانه كان فى الأغلب خطابا سرديا .
وأخيرا يضع لنا خاتمة موجزة يجمع فيها النتائج والأحكام التى توصل إليها فى تحليلاته الشمولية والدقيقة …
وخلاصة القول هي أننا امام بحث جديد فى موضوعه عميق فى تحليلاته ونتائجه وجذاب فى عرضه بحيث انك إذا بدات فى قراءة أول سطر فيه لا تملك إلا أن تكمله حتى آخر سطر
ومما ساعد فى ذلك بلاغة أسلوبه وفصاحة ألفاظه وفى هذا يقول “ابن سنان الخفاجي ” فى كتابه ” سر الفصاحة ” (ان الفصاحة تتعلق بالكلمة أما البلاغة فتتعلق بالجملة) …
وأن هذا البحث يجمع بين المتعة والفائدة لأن النقد عمل إبداعي كالشعر والرواية والمسرحية ، كما أن هذا البحث ليس مجرد بحث أكاديمي لا يهم سوى خاصة الباحثين والدارسين وإنما هو يهم عامة المثقفين وهو بذلك إثراء للمكتبة العربية..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.