عبد الناصر البنا يكتب : أنقذوا .. الجامع العمرى العتيق

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
الجامع العمرى العتيق بقرية ” هو ” تحفة معمارية نادرة تقع على الشاطىء الغربى للنيل فى قرية ” هو ” التى التى تبعد ستة كيلو مترات جنوب مدينة نجع حمادى شمال محافظة قنا
وقرية ” هو ” بكسر الهاء وتشديد الواو الساكنة ، هى بلدة قديمة يرجع تاريخها إلى العصر الحجرى الحديث ، وكانت مزدهرة طوال العصر الفرعونى ، وقد وصفها الرحالة الفرنسيون فى خمسينيات القرن الماضى بأنها إحدى عجائب العالم الحديثة
وتضم القرية العديد من الآثار التى تعود للعصر الفرعونى والبطلمى والرومانى واليونانى والقبطى إلى جانب الجامع العمرى العتيق الذى يعد واحدا من أهم الآثار الإسلامية فى القرية .
تاريح بناء الجامع العمرى العتيق يعود إلى القائد الإسلامى عمرو بن العاص فى زمن الفتح الإسلامى لمصر ، أما تاريخ بناء الجامع الحالى وتجديدة فيرجع الى العصر العثمانى ، ومئذنة الجامع الحالية فهى أقدم من الجامع حيث يرى بعض الباحثين إنها ترجع الى العصر الفاطمى
والجامع العمرى مقام فوق تل ترابى يصل ارتفاعه الى 12م فى منطقة السوق الحالية بقرية هو ، والتخطيط العام للجامع وطرازه يتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها وأعمقها رواق القبلة
وهو بذلك يعد إستمرارا لتخطيط المساجد الجامعة فى العصر المملوكى ، ويلاحظ فى هذا المسجد إستخدام 12 عمود من الجرانيت تعلوها تيجان فرعونية ورومانية فى صفين يتقدمان المحراب الرئيسى ، وتتمتع الأروقة فى هذا التخطيط بإضاءة طبيعية كافية نهارا عن طريق صحن المسجد وصفوف النوافذ العلوية بحيث تسمح هذه النوافذ بمرور الضوء والهواء الى داخل المسجد ، ودرجة الإضاءة مطلوبة لقراءة المصحف للذين يقرؤون القرآن من مصاحفهم فى هذه الأروقة من الدارسين والمتصوفة
حيث أن معظم هذه المساجد كانت تعقد بها حلقات دروس الفقه والسنة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم .. إلخ .
وللجامع العمرى مئذنــــة تقع بالبلاطة الثانية جهة الصحن بالرواق الغربى للمسجد ، وهى مبنية بالطوب المحروق ومبلطة بطبقة من البياض ، والمئذنة أقدم من المسجد ، ويصل إرتفاعها الى 17.50م ، وقد بنيت جدران هذا الجامع بالطوب اللبن ، ما عدا كتلة المدخل الشرقى فقد بنيت من الطوب الأحمر ” الأجر “
وللجامع العمرى منبر خشبى دقيق الصنع وبه نص كتابى منفذ بالحفر البارز فى سته أسطر من الكتابات تنتهى بما نصه ” تحريرا فى غرة شهر رمضان من شهور سنة خمس وأربعين ومايه والف سنة 1145هـ “
وللجامع أيضا أربع واجهات حرة تطل على منطقة مسورة بسور بنائى حديث من جميع الجهات ، وهو يعتبر الحرم الأثرى للجامع ، والحقيقه أن للجامع العمرى بقريه هو أثر فى نفوس الآلاف من أبناء القرية ممن تربوا بين جنباته وتعلموا الفقه وحفظوا القرآن الكريم ، وكان الجامع طوال تاريخه حتى يومنا هذا منارة للعلم والمعرفة وملتقى للعلماء .
وقد حدث فى صباح يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2014 م أن إستيقظ أهالى القرية على حريق هائل شب فى الجامع العمرى نتيجة ماس كهربائى دمر كل محتوياته ، لدرجة أنه أصبح كومة من الأنقاض وإحترق المنبر الأثرى ودكة المبلغ وإنهارت الأعمدة ، ولم يتبق من الجامع سوى الجزء الخاص بالمئذنة ومايحيط بها ،
وأجزاء من السور الخارجى ، وقد حضر وزير الآثار د. ممدوح الدماطى وقتها ورئيس المجلس الأعلى للآثار وجاءت التصريحات بتوفير كل الإمكانيات اللازمة لإعادة إعمار الجامع ، ثم شكلت لجنة فنية من وزارة الآثار وعاينت الجامع وكتبت تقريرها ، والمثل يقول ” إذا أردت أن تقتل موضوعا فشكل له لجنة ” وموت ياحمار ، وبقى الحال على ماهو عليه .
لجأ الأهالى إلى وزارة الأوقاف وهى المنوط بها توفير الإعتمادات المالية اللازمة لترميم الجامع وتم إدراج الجامع فى خطة الترميم للعام 2017 ويبدو أن 2017 لم تأتى بعد
وحتى الآن لم يتحرك ساكنا ، لم يقف الأهالى مكتوفى الأيدى ولجأءوا إلى بعض جهات الخير ومنها ” المكتب الكويتى للمشروعات الخيرية ” وللأسف لم يستطيع توفير التمويل اللازم ، ولجأ الأهالى إلى كل مسئولى الدولة المصرية ولم يتركوا بابا إلا وطرقوه ملتمسين ترميم الجامع ، وللأسف فكأنهم كانوا يؤذنوا فى مالطة .
السؤال الذى يطرح نفسه أليس فى مصر وزارة للأوقاف على رأسها رجل لاتفوته شاردة ولا واردة إلا وإعتلى فيها المنبر ليقول أنا موجود ، وكأنه قد ولد مجذوبا بشهوة الخطابة
أين هذا الوزير الذى تدور حوله وبطانته آلاف من الشبهات ، ولايزال مستمرا فى منصبه ، ألم تصلك معالى الوزير إلتماسات الأهالى بما لحق بالجامع العمرى العتيق الكائن بقرية هو ـ مركز نجع حمادى محافظة قنا من خراب ؟
وهل وزارة الأوقاف التى تمتلك المليارات من أموال الوقف لاتستطيع توفير التمويل اللازم لترميم مثل هذه التحفة المعمارية ؟
وهل لو تعرض جامع عمرو بن العاص بالقاهرة لاقدر الله لمثل هذا الحريق كنت قد تمطعت وتلكأت فى ترميمه أم إنطلقت بسرعه الصاروخ لتثبت للقياده السياسيه أنك الرجل المناسب فى المكان المناسب ؟
أين حمره الخجل ياوزير الأوقاف ورائحة الفساد تزكم الأنوف فى وزارتك .
ولعمرك يادكتور أن القاصى والدانى يعلم أنه لايتم التعيين فى وزارة الأوقاف إلا بدفع ” الرشاوى ” بل والمصيبة أنه لايتم ضم أى مسجد فى قرى وصعيد مصر ودلتاها إلى وزارة الأوقاف بعد أن يكمل الأهالى بناءه وفرشه إلا برشوة وكلاء وزارتك !!
وأقسم بالله أن خطيب أحد المساجد فى شارع المعز لدين الله الفاطمى وقد أديت فيه صلاة الجمعة التى سبقت دخول شهر رمضان ، أقسم بالله أنه عندما تقدم لوظيفتة فى الأوقاف طلب منه 12 دوسيه وعدد من لفات الأوراق والأقلام والدبابيس والأدوات المكتبية ،
وعندما ذهب لشراءهم من المكتبة المجاورة للوزارة قال له البابع مبروك ياسيدنا الشيخ على وظيفة الاوقاف ، وعندما تعجب قال له : أصل الحاجات دى ح ترجع لى تانى آخر النهار
إذا كان وزير الأوقاف يعلم ذلك فتلك مصيبة وإن لم يكن يعلم فالمصيبة أكبر ، شرف لك وأكرم معالى الدكتور وحفظا لماء وجهك أن تتقدم بإستقالتك ، فالفشل يطاردك أينما حللت ، وأعود وأكرر وزارتك يامعالى الوزير تدير ” المليارات ” من أموال الوقف
هل عجزت عن ترميم مسجد فى أقاصى الصعيد ؟ مثل ردده العامه قديما ولايزال يتردد على ألسنه الناس ” إللى إختشوا ماتوا “
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.