عاطف محمد يكتب : أخلاقنا دقات قلب الزمن !

عاطف محمد
بلغت سعادتي حدا كبيرا لتلك النقلة الكبيرة التى حلت بمصر فقد بلغ التغيير كل مجال ووصل إلى كل شبر فى أرض مصر و اصبحنا كل يوم نستيقظ على إنجاز جديد بل وغير مسبوق ولكن مع تلك الإنجازات نجد ما يجعل الصورة تبدو ناقصة أو غير زاهية والسبب ….
الأخلاقيات والتصرفات التى صارت فيلما عبثيا لا نهاية له لابد أن نعود للأخلاق ولا أقصد هنا أن نتبع قواعد كل شىء فلو كان الأمر كذلك لبرمجنا الكمبيوتر على التصرف بحسن الأخلاق .
ماذا حدث؟
ماالذى حل بالمجتمع ؟
كيف وصلنا إلى هذا الوضع المتردي سلوكيا و الذى لا استطيع وصفه بشكل واضح ولكن عندما أراه وأعيشه اشعر بغصه فى حلقي ، فالمجتمع يحتاج إعادة سمكرة لما حدث له من صدمات وتغيرات أدت لظهور تجاعيد ونتوءات فى صاج الأخلاق وبدت التصرفات غير متزنة من البعض، لهذا يحتاج المجتمع لعملية سمكرة على البارد على الساخن لايهم المهم أن تتم عملية إعادة الهيكل المجتمعى إلى حالة الفبريقة إلى سابق عهده .
سنووايت فى الاسعاف !
جميل أن نحتفل بالزواج ونقيم حفل زفاف مميز لأنها ذكرى تعيش طول العمر وتحتل مساحة لابأس بها فى الذاكرة ،ولكن أن تتعدى الذكرى حدود اللامعقول وتتحول إلى كارثة بكل المقاييس بل وتنقل إلينا مفاهيما وقيما متدنية بل و تصدر للأجيال القادمة وهذا ما لا يسكت عليه ولا نغض عنه الطرف .
فتلك العروس أرادت أن تحتفل بطريقة جديدة بعرسها وهذا حقها ولكن هداها عقلها( المريض)أو المشوش بأفكار هذا العصر ،هداها عقلها أن تذهب الى قاعة الزفاف فى سيارة اسعاف !
نعم اسعاف ليس لأنها مريضة ولكن لكى تنزل إلى داخل القاعة محمولة على حمالة نقل المرضى وبمجرد دخولها القاعة يقوم العريس بتقبيلها قبلة الحياة!!!!!فتعود لها الروح وهى بذلك تحاكى ( سنو وايت )!!!!!
بالنظر إلى الموضوع برمته نجد أننا أمام تجاوز وصل إلى حد الاضمحلال الفكري و الاستهانة بكل شئ ، فسيارة الإسعاف التى من المفروض أن تنقذ المرضى والمصابين تحولت لسيارة زفة تزف عروس خرقاء العقل يوم فرحها، وهنا أجد أنه لابد من محاسبة الجميع على هذه التصرفات الخرقاء الغير مسئولة
اعرف أن من طبيعة البشر التفكير بحكمة والتصرف بسخافة ولكن فى هذا الموقف وصلت السخافة إلى أعلى معدل لها ….
روب الحمام فى الكوشة
وهذه عروس أخرى تحتفل بعرسها وهى ترتدى هى وعريسها (روب) الحمام !
كما قرأت روب الحمام ، والأدهى والأمر أن صديقات العروس وأصدقاء العريس يرتدون نفس الروب كأن الجميع خرج توا من دش ساخن ولكنه بالنسبة لنا (دشا باردا بفعلتهم هذه ) وتحركت الزفة وكأنهم قد خرجوا توا من الحمام ويجلسون فى الكوشة ثم منها إلى الاستعداد للنوم والذهاب لبيتهم .
لا اجد مبررا واحدا لهذا التصرف سوى أنه سوء تصرف شارك فيه الأهل ووساعد فيه المكان الذى أقيم به الفرح وأيضا مباركة المعازيم الذين لم يخرج منهم أحد يقول هذا عيب .
الفستان والبدله فسفورى فاقع
وتلك عروس ارتدت فستان فرح ليمونى فاقع له بريق فسفورى والعريس بدلة خضراء فسفوريةو تحتها قميص ليمونى من نفس فستان العروس ، كل هذا قد يمر مرور الكرام ولكن أن يرتدى المعازيم والأهل الألوان الفسفورية فاقعة الألوان هذا ما زاد عن الحد وقد قامت الإضاءة بالواجب خير قيام وأدت( لهيبرة )الجميع ، ولكن الذى جعل الكيل يطفح ويصل إلى الاهتراء الفكرى هو مهاجمة العريس والعروس لأسرة حضرت حفل عرسهما بألوان ملابس عادية!!!!!
فأنكر العريس والعروس (على الأسرة الغريبة من وجهة نظرهم ) هذا التصرف البشع والمراد به تنمرا مؤكدا لإفشال حفل زوجها من هذه الأسرة غريبة التصرف ،فما قيل من استهجان وازدراء وكلام به سب وقذف ولوم على سوء تصرف الأسرة ما يملأ كتبا وعلت الأصوات وصارت معركة خرجت فيها كل الأسلحة ولم تهدأ إلا بعد أن اتضح أن الأسرة أخطأت الفرح ودخلوا الفرح بالخطأ…
كل هذا ولم ينطق أحد من أفراد الأسرة وكان لسان حالهم لقد
تعلمنا الاحترام لذلك نجهل التصرف مع فاقديه. وخرجت الأسرة تشيعها نظرات الازدراء..
لقد انقلبت الأوضاع وصار كل شىء بعيدا عن نصابه.

أين الجثة؟

ذهب صديق لى فنان لأداء فقرة فنية احترف العمل بها وبعد انتهاء فقرته تأخر به الوقت فى تلك المحافظة البعيدة وعندما أراد العودة لم يجد مواصلات متاحة ،فعرض عليه أحد الحاضرين (بارك الله فيه ) أن يبيت فى منزله إلى الصباح فشكر صديقى الرجل على حسن الضيافة،
وبالفعل أستيقظ صديقى فى الصباح فوجد صاحب المنزل قد اعد له الفطور وبعد تناول الفطور امتد الحديث بينهما ثم خرجا وكان اذان الظهر قد أذن فدخلا لأداء الصلاة وإذا بخشبة موتى يحملها أربعة شباب تدخل المسجد
عرف رواد المسجد أنهم أبناء المتوفى وأبناء أخيه وأخته وقد بدى عليهم الحزن الشديد ، وعند صلاة الجنازة طلب شيخ المسجد من الجميع مسامحة المتوفى وقال من لديه عند المتوفى أى دين فليسامحه
انبرى شاب وقال لن اسامحه فالمتوفى يدين لأبي بخمسة آلاف جنيها وهى فى زمة هذا الرجل ، وهنا أخرج الأولاد الشباب أبناء الرجل وأقاربه ما فى جيوبهم فلم يكمل سوى ثلاثمائة جنيه فتبارى الجميع فى إكمال المبلغ فكيف يتركون الرجل يعانى العذاب والحساب فى النار من أجل هذا المبلغ ، فجمع المبلغ سريعا وأخذ الشاب ماله ورحل وبعد أداء الصلاة لم يرفع النعش من مكانه فكان السؤال أين الأبناء ؟
ولكنهم اختفوا وكأن الأرض قد انشقت وابتلعتهم، شعر رواد المسجد بأن هناك خدعة ما احتوتهم ونالت منهم ، ورفع صديقى غطاء النعش فلم يجد أحدا به وجده خاويا تماما ، واتضح أنها خشبة المسجد المجاور وقد طلبها شباب لدفن والدهم واكتشف الجميع أنهم كانوا ضحية عملية نصب محكمة ،اعتقد لا تعليق .
أزمة فى ميكروباص
أثناء ركوب أحمد صديقي سيارة النقل الصغيرة والتى تتسع لسبعة ركاب ، وجد السائق يكاد يجن ويضرب كفاه ببعضهما ، فلما استفسر عن سبب غضبه قال السائق كنت أسير بالسيارة فى شارع جانبى وسط المساكن فوجدت مجموعة الأولاد فى سن الثالثة عشر يلعبون الكرة فسرت بهدوء حتى يعرفوا بمروري ويفسحون الطريق.
ولكن المفاجأة !
لقد توقفوا عن اللعب ووقفوا كلهم أمام السيارة وقام أحدهم بالرقص أمام السيارة بشكل هستيرى ولا يريد أن يبتعد فطلبت منه الابتعاد فلم يستجب كل هذا والباقون يضحكون وبعد فتره وجدت بنت فى نفس عمرهم تطل من شباك أحد العمارات وتصرخ فى اخاها أن يبتعد ولكنه لم يستجب فجره أحد أصدقائه ، فأعتقد السائق أنه فهم الخطأ وقبل أن أشكر الصديق فإذا به يدفع صديقه أمام السيارة ولولا حذرى ورد فعلى السريع على الفرامل لحدث مالا يحمد عقباه ، ولما صرخت فيهم وجدت أنهم يضحكون بشده والأغرب أن من ألقى صديقه قال( إيه يا عمو بنهزر خليك كول ماتضيقش صدرك ) كل هذا (والسائق يحكى وهو يكاد يجن )
يقول السائق ابتعدت والغضب يتملكني ولكن ظل هذا الموقف ينال منه حتى قص ذلك لصديقي أحمد الذى لم يجد أى كلام ليهدىء روع السائق.
خناقة فى ميكروباص !
أثناء ركوب صديق لى الميكروباص وإذا بخناقة حامية الوطيس قد قامت بسبب جنيه من الأجرة ، كان الجنيه حائرا من يد لأخرى و الجميع ينكرون صلتهم به فهو غريب الشكل والسائق لا يريد بأى حال من الأحوال أن يأخذه فأراد صديقي إنهاء اللغط وحل هذا النزاع، فقام بإعطاء السائق جنيه مكان الجنيه محل المشكلة والأزمة وعندما اخذ الجنيه كانت المفاجأة أنه ٢يورو أى مايساوي ٤٠جنيه مصري فابتسم وهنا نظر له الجميع وهم لا يستطيعون تفسير ابتسامته ويبدو أنهم اتهموه من داخلهم بأنه أبله قليل العقل لأنه أخذ جنيه لا قيمة له .

لقد ظهرت فى المجتمعات ليست الشرقية فقط ولكن الغربية أيضا تصرفات أقل مايقال عنها انها ضربا من الجنون ولكنها تحدث ويروج لها الإعلام ووسائل التواصل كأنها حدث عنترى وهذا من أجل زيادة نسب المشاهدة والمتابعة ولكن امام هذا تدانت نسب الأخلاقيات إلى حد وجوب إعادة الشحن مرة أخرى بل وأحيانا إعادة ضبط المصنع ، وعلى المتخصصين فى كل المجالات البحث والتقصى لكيفية إعادة المجتمعات إلى صواب الأخلاق والتصرفات
حتى لا نصل إلى يوم يضيع فيه كل شىء بلا رجعة…..

فى النهاية..
_ تصرفاتنا نابعة من تربيتنا وإذا فقدنا التربية صرنا مثل عربات التصادم التى لا سيطرة عليها
– أحيانا تنسينا الرغبات عيوب التصرفات.
_ ليس من العيب أن تخطىء ولكن العيب كل العيب أن تصر على أن الخطأ من الآخرين وليس منك .
_ عش حياتك متأنقا فى ملابس الأخلاق لأنها لن تبلى أو تهترىء.
_ لقد علمني أبي أن أحسن الكلام ولا اسيىء التصرف حتى لا اتجرع سوء كلامى وتصرفي.
_ القيم والأخلاق النبيلة عملات لا يعرف قيمتها إلا من تربى على الشرف .
_ حاذر من أى تصرف أخرق فمهما دار الزمان فسوف يرد لك
_ اجعل عين عقلك مستيقظة دائما لترى التصرفات وتحسن الحكم عليها .
_مانربى عليه أولادنا نحصد نتاجه باسرع مايمكن .
_ تصرف بحكمة تعلمتها وانطلق بكلمة احسنتها تطرح أشجارا تظل البشر .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.