إبراهيم نصر يكتب : الثورة على الإخوان

غدا تأتى الذكرى الثامنة لثورة الشعب المصرى على حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وإنى للمرة الأولى أذكر
فى مقالى هذا موقفا حدث بينى وبين واحد من عامة الإخوان المجرمين المضحوك عليهم أو الضالين من أهل السمع والطاعة دون
إعمال عقل ولا تفكير. 
هذا الموقف حدث بعد شهور قليلة من تولى جماعة الإخوان الإرهابية سلطة البلاد، ولا أقول تولى محمد مرسى رئاسة الدولة، لأنه لم
يكن إلا مجرد دمية فى يد الجماعة ومرشدها المجرم محمد بديع وبطانته من نوعية المجرمين: خيرت الشاطر، محمد البلتاجي، محمود
عزت، و.. و.. و.. صفوت حجازى. 
هذا الإخوانى، الذى يبدو ظاهريا – كعامة الإخوان – وديعا مسالما يحرص على أداء الصلوات فى أوقاتها، قال لى: نحن الآن نفكر فيمن
يخلف الرئيس مرسى فى حكم مصر من قيادات الجماعة بعد أربعة أعوام، لأننا مطولين شوية فى الحكم. 
وجدتنى أرد عليه بلسان الواثق بالله قائلا: انت فاكر إن مرسى سيكمل مدته، والله العظيم لو كمل السنة يكون طول، فضحك هذا
الإخوانى ضحكة صفراء فيها الاستعلاء والزهو والسخرية مما أقول، ثم قال: هنشوف. 
وبعدها قلت فى نفسى: لماذا حددت بقاء مرسى فى السلطة مدة عام، وأنا لست محللا سياسيا، ولا خبيرا استراتيجيا، ولم تكن قد ظهرت
فى الأفق حالة الغضب العارمة بين جموع الشعب بحيث يملأنى هذا اليقين، إلى الحد الذى يجعلنى أقسم بالله على مدة محددة لبقاء مرسى
فى السلطة. 
وإن هى إلا شهور قليلة وتتسارع وتيرة الأحداث بداية من حملة تمرد التى لاقت استحسان ملايين المصريين، وحين وجدت الاستمارات
توزع أسفل بيتى ويتسابق الناس فى التوقيع عليها استبشرت خيرا وحرصت على توقيع استمارة تمرد، وأخذت استمارة أخرى،
لتصويرها وتوزيعها على الأصدقاء والمعارف. 
وتتسارع الأحداث أكثر مع تزايد عدد الموقعين على استمارة تمرد، حتى حدثت  ثورة 30 يونيو 2013، التى خرج فيها ملايين
المصريين، في مظاهرات حاشدة، مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وعزل محمد مرسى. 
كانت سعادتى بالغة حين رأيت هذا الطوفان البشري القادم من جميع الاتجاهات، أمواج من الجماهير على مد البصر، وجهتها   قصر
الاتحادية، فاستشعرت أن هذه الإرادة الشعبية الحقيقية لن يردها شيئ، وسوف تتحقق إرادة المصريين، الذين استشعروا خطورة هذه
الجماعة على مصر والمصريين جميعا. 
اطمأن قلبي، وازدادت ثقتى فى أن حكم هذه الجماعة سيكون إلى زوال، وأن إرادة المصريين ستنتصر فى النهاية. 
وها هى الجماعة الإرهابية تخسر كل شيء، فقد خسرت  بلا رجعة حلم السيطرة والتمكين الذي عاشت عليه أكثر من 80 عاما، وفقدت
الرصيد الذي بنته على مدى تاريخها الطويل، من خلال الأعمال الخيرية، ومحاولة استغلال البسطاء من أجل كسب أصواتهم في
الانتخابات.
لقد خسرت الجماعة كل تعاطف شعبى، وصارت فى أسوأ موقف مرت به منذ نشأتها، ربما يفوق كثيرا صدامها مع الزعيم الراحل
  جمال عبد الناصر، خاصة بعد محاولة اغتياله في حادث المنشية بالأسكندربة سنة 1954م، لكن هذه المرة انتهت الجماعة وذهبت –
إن شاء الله تعالى – إلى غير رجعة، لأن أغلب المصريين شعروا بالخطر مع حكم الإخوان، فمع وصولهم للسلطة ظهرت حقيقتهم،
وكيف أن هذا التنظيم يسعى إلى أن يحكمنا أو يقتلنا. 
إنهم يحتكرون السلطة والدين، يظنون أنهم وحدهم من يعلمون الدين وغيرهم كافر.
هذه الجماعة وأخواتها من الجماعات الإرهابية يرفضها المصريون، الذين لا يقبلون بحكم جماعة لا تراعى مصالح الوطن ولا تحقق
حتى صالح الدين.
Ibrahim.nssr@gmail.com  
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.