خالد إمام يكتب : مصر عادت .. شمسك الذهب

الكاتب الصحفي خالد إمام
هناك سؤال يفرض نفسه : لماذا قامت ثورة 30 يونيه 2013 ؟؟.. والاجابة ببساطة : بسبب ( السنة السودا ) التى حكم فيها الاخوان مصر فى غفلة من الزمان من يونيه 2012 الى يونيه 2013 .. والبدء بجهل وغرض وغباء فى تنفيذ المخطط الذى وضعه لهم بعض الشرق والغرب والذى يقوم على تسريح الجيوش وقوات الأمن حتى لا تكون هناك مقاومة ثم اسقاط مؤسسات الدولة .
حاول الاخوان تسريح الجيش المصرى بعد ان اسقطوا الشرطة فى 2011 لكنهم لم ينجحوا لأن جيشنا يكاد يكون الوحيد فى العالم الذى ينطبق عليه مقولة ( جيش من الشعب .. وشعب هو الجيش ) .. وكان هذا اول مسمار فى نعش الاخوان .
ثانى مسمار .. انهم حاولوا السيطرة على مفاصل الدولة من مؤسسات قضائية وتشريعية وتنفيذية وقد نجحوا فى البعض بسيطرة شكلية وفشلوا فى الأغلب الأعم .
ثالث مسمار والذى رشق فى ادمغتهم وقلوبهم كان رد الفعل النارى من الشعب تجاه الاعلان الدستورى الذى دبجه اخوان اغبياء وكأنه كتاب سماوى ممنوع المساس به أو التغيير فيه أو الطعن عليه .. وهنا ثار الشعب يوم 30 يونيه 2013 فى حشود بالملايين من خلال ضربة معلم اسمه الشعب المصرى وفى ثورة خالصة ساندها الجيش من منطلق مسئولياته الدستورية والقانونية والوطنية باعتباره حامى البلاد والعباد لاصلاح ماافسده الاخوان .
لقد حاول الفريق عبد الفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع آنذاك اقناع محمد مرسى باجراء انتخابات رئاسية مبكرة لكنه سد اذنيه .. اعطاه اكثر من مهلة لعله يفيق من غيبوبته ولكنه انطبق عليه القول ( لقد اسمعت اذ ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادى ) .. ومن ثم لم يكن هناك الا الاطاحة به وبالاخوان جميعاً .
فى 3 يوليو 2013 تقرر تسليم السلطة للمستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا واعلان خارطة طريق للمستقبل .. وهذا يعرى ويفضح ويلطم المزاعم بأن ماحدث كان انقلاباً عسكرياً .. اذ كيف يكون انقلاباً ولم يتول الجيش الحكم ..؟؟!!!!
بعد مرور سنة .. طالب الشعب السيسى بالترشح رئيساً .. فأوضح للجميع انهم لن يتحملوا ماسوف يكون .. وكلما حاول اثناءهم عن ترشيحه ازدادوا تمسكاً به .. فقبل المهمة نزولاً على رغبة الشعب .. وفى 8 يونيه 2014 تم انتخاب السيسى رئيساً باكتساح اذهل العالم كله .. لتبدأ سنوات النهضة الكبرى .
الآن .. مرت 7 سنوات منذ تولى الرئيس السيسى الحكم تغيرت فيها مصر كلياً وجزئياً .. والانجازات التى تحققت فى شتى المجالات خير شاهد وهذه لمحات منها :
فى مجال الاسكان رأينا نهضة عمرانية مهولة تمثلت فى مدن جديدة بكافة المحافظات مثل الأسمرات وتحيا مصر، واطلاق المشروع القومى ( مصر بدون عشوائيات ) .. وفى مجال التعليم كانت منظومة التعليم الجديدة التى تعتمد على تطوير مهارات الطلاب لتتقدم مصر فى ترتيب مؤشر المعرفة العلمى ، وزيادة عدد الجامعات لتصل الى 27 جامعة اضافة الى الجامعات التكنولوجية ..
وفى مجال الاصلاح الاقتصادى انطلق البرنامج عام 2016 وانقذ مصر من الافلاس وادى الى خفض معدلات البطالة والعجز الكلى وتحقيق فائض واكتفاء ذاتى من الغاز الطبيعى وتحول مصر الى مركز اقليمى لتداول البترول والغاز .. وفى مجال الاتصالات تم تدشين منصة مصر الرقمية التى تقدم 45 خدمة اضافة الى تقدم ترتيب مصر فى سرعة الانترنت الأرضى بأفريقيا من المركز 40 الى الرابع والبدء فى بناء 15 مدينة زكية ..
وفى مجال النقل والطرق والكبارى تم تطوير منظومة النقل الجماعى وتنفيذ مونوريل العاصمة الادارية و6 اكتوبر و199 مشروعاً فى الطرق الرئيسية والداخلية وانجاز7 آلاف كيلومتر من المشروع القومى للطرق اضافة الى الكبارى الرائعة التى تضاهى مثيلاتها فى اشهر عواصم العالم ولا ننسى شق قناة السويس الجديدة بأيدى واموال شعب مصر .
فى مجال الصحة تم اطلاق مبادرة ( 100 مليون صحة ) والتى تم من خلالها فحص 62 مليون مواطن واطلاق مشروع التأمين الصحى الشامل والقضاء على فيروس ( سى ) والكشف المبكر عن اورام الثدى لدى 3.8 مليون سيدة اضافة الى الاطمئنان على صحة تلاميذ المدارس ولا ننسى الملحمة الكبرى فى السيطرة على اصابات فيروس كورونا والبدء فى انتاج لقاح لهذا الفيروس ..
وفى مجال الزراعة والصناعة تم اطلاق مشروع ( الدلتا الجديدة ) لاستصلاح 1.5 مليون فدان ، والطفرة فى الصادرات الزراعية ومشروعات الاستزراع السمكى ، واطلاق المشروع القومى لتبطين الترع والمشروع القومى لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، وانشاء 16 مجمعاً صناعياً و3 مدن صناعية جديدة ..
وفى مجال الحماية الاجتماعية تم اطلاق المبادرة الرئاسية ( حياة كريمة ) لتحسين حياة المواطنين فى الف قرية وبرنامج ( تكافل وكرامة ) لتقديم المساعدات النقدية للأسر الفقيرة والأكثر احتياجاً وبرنامج ( اطفال بلا مأوى ) ومضاعفة الحد الأدنى للمعاش الى 900 جنيه وصرف العلاوات الاجتماعية الخمس لمستحقيها ..
وفى مجال الدور المصرى السياسى والدبلوماسى عربياً وافريقياً ودولياً فقد كان لمصر دور بارز فى رعاية الملف الفلسطينى واقناع العالم كله بمبادرة ( حل الدولتين ) اضافة الى دعم حل نزاعات افريقيا ووحدة الشعب السورى ، واقامة علاقات متميزة مع القوى العظمى خاصة امريكا وروسيا والصين ، وتعميق علاقاتها مع دول شرق المتوسط خاصة اليونان وقبرص ، ودعم ليبيا باعتبارها امناً قومياً لمصر .
لقد صدق الرحبانيان عندما كتبا ولحنا لقيثارة الغناء فيروز ( مصر عادت شمسك الذهب .. تحمل الأرض وتغترب ، كتب النيل على شطه .. قصصاً بالحب تلتهب ، لك ماض مصر ان تذكرى .. يحمل الحق وينتسب ، ولك الحاضر فى عزه .. قبب تغوى بها قبب ) .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.