خالد إمام يكتب : مياه النيل .. ( أم القضايا ) تدبروا رسائل السيسى .. قبل فوات الأوان

الكاتب الصحفي خالد إمام
لا شىء يهمنا فى العالم الآن اكثر من ازمة السد الأثيوبى وحفظ حقوقنا المائية فى نهر النيل .. وهذا امر منطقى وواقعى مع كامل احترامى وحبى وتأييدى للقضية الفلسطينية والتى تأتى فى المرتبة الثانية بعد المياه والتى هى قضية أمن قومى ومسألة حياة أو موت لمائة مليون مصرى .. اى انها باختصار ( أم القضايا ) التى تعلو ولا يُعلى عليها .
ان ازمة السد من الأزمات السخيفة ومكشوفة الدوافع وتزداد سخافتها يوماً بعد آخر .. ومع ذلك فنحن نتحلى بقدر هائل من الصبر وهدوء الأعصاب مستندين الى سقف حددناه لحل الأزمة والتوقف عن التعنت والغرور والمماطلة التى يتبارى ( آبى احمد ) بها مع نفسه ..؟؟!!!
العالم كله يشهد اننا لم نتبع سياسات التصعيد فى اى وقت على مدى 10 سنوات .. كنا نواجه الصلف الأثيوبى بمزيد من الحكمة والموعظة الحسنة ليس عن ضعف ولكننا صبرنا عسى ان يثوبوا الى رشدهم ويعقلوا ويؤمنوا بأن احداً فى مصر حكاماً ومحكومين لن يرضى بأى حال انتقاص نقطة مياه واحدة من حصتنا .
الا يدركون حتى اليوم رسائل الرئيس السيسى اليهم والتى سنوجزها فى النهاية ؟؟.. الا يعقلون ويعلمون ان ماقدره الله لا يمكن لبشر ان يغيره ؟؟.. فهل جُن جنون من يريد حرمان دول الحوض عامة ومصر والسودان خاصة من النيل بزعم انه ( بحيرة اثيوبية ) كما يتوهمون ..؟؟
نتمنى ان يعقل الأخوة الأثيوبيون ويزنوا الأمور بميزان حساس بعيداً عن فتحة الصدر الفارغة وعن وعود من يساندونهم أو يحرضونهم أو يتآمرون معهم علينا .
×××
خلاصة القول .. ان اثيوبيا لن تنجح فى ان تجعلنا نتوه وسط دوامات المفاوضات غير المجدية .. الصورة واضحة تماماً .. لذا لم نفاجأ عندما غابت اديس ابابا عن جلسة التوقيع فى واشنطن أو عندما انسحبت ببلاهة من مفاوضات كينشاسا ، ولم نُصدم عندما طلبت ان تتفاوض مصر والسودان مع كل دول الحوض ، ولم نفرح بماقاله بايدن مؤخراً لأثيوبيا من ضرورة انهاء التفاوض حول الملء والتشغيل بسرعة .. لأن هذا الكلام رغم اهميته مجرد كلام دبلوماسى يخلو من اية ترتيبات واضحة أوتحصينات واجبة .
انا كمصرى معرض للموت عطشاً اذا ظلت هذه الأزمة قائمة أو تم الملء الثانى ومثلى 120 مليون مصرى وسودانى .. اذن فنحن مضطرون ان نقولها بصراحة :
1 – لن نسمح بالغاء الاتفاقات التاريخية للمياه أو نرضى بما يمليه ( المتآمرون ) على الجانب الأثيوبى لفرض الأمر الواقع علينا .. فكما قال هيرودوت ( مصر .. هبة النيل ) ومن ثم اذا لم يكن هناك نيل فليس هناك مصر .
2 – لن نوافق مطلقاً على ابتزازنا بأن ندفع لأديس ابابا قيمة خسائرها من تأجيل الملء الثانى فى يوليو القادم والتى قدروها بمليارى دولار ..!!!
3 – نُذكر الاخوة الأثيوبيين وعلى رأسهم آبى احمد بالرسائل الست التى اطلقها الرئيس السيسى والمحت لها فى الفقرة الرابعة من المقال وارجأت سردها للنهاية حتى يتدبروها قبل فوات الأوان وهى : ( المياه أمن قومى للمصريين وخط أحمر
المساس بنقطة واحدة من مياهنا سوف يتسبب فى عدم استقرار المنطقة ، لا نقف ضد التنمية فى اثيوبيا ولكن لا نقبل المساس بحصة مصر ، لابد من الاتفاق قبل موسم الفيضان ( وهذا هو السقف ) ، اللى عمله ربنا مش هيغيره بشر ، اخيراً .. بلاش نصل لمرحلة المساس بمياه مصر فكل الخيارات مفتوحة ومن ثم فان التعاون افضل من الصراع .
ليت الأثيوبيين ومن يساندونهم أو يتآمرون معهم علينا يتدبرون جيداً هذه الرسائل الست ( مرة اخرى ..قبل فوات الأوان ) .. فنحن لن نستجيب لأية ضغوطات أو تلميحات بعقوبات أو محاولات تثبيت حتى يتم فرض الأمر الواقع بالملء الثانى .. وايضاً لن ننشغل بعدوان اسرائيلى وقح على شعب فلسطين فى غزة فهو عدوان مفضوح اهدافه واغراضه القذرة واؤكد انه لن يحقق ( صفقة القرن) فى سيناء .. هذا رابع المستحيلات ..
فليعلموا ان هذا العدوان لن يجعلنا نتجاهل قضية حياة ومصير . انتهى الكلام .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.