عبد الناصر البنا يكتب : أفيخاى أدرعى

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
بينما أقلب فى صفحات الـ facebook طفت على السطح صفحة تحمل إسم الصفحة الرسمية للناطق بإسم جيش الدفاع الإسرائيلى ” أفيخاى أدرعى ” ، والحقيقة دفعنى الفضول لكى أتصفح ماجاء فيها لمعرفة كيف يفكر العدو الصهيونى ، وماهى الرسائل التى يريد توجيهها من خلال تلك الصفحة .؟
للوهلة الأولى قفز إلى ذهنى مسألة تزييف وقلب الحقائق كونه أسلوب ومنهج حياة لدى الكيان الصهيونى الذى إبتليت به الأمة العربية والإسلامية في تاريخها الحديث على أرض فلسطين ، منذ عام 1948 ، تماما كما يفعل أحفاد البنا الآن الذين يتكلمون ويتنفسون كذبا .
وحتى لانذهب بعيدا لابد أن نعلم أولا أن الكِيانٌ الدخيلٌ هو الذى إغتصب الأرضَ وهتك العرض وطرد السكانَ الأصليين من أجل تحقيق الوعد المنشود كما ورد فى سفر التكوين – أن كل أرض وطأها إبراهيم ويعقوب تصير ملكًا له ولبنيه من بعده ، ولما أنهم قد وطأوا بأقدامهم من النيل إلى الفرات ، فصارت ما بين النهرين ملكًا لبني إسرائيل وحلما لإقامة دولتهم المزعومة .. ” تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ” .
يصف أدرعى من خلال الصفحة الكيان الصهيونى ويظهره وكأنه مقهور أو مغلوب على أمره بل والمعتدى عليه أحيانا من قبل الفلسطينيين الذين ليس فى قلوبهم رحمة ، وهو يصور تارة حاله الضعف والإستكانة والهوان الذى يعانى منه سكان المستوطنات على أيدى الفلسطينيين بصورة تدعو إلى الشفقة وهو يصف صافرات الإنذار التى تحذر من القذائف التى تطلق عليهم ، وأن المدفعية غالبا ماتطلق نيرانها نحو مصادر النيران كرد فعل طبيعى لتوقفها ، وتارة أخرى تجده يبعث رسائل لقادة حماس كنوع من الحروب النفسية فى أوقات الحروب لتبث الوهن لدى العدو ولذلك يقول : لامكان آمن تحت الأرض وأن أنفاقهم تحولت إلى أنفاق موت .. إلخ .
أدرعى الذى يجيد التحدث بالعربية الفصحى يقول : نرفع راية وطننا عاليا ، لأنها فخرنا وعزتنا . وطننا حياتنا وقضيتنا وسبب وجودنا ويقول : ويل لمن يتجاسر على لمس حبة تراب من ترابه . وتارة يسخر من قادة حماس برسومات كاريكاتيريه وهاشتاقات مثل # حماس _ يقتل _ شعبه ، # حماس _ تحت _ القصف وصورا تصور قائدا للجيش جعل من جسده درعا واقيا لطفل سقط خائفا ويقول فى غزة يترك الشعب وحيدا والقادة إما فى فنادق الخارج أو فى المخابىء بعيدا عن السكان . أدرعى ينشر كاريكاتيرا لشاب فلسطينى يحمل بندقية وأمامه إمراة تحمل طفلا وجها لوجه مع جندى إسرائيل تخبىء خلفه إمرأة وطفل ، ويعلق قائلا : قل لى من أجل من تدافع وكيف . أقل لك من أنت .. أخلاقيات جيش ، مقابل منظمه إرهابيه # جيش _ يحمى _ شعبه #حماس _ تقتل _ شعبها .
قد يكون لدى أدرعى الحق فى بعض مايقول وخاصة فيما يخص البذخ وحياة الترف التى يعيشها قيادات حماس وأبناءهم فهو عندما يعقد مقارنة بين أبناء ” هنيه ” وعامه الشعب الذى يقاوم الإحتلال فإنه يحاول أن يبث الوهن فى عضد المقاومة . والحقيقة أن اللعبة بين حركه المقاومة الإسلامية ” حماس ” والكيان الصهيونى ولعبة المصالح المشتركه باتت مفهومة ، وأعتقد أنه ليس أدل على ذلك من عملية الهروب الجماعى التى تحدث بصفة مستمرة لعدد كبير من قيادات حماس الميدانيين إلى إسرائيل بعد سنوات طويلة من التجسس على الحركة لصالح إسرائيل ، وأعتقد أنه لايكاد يمر وقت إلا ونقرأ خبرا عن فرار قائد عسكري في “حماس ” بوثائق سرية إلى إسرائيل .
تلك هى الحرب التى يخوضها الإحتلال الإسرائيلى الغاشم ضد أبناء الشعب الفلسطينى الذين يحاربون من أجل قضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة ، على الجانب الآخر تجد أحفاد البنا لايفوتوا الفرصة للنيل من مصر بل والمزايدة تجاه القضية الفلسطينية . والحقيقة أن موقف مصر هو أفعال لا أقوال
فمنذ بداية الأزمة تحركت مصر على كافة المستويات ، بناءا على توجيهات القيادة السياسية لدعم الأشقاء الفلسطينيين ، وإنطلاقا من واجبها القومى قامت مصر بفتح معبر رفح ، وفتحت المستشفيات لإستقبال الجرحى والمصابين من قطاع غزة ــ وجاءت التعليمات بالوقوف على إحتياجات قطاع غزة وتلبيتها بل وتسخير إمكانيات ” هيئة الإسعاف ” لإستقبال المصابين ـ إنطلاق قافله مساعدات مصريه إلى القطاع ــ شيخ الازهر بدوره وجه رسائل ب 15 لغة لقادة العالم لمساندة فلسطين ــ الكنبسة الارثوذكسية اكدت رفضها وإستنكارها لما يحدث بالقدس وقطاع غزة .
أما التحركات السياسية والدبلوماسية فكان هناك نشاط مكثف لوزير الخارجية للتنسيق مع تونس وإيرلندا لجلسة مجلس الأمن لبحث مخرج للوضع المتأزم وكان هناك تأكيد مصرى أردنى وسعودى ولبنانى على أهمية التواصل وضرورة وقف المواجهة ــ تحركات سياسية على المسار الروسى ـ وزير الخارجية أيضا أكد لنظيره الإسرائيلى موقف مصر وضوروة تجنب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد ، وأيضا مع نظيره الألمانى ، واعلنت مصر فى الجامعة العربية رفضها التام وإستنكارها للممارسات الإسرائيلية وإعتبرتها إنتهاكا للقانون الدولى ـ مصر دعت كافة الدول العربية الى مواصلة الإصطفاف والتكاتف ضد مخططات تغيير الوضع القائم فى مدينة القدس ــ
مصر أكدت رفضها التام لاقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى .. هذه هى مصر وهذا هو جزء من مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية حتى لايزابد عليها أحد . اللهم أنصر إخواننا فى فلسطين
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.