خالد إمام يكتب : اثيوبيا .. ضيعت الفرصة الأخيرة نسفت المفاوضات لاضاعة الوقت الضرر المائى مرفوض .. والتحرك واجب

الكاتب الصحفي خالد إمام
اثيوبيا هى السبب الأول والأخير فى فشل مفاوضات كينشاسا حول ازمة السد بعد 10 سنوات من المراوغة والتعنت لاضاعة الوقت وفرض الأمر الواقع على دولتى المصب .. رفضت اديس ابابا كافة المقترحات المقدمة للوصول الى اتفاق قانونى ومُلزم وعادل للملء والتشغيل ومن ثم ضيعت آخر فرصة ..اكد سامح شكرى وزير الخارجية الذى شارك فى المفاوضات ان مصر لن تقف موثوقة الأيدى وستتحرك اذا لحق بها اى ضرر مائى .
الغريب .. ان ( آبى احمد ) رئيس وزراء اثيوبيا كان قد قال امام برلمانه الأسبوع الماضى وقبيل ايام من انطلاق جولة المفاوضات : ( لا نرغب فى الاضرار بمصالح مصر والسودان ) .. وفى نفس الوقت كانت كل تصريحاته السابقة والحالية هو وحكومته ومتحدثه الرسمى ورئيسة بلاده لا تخرج عن ان نهر النيل هو ملكية خاصة لأديس ابابا وانهم قاموا بالملء الأول وسيملأون الثانى فى شهر يوليو سواء تم الاتفاق أو لم يتم مع دولتى المصب .. بل وصلت العنجهية واللامبالاة الى التفكير فى بيع المياه .. فكيف اذن لا ترغبون فى الاضرار بمصالحنا .. انكم بذلك تقتلون 120 مليون مصرى وسودانى .. وهذا لن يكون ولن نسمح به ابداً .
لقد كان الرئيس السيسى على حق حينما قال : ( ان المياه المصرية خط احمر .. وان الأمر سيؤدى الى عدم استقرار المنطقة ) ليضرب العالم اخماساً فى اسداس .. فقد فهم الرسالة جيداً .. ثم بعث الرئيس برسالة مكتوبة الى الرئيس الكونغولى رئيس الاتحاد الأفريقى فيليكس تشيسى كيدى تسلمها من سامح شكرى وزير الخارجية على هامش افتتاح اجتماعات كينشاسا اكد فيها حرص مصر على نجاح المفاوضات وانه يقدر الجهد الذى تبذله الكونغو من اجل اطلاق عملية تفاوضية تفضى الى اتفاق عادل ومتوازن ومُلزم قانوناً يراعى مصالح الدول الثلاث .. واكد الرئيس ( ان مصر لديها نية سياسية صادقة للتوصل الى الاتفاق المنشود فى اقرب فرصة وقبل موسم الفيضان المقبل ) .
نعم .. ( اتفاق فى اقرب فرصة وقبل موسم الفيضان الذى يحل فى يوليو القادم ) اى ان التوصل للاتفاق وقته ليس مفتوحاً .. ومن هنا طالبت مصر والسودان خلال مفاوضات كينشاسا بآلية محددة للمفاوضات وانهما تتمسكان بالاتفاق الملزم وتوسيع الوساطة الى رباعية ورفض الملء الثانى ومقداره 5 . 13 مليار متر مكعب وكذلك اى اجراء احادى .. ولكن اثيوبيا جددت رفضها للوساطة الرباعية ورفضت ايضاً تجميد الملء الثانى .. بل ورفضت كافة الاقتراحات .. والسؤال هنا : فعلام التفاوض اذن ..؟؟!!
وسواء كانت اديس ابابا لم تفهم بالفعل معنى ومغزى رسالة الرئيس السيسى القوية أو تفهمها الا ان بعض الجهات تقويها وتدفعها للرفض الكارثى .. فان مصر والسودان تمهلان اثيوبيا وقتاً نحن حددناه وليست هى ونشهد العالم كله على مايجرى دقيقة بدقيقة .. للأسف انها تلعب فى الوقت بدل الضائع المحدد من القاهرة والخرطوم ..
ولأن التسويف حتى يوليو هو من رابع المستحيلات فان هذا الوقت المحدد عندما ينفد .. اكرر عندما ينفد لن تنفعها اية جهة تتحالف معها وتقويها وتناصبنا العداء علانية أو من تحت الترابيزة .. وساعتها سوف تتضرر كل دول العالم التى لها مصالح حيوية بالمنطقة .
×× موكب المومياوات .. رسالة للعالم ..
اتفق تماماً مع اودرى ازولاى مدير عام منظمة اليونسكو من ان موكب المومياوات الملكية والذى انطلق مساء السبت الماضى من المتحف المصرى بالتحرير الى مقره الدائم بمتحف الحضارة بالفسطاط كان رسالة قوية للعالم .. فقد كان مثيراً للاعجاب وجسد الجهد والدعم الكبيرين للدولة بقيادة الرئيس السيسى للحفاظ على تراث مصر الثقافى والأثرى وتقديمه للبشرية باعتباره جزءاً اصيلاً من التراث العالمى ومنارة حضارية للعالم .
يأتى ذلك فى الوقت الذى مازالت تتواصل فيه الاشادات العالمية بهذا الحدث الكبير .. فقد تابعته اكثر من 400 قناة تليفزيونية عالمية وكبريات الصحف ووسائل الاعلام واغلبهم اكدوا ان الحدث يستحق وبجدارة جائزة ( الأوسكار ) .
100 مليون شكر لمن فكر وشارك فى هذا العُرس الثقافى الأثرى الأكثر من رائع والذى ستكون له نتائج مبهرة وأياد ناصعة البياض على السياحة المصرية .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.