عبد الناصر البنا يكتب : مصر تتحدث عن نفسها

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
كتب شاعر النيل حافظ قصيده وطنيه بعنوان ” مصر تتحدث عن نفسها ” تغنت بها سيدة الغناء العربى وفيها يقول :
وقــف الخلــق ينظـرون جميعا / كيف أبني قواعد المجد وحدي ــ وبناة الاهرام فى سالف الدهر / كفوني الكلام عند التحدي ــ أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق/ ودراتـه فرائـد عقــدي ــ إن مجــدي فى الاوليات عــريق / من له مثل أولياتي ومجدي .. إلخ الأبيات التى تقطر عطرا .
والحقيقة .. أنه لاعجب فى هذا الكلام فمصر هى هبة النيل وهى درة التاح ولؤلؤة الحياة وهى صانعة التاريخ .. مصر جاءت ثم جاء التاريخ ليكتب ، كل شبر فى مصر يحكى قصه أو حكاية أو أسطورة يجعل من يسمعها يتوق إلى زيارتها ومن شرب من ماء نيلها لابد وأن يعود إليه ، كل شبر فى مصر يعد تجسيدا حيا لكلمات القصيده التى صاغها حافظ إبراهيم ،
“وقف الخلق ينظرون جميعًا ، كيف أبني قواعد المجد وحدي”، هذا ماسوف تشدو به نفس كل من يرى موكب المومياوات الملكية اليوم ، وأنظار العالم كله تتجه صوب مصر لتشاهد من خلال مايقرب من الـ 400 قناة محلية ودولية على الهواء مباشرة موكب المومياوات الملكية
، موكب عالمى مهيب لـ 22 مومياء لملوك وملكات مصر القدماء ممن صنعوا التاريخ المصرى القديم ، بل ومن أصحاب الفضل على مصر والبشرية بأسرها من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط الذى تعد كل قطعة فيه أيضا تجسيدا حيا لكلمات القصيدة التى سطرها شاعر النيل حافظ إبراهيم .
لعل الهدف الأساسى من نقل المومياوات الملكيه هو الترويج للسياحة المصرية ، وأن يرى العالم مدى جمال وعظمة مصر وجمال عاصمتها وخاصة وأن عملية نقل المومياوات تتم بعد أن تم الإنتهاء من تطوير واجهه المتحف المصرى وبحيرة عين الصيرة ومنطقة مجرى العيون وميدان التحرير الذى أصبح يضاهى ميادين لندن وباريس
وحتى يرى العالم مدى إحترام المصريين لأجدادهم وتاريخهم والهيبة عندما نتحدث عن ملوك وملكات مصر ، ولعلنا نتذكر كيف إستقبلت باريس عام 1976 مومياء الملك رمسيس الثانى إستقبال رئيس الجمهورية إحتفالا بهذه المومياء المصريه العظيمه ، وهكذا ينظر العالم بإحترام لأجدادنا الذين صنعوا التاريخ .
الهدف أيضا أن يرى العالم كله موكبا للمومياوات الملكية قل أن يتكرر ، بداية من خروجها من المتحف المصري ، مرورا بميدان التحرير ، بإضاءتة الحديثه الموجهه على المسلة والكباش التى تتوسطه ، والعمارات المحيطة به في خط سيرها حتى متحف الحضاره بشكل راقي . بجانب الأغانى الوطنية والموسيقى والفن الراقي ، والأفلام التى توضح الطفرة التى شهدتها الآثار المصرية كما يشاهد العالم فنانين مصروهم يتحدثون إليهم من مواقع أثرية مختلفة فى سيناريو محكم وبديع ندعوا الله أن يتم على خير .
لعل الحديث عن ” المتحف القومى للحضارة ” الذى سوف يتم نقل المومياوات الملكية إليه قد يطول ولايسع المقام للحديث عنه ، لكن مما لاشك فيه أن الحدث الذى سوف يبث إلى العالم أجمع سوف يجذب أنظار العالم إليه ، وسوف يتم وضعه على جميع البرامج السياحية ، خاصة وأن مصر سوف تكون ” قبله للسياحة العالمية ” بعد إنتهاء ” أزمه كورونا ” لما تتميز به من تنوع للمنتج السياحى ولما يشهده قطاع الآثار من تطوير ومتاحف ولعل ” المتحف المصرى الكبير ” الذى يتم العمل فيه على قدم وساق تمهيدا لإفتتاحه سوف يكون ” هدية مصر للإنسانية ” .
فى يوم الـ 18 من أبريل ” يوم التراث العالمى ” سوف تكون القاعة المركزية بالمتحف القومي للحضارة المصرية
” التى تعد من أجمل القاعات في الشرق الأوسط ” جاهزة للجمهور بنسبه 100% لعرض المومياوات الملكيه فجميع الجدران بالقاعة سوداء ، وكأننا نقف داخل مقبرة حقيقية في العالم الآخر ، وكل مومياء بجانبها التابوت الخاص بها ، ومعلومات عن كيفية وفاة الملك أو الملكة ، الحقيقه أن متحف الحضارة سوف يكون إضافة كبيرة لمصر .
وزارة السياحة والآثار وعلى رأسها الدكتور خالد العنانى أصدرت عددا من القرارات بهذه المناسبة القومية أبرزها ” تخفيض تذكرة المتحف القومي للحضارة المصرية بنسبة 50% للجميع من يوم 4 إلى 17 أبريل ، كما أصدرت قرارا بالتصوير المجاني للإعلام والصحافة المصرية والعربية والأجنبية خلال يوميّ 4 و5 أبريل ، تقديرا للدور التوعوي الذي يلعبه الإعلام والصحافة .
شكرا لأجدادنا الفراعنة الذين صنعوا التاريخ وجعلونا نرفع رأسنا وسط بلاد العالم لأننا ننتمي لأعظم حضارة في التاريخ ، شكرا لـ ” بركة الفراعنه ” والخير الذي أتى إلينا منهم على مدار مئات السنين ، والذي سوف يأتى إلينا منهم في القريب العاجل
شكرا لبناة الاهرام فى سالف الدهر الذين ” كفونا ” الكلام عند التحدى ، والشكر موصول للأحفاد الذين يتطلعون إلى المستقبل بخطى ثابته وعين الله ترعاهم ، وأأمل أن لايكون موكب المومياوات الملكية هو آخر المواكب ولدينا ” كنوز الملك توت عنخ آمون ” التى يتم نقلها إلى المتحف الكبير ومنها التوابيت الذهبية والقناع لأن مثل هذه المهرجانات هى خير ترويج للسياحة والآثار المصرية فى الداخل والخارج .
شكرا لكل من ساهم فى إظهار هذا العمل بالصوره التى تليق بمصر ، و ” تحيا مصر “
عبدالناصر البنا
القناه الفضائيه المصريه
Elnaser66@yahoo.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.