عبد الناصر البنا يكتب : اللواء أ .ح مصطفى عفيفى .. الذى أعرفه

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
فى هدوء رحل عن عالمنا سيادة اللواء أ.ح مصطفى محمد عفيفى رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة الأسبق  ـ وقائد الحرس الجمهورى الأسبق ومحافظ جنوب سيناء الأسبق رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
 عرفت هذا الرجل عن قرب أثناء الفترة التى تولى فيها “محافظا ” لجنوب سيناء في الفترة 1997 إلى عام 2007 وتحديدا فى شهر يونيو عام 2002 عندما قامت منظمة اليونسكو العالمية بإختيار مدينة شرم الشيخ مدينه للسلام لعام 2000/2001. وأن المدينة سوف تشهد أهم وأكبر المؤتمرات الداعية للسلام ، ومنها مؤتمر صناع السلام .
وأن المدينة صارت “رمزاً للتنمية المرتبطة بالسلام”. حيث أقيمت إحتفالية كبرى فى فندق ” السلام سويس أوتيل ” وفى ربوع مدينة شرم الشيخ إمتدت لأكثر من أسبوع ، وحضرها لفيف من الوزراء على رأسهم وزير السياحة الأسبق الدكتور ممدوح البلتاجى ـ رحمه الله ـ وعدد كبير جدا من الفنانين أذكر منهم الفنانة الكبيرة ليلى طاهر والفنان شريف منير وأحمد حلمى ومنى زكى وهالة صدقى وإلهام شاهين والفنانة سيمون ومجد القاسم وهانى مهنى وأقاموا معنا فى نفس الأوتيل .
الحقيقه .. أن السيد الواء مصطفى عفيفى ـ رحمه الله ـ كان دينامو بكل ماتحمله الكلمة من معنى وكان يشرف بنفسه على كل كبيرة وصغيرة ، وقد جاء ذلك على لسان رجل الشارع العادى ومن أصحاب المحلات والبازارات السياحية والقرى وسائقى التاكسى والكارته والكافيتريات عندما إلتقينا بهم خلال تغطيتنا الصحفيه والإعلاميه للحدث ،
وكنت أنا صمن الوفد المكلف بعمل تغطية إعلامية للقناة الفضائية المصرية ، وأول من إلتقيت فى شرم الشيخ مواطن يدعى محمود العمرى كان مستأجرا لـ كافيتريا ” بانوراما شرم ” على خليج نعمة ومن خلال حوار قصير معه عرفت أشياء كثيره عن سر تميز هذه المنطقة وكانت كلمه السر هى سياده اللواء مصطفى عفيفى وقد أسهب الرجل فى الحديث عنه مما جعلنى فى شوق للقائه.
وقد حدث بالفعل ونحن مدعوون على الحفل الكبير الذى أقيم بهذه المناسبة وكان الرجل متواضع جدا بشوش حرص على الترحيب بنا ومصافحتنا وتأكد بنفسه أننا نتلقى خدمه على أعلى مستوى ،
والحقيقه أن البلد كانت آيه فى الحسن والجمال كعادتها حتى الآن وكأنما هى قطعه من جنه الله على أرضه ، وكانت قبلة السياحه فى العالم ، بل ومن المحافظات الواعدة . والحق يقال أن الرجل كسر كل حاجز نفسى يمكن أن تشعر به وأنت تلتقى مسئول لأول مرة ، وتحدث معنا بكل صدق وتلقائية وكان حاضر البديهة لو ذكر إسمك مرة واحده أمامه لايمكن أن يغلط وهو يوجه حديثه إليك وكأنه كان يعرفك منذ سنوات .
دار بينى وبنه حديث قصير كان يصغى له بإهتمام بالغ وإقترحت وقتها على سيادته بعمل برنامج سياحى للفنانين المتواجدين فى المدينه يتم تصويره وإذاعته على شاشه القناه الفضائيه المصريه ” وكان لها موقع الرياده فى العالم العربى ” وذكرت أن ذلك سوف يكون دعايه للمدينه لاتقدر بثمن ، رحب الرجل بالفكره وفى الحال أشار إلى رئيس مجلس المدينه وكان أحد اللواءات لا أتذكر إسمه الآن ووضع يدى فى يده وقال له بالحرف الواحد نفذ إللى ح يطلبه منك الأستاذ ، الحقيقه أن السمعه التى سبقت الرجل والحوار القصير جدا الذى دار بيننا وإلتقاط الرجل للفكره وإصدار أوامره بتفيذها فورا أوجدت نوعا من السعاده الغامره لدى .
ولكن للأسف حدث مالم يكن فى الحسبان ، فبعد إنتهاء الحفل الساهر إلتقيت رئيس المدينه من أجل وضع الترتيبات اللازمه للتنفيذ ، إلا أنه أدار لى ظهره وتركنى ومضى فى حال سبيله وكأنه لم يرانى أصلا ، أو بالأحرى تجاهل وجودى تماما ، ولم أعرف للنوم طعما ليلتها لفرط حزنى من هذا التصرف الغير مسئول ، وشاءت إراده الله أن يجمعنا لقاء آخر فى الليله التاليه مع سياده اللواء مصطفى عفيفى ومجموعه من الوزراء وعندما إلتقت عيوننا إبتسم ورحب وبادلته التحيه ونظرات اللواء رئيس مجلس المدينه تلاحقنا وهو يعلم أنى أضمر شيئا ما فى نفسى وكان متأهبا لذلك .
وعنما جاءت الفرصة المناسبه إقتربت من سيادة اللواء مصطفى عفيفى وهمست له بكل ماحدث من المسئول المحترم وإلتفت فوجدته على أذن المحافظ الثانيه ، إنتفض الرجل وهم بالدفاع عن نفسه ، إلا أن المحافظ بهدوءه المعتاد أشار له بالسكوت وأشار بيده إلى مدير مكتبه ووضع يدى فى يده وقال له بالحرف الواحد : إعمل إللى ح يقولك عليه ، أخرجت ورقه من جيبى مدون فيها السيناريو الذى يتضمن جوله فى المدينه ورحله بحريه بواسطه الـ Glass Boat تنتهى برحله سفارى بواسطه الجمال والـ Beach Buggy وفى المساء ليله من الليالى البدويه badwian night . وأن هناك شركه Sun & Fun فى مدينه شرم الشيخ متخصصه فى ذلك ويديرها اللواء حسن الأقصر كنت قد إلتقيته أثناء تجولى فى المدينه وبالفعل تم الإتصال بالشركه فى التو واللحظه وتم عمل الترتيبات اللازمه التى أشرف عليها سيادته بنفسه وتأكد أن كل شىء يسير وةفقا لما هو موضوع .
وبالفعل كانت دعاية لاتقدر بثمن وكانت ليله من الليالى البدوية الساحرة حيث الشواء والغناء فى الهواء الطلق والأجواء الرومانسية الساحرة التى أعطت رساله للعالم أن مصر بلد الامن والامان .
رحم الله سياده اللواء أ.ح مصطفى عفيفى برحمته الواسعه وأسكنه فسيح جناته ، إنا لله وإنا إليه راجعون .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.