الدكتورة سامية خضر تكتب : العالم ليس بين يديك

د. سامية خضر
لم يكن هناك أى علم بوجود ما يسمى بفيروس كورونا ومرضه قبل بدء تفشيه فى مدينة ووهان الصينية فى ديسمبر 2019 وقد تحول هذا الفيروس إلى جائحة تؤثر على بلدان العالم .. وأصبح هناك ما يسمى بالعزل الذاتى والعزل والحجر الصحى الذاتى .. وهكذا يؤكد العلماء أن العالم أصبح يشهد أنواعاً مختلفة من التلوث غير مسبوقه وأصبح معبأ بثانى أوكسيد الكربون بدلاً من الأكسجين وهنا يأتى الوجه الآخر .. وهو تأثير تلك الملوثات على الكائنات الدقيقة التى تحولت فى صورة أوبئة والتى تجتاح العالم بأكمله فتصبح جائحة متنمرة بل مفترسة قاتلة وخطرة ومن الصعب المواجهة بل من المستحيل الدخول فى التحدى والتغلب عليها خاصة بعد أن أثبتت انتصارها على إنسان اليوم بكل ما يحمله من علم ودراسات وأبحاث متعمقة ودقيقة وقد احتار العالم كله فى مواجهتها .
حيث أن ضحايا جائحة كورونا يفوق ما أحدثته القنبلة الذرية على اليابان والتى قتلت ما يقرب من 140000 شخص فى هيروشيما و80000 شخص فى ناغازاكى وبحلول نهاية سنة 1945 مات ما يقرب من نصف هذا الرقم فى نفس اليوم الذى تمت فيه التفجيرات .. وبسبب ذلك الهجوم توفى حوالى 230 حالة بسبب سرطان الدم و334 حالة بسبب سرطانات صلبة نتيجة التعرض للاشعاعات المنبثقة من هذا الهجوم بالرغم من مرور 75 عاماً على تلك القنبلة الذرية والتى أطلق عليها الرجل البدين .
وهكذا يتحول ذلك الفيروس ببطئ مما يغير من فرصة تكويناته ليصبح أكثر فتكا وقد إتضح أخيراً أن مصاب واحد قد يسبب نشر العدوى إلى 59 ألفا آخرين كما أعلن الطبيب الملكى ” برافورد ” أن هذا الوقت لا يحتمل السؤال أى اللقاحات أفضل وأنه من المبكر القطع بأى من التكهنات حيث هناك حاجة إلى تراكم الأدلة ليتم الاستمرار فى اختبارات اللقاح واكتمال الصورة .
ومع تسجيل موجة ثانية من تلك الجائحة تكثر فرض قيود التنقل والتباعد الاجتماعى فى مسعى لكبح الفيروس وتأثرت جميع المؤسسات فى العالم كله من مدارس إلى جامعات إلى سياحة إلى طيران إلى مسارح واكتظت المستشفيات ولم تنجو دولة على وجه الأرض من تلك الجائحة .. ولا حتى أقوى دول العالم .. فها هى أمريكا التى أطلقت القمر الصناعى (فانفرد) رداً على اطلاق الاتحاد السوفيتى للقمر الصناعى (سبوتنيك) وبالرغم من اطلاق ذلك القمر من 60 عاماً فإن القمر (فانفارد) لا يزال يدور حول كوكب الأرض وتعتبر هذه الأجسام هى حصيلة (60 عاماً) من الاستشكافات الفضائية بعضها يعمل وبعضها أصبح معطل .. وهناك محاولات للتأكد من أن النفايات الفضائية لن تمثل تهديداً للمركبات الفضائية التى لا تزال تعمل فى الفضاء .
ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية هى البلد الأكثر تأثراً فى العالم بفيروس كورونا المستجد وقد وضع ” بايدن ” ملف الكورونا على قائمة الاهتمامات فقد بلغ إجمالى عدد الاصابات 25 مليوناً و235 ألف شخص بينما تجاوزت الوفيات 500 ألف شخص (حالة) وقد تجاوز عدد ضحايا كورونا فى أمريكا أعلى من قتلى جنودها فى حرب فيتنام .. وهكذا الأرقام تشتد وتتغير . وإضافة إلى ذلك فقد ظهرت كارثة شوارع تكساس الأمريكية والتى أطلق عليها الولاية المنكوبة نتيجة ما حدث بها من أمور هى أقرب من أفلام الرعب فمع إزالة الثلوج من شوارعها بسبب الانخفاض الشديد فى الجو والذى وصل إلى حد لا يتكرر كثيراً تم العثور على عشرات الجثث لأشخاص يعتقد أنهم قد تجمدوا حتى الموت وعجزوا عن توفير الدفء فى منازلهم بعد إنقطاع الكهرباء عن عشرات الملايين من المنازل فى الولاية الجنوبية فهرعوا إلى الشارع .
إنتبه أيها القارئ إنها أمريكا الدولة العظمى .. وإنها تكساس الولاية الغنية بالنفط والتى سجلت 70 حالة وفاة منها 10 حالات تجمدوا فى منازلهم بسبب انقطاع التيار الكهربائى وهكذا تم الإعلان من أن تكساس هى منطقة منكوبة . هل من مجيب؟

.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.