محمد نبيل محمد يكتب : الصعيد والثقافة والمصرى الجديد (2)

عام سعيد مضى واسعد قادم لمصر وللمصريين.
ان تؤمن الدولة بان الثقافة احد اهم سبل بناء الانسان الجديد فهكذا تؤسس لبناء شاهق ثابت الجذور , وهذا هو حال واقع مصر الان بعد ان اعلن السيد رئيس الجمهورية فى 30 يونية لعام 2018 داخل حجرة برلمان مصر : “ان الفترة القادمة ستكون معنية بالانسان المصرى اولا صحيا وتعليميا وثقافيا” ,
وكانت ركائز النجاح تتمثل الاولى منها فى صدق ارادة الفنانة الاستاذة الدكتورة ايناس عبد الدايم وزير ثقافة مصر ووعيها بحتمية تحقيق استراتيجية ثقافية حقيقية فى صعيد الوطن , وتمثلت الركيزة الثانية فى ادراك اهمية بناء الوعى وتحصين الفكر لدى المواطن بصعيد مصر من ناحية القادة المحافظين اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد واللواء عصام سعد محافظ اسيوط واللواء طارق الفقى محافظ سوهاج واللواء اوسامة القاضى محافظ المنيا , وهم من دعموا بجهد صادق تحقيق تنمية ثقافية بالصعيد ,
وكان الايمان الذى ترسخ فى نفوسنا وما صدقه العمل الجاد المخلص من زملاء الثقافة فى اقليم وسط الصعيد الثقافى هؤلاء اللذين يرجع اليهم – اولا – الفضل فى نجاح مشروعات التنمية الثقافية بمحافظات الصعيد بالاقليم , وهم الركيزة الثالثة فى تحقيق استراتيجية وزارة الثقافة لجملة اهدافها التنموية والشاملة , وبالتخطيط العلمى الدقيق والمدروس على اسس تتفق واحتياجات وامكانيات الواقع لذا كان التخطيط واقعيا ممكن التنفيذ , ولان نجاح اى مشروع يتطلب تضافر عناصره الاساسية وهى التخطيط لتحقيق الاهداف فى حدود طاقة الموارد والامكانات او ما يسمى براس المال , والعنصر الثالث وهو الاهم هو العنصر البشرى , وكان لدى زملاء العمل الثقافى بالاقليم استعدادا لا حدود له فى تحقيق الرسالة واداء الدور بتميز لا مثيل له , حتى كان الشعار العام لتلك المرحلة من الحياة المصرية (تحدى التحدى) هو كذلك شعار الزملاء باقليم وسط الصعيد الثقافى ,
ما اجمل ان يعمل المرء وسط اناس مؤمنين برسالتهم ومخلصين فى جهدهم غيورين على نجاح اقليمهم وتميزه , وهذا الحب للوطن ومواطنيه والايمان بالرسالة الثقافية ما دفع الزملاء لتنفيذ موقع طما الثقافى بأفل الامكانات التى لم تتجاوز سبعون الفا من جانب الهيئة العامة لقصور الثقافة وتقريبا اقل من نصف هذا الرقم من جانب الاقليم فى اتمام خلق موقعا ثقافيا جديدا يضاف للخريطة الجغرافية للمواقع الثقافية ويدشن الزملاء موقعا من العدم , اوجده حماس الزملاء رجالا ونساء على حد سواء فى اثبات قدرة المصرى فى تحقيق اهدافه لتنمية موطنه بأقل الامكانات المحدودة وباقصى طاقات الحب والولاء والانتماء لمصرنا , وتنطلق من طما سوهاج اوليات (ليالى أضواء الصعيد) وهو المشروع الثقافى الاول خارج الصندوق , وتشرق شمس الثقافة من موقع طما الثقافى على اكثر من نصف مليون نسمة تعداد سكان مركز ومدينة طما ,
وتتوالى المشروعات الثقافية بطما على مدار العام حتى تتجاذب وسائل الاعلام تقاريرها الاخبارية عن الفعاليات الثقافية من موقع طما الى ارجاء مصر, وبهذا صح الشعار (تحدى التحدى) الذى آمن وعمل به زملاء الثقافة بسوهاج ليعطوا نموذج الارداة فى الخلق من العدم , فقط عندما يحب المرء عمله ويؤمن به , ومازلنا فى سوهاج الثرية بفنونها , ويحقق الزملاء مشروعهم الثقافى الثانى وهو (سينما القرية) ففى نجع العواشير احد نجوع سوهاج الصعيد يعرض الزملاء سينما لافلام وطنية المبادىء وقيمية الهدف لاهعالى واسر نجع العواشير فى احد زوايا النجع ويجتمع الناس بسعادة بالغة كان لسان حالهم يقول :” هل نجع العواشير – حقا – محل اهتمام لهذا الحد ؟!” والواقع يجيب :”نعم , وفى قلب الاهتمام والا لما كانت الثقافة لتعرض السينما
هنا فى هذا النجع القاصى جغرافيا والدانى الى قلب الوطن” وتنتشر سينما القرية فى بقية كفور ونجوع الصعيد , حتى يأتى مخرج فيلم المحارب الى قرية كوم اللوف بمركز سمالوط بالمنيا وينافش بعد العرض رؤيا الفيلم وتفاصيله مع شباب القرية , وفى المنيا يزهر المشروع الثقافى الثالث (معرض كتاب القرية) وترتفع المبيعات لتدل على تهافت القارىء الصعيدى على معرض كتاب القرية هذا المشروع الذى اعاد للبيت الريفى فى القرية الصعيدية مكتبة وطنية تذخر بنفائس الاصدارات الادبية المحلية والعالمية والعلمية والفلسفية والدينية وايضا التى تعيد قراءة تاريخ النصر وما اشبهه اليوم كما فى سلسلة العبور التى تتحدث عن انجازات الجيش المصرى فى العصر الحديث والمعاصر,
ومن قرى ابوان بمطاى , والناصرية ببنى مزار , والسلطان حسن بابو قرقاص, وغيرها , وتعطى الثقافة للمنيا جرعات متزايدة فى مشروعات عديدة اخرى مخططة –سابقا- كما فى تنفيذ مشروع قرى المواطنة فى اربعة واربعين قرية من قرى المنيا , الى ان يتوج العطاء الثقافى بانعقاد مؤتمر ادباء اقليم وسط الصعيد الثقافى بالمنيا , والى النخيلة باسيوط تلك الجزيرة التى اساءت الدراما المصرية لاهلها تعود الثقافة لتبنى وتصلح ما افسده العبث بوجدان اهالى الصعيد , وتعطى السيدة ارزاق الجعفرى مديرة بيت ثقافة النخيلة النموذج فى العطاء الثقافى لاهالى واسر النخيلة , فكانت سينما القرية بافلامها الوطنية ومنها (الممر) الذى جمّع اهالى النخيلة والهب مشاعرهم الوطنية انتماءً ناحية المسار الصحيح لبناء وجدان جمعى عام يؤمن بحتمية الحفاظ على الوطن ويدرك حجم تضحيات الرجال ,
وإلى قصر ثقافة احمد بهاء ومديره الاستاذ جمال عبد الناصر , الذى نال كل حظ الوطنية من اسمه , واهتم بجانب اخر من مشروعات الثقافة – خارج الصندوق – وهو المشروع الثقافى الرابع , فقد اسس لمسابقات الابداع الاولى وحتى الرابعة على مدار العام لذوى الاحتياجات الخاصة اللذين كان لهم حظا وافرا من الاهتمام الثقافى بصعيد مصر حتى اثمرت (مسابقات الابداع لذوى الاحتياجات الخاصة) عن مائة وخمسين متسابقا من ذوى الاحتياجات الخاصة فى كل مسابقة والتى تقام كل ثلاثة اشهر على مدار عام 2020 بالمحافظات الاربعة فى مجالات الشعر والقصة والفناء والعزف والرسم , ولتعطى الثقافة المثل فى ان اطلاق السيد الرئيس لعام 2018 عام ذوى الاختياجات الخاصة , انه لم يكن عاما وحيدا للاهتمام بابداعات ذوى الاحتياجات الخاصة بل كان هذا العام كفنار تهتدى باهدافه الاعوام التالية , ويكون عام ابتداء لتعظيم الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة ,
وإلى الوادى الجديد – الاقرب الى القلب دائما – كان المشروع الثقافى الخامس (الحرف التراثية والفنون البيئية) وكان الاهتمام بتدريب الشباب على مهارات اتقان الحرف التراثية والفنون البيئية كاستغلال منتجات النخيل وتشكيلات الفخار والرسم بالرمال الملونة الطبيعية ونسج السجاد المزركش وتم عقد دورات على يد الفنان محمد عبدالله مدير مركز الحرف البيئبة بواحة الخارجة للاطفال والشباب حتى المرحلة الجامعية لتعليمهم تلك الحرف والفنون وحمايتهما من الاندثار , والى بقية محافظات الاقليم تنتشر حرف التلى والنسيج والفخار وغيرهم , وتعطى سيدات الثقافة بالوادى الجديد مثالا لكيفية تحقيق (تحدى التحدى) فرغم البيئة الصعبة فى مسافاتها المكانية المترامية تنتقل مديرات المواقع الثقافية من شمال الوادى فى الفرافرة والى الداخلة ومنهن السيدات نصرة عمران مديرة بيت ثقافة الراشدة ونفيسة عبدالله مديرة بيت ثقافة بلاط , الى سحر داوود مديرة مكتبة الطقل والشباب فى اقصى الجنوب الغربى لحارطة مصر , مرورا باسماء حسن مديرة بيت ثقافة بولاق وسماح مسعود مديرة قصر الطفل بالخارجة الواجة التى تتوسط الوادى الجديد , وكلهن سواء فى العمل بتفان واخلاص يجعل من عام المرأة 2017 هو الاخر عام هداية للاعوام التالية على نجاح مشاركات المرأة فى كافة مجالات التنمية وعلى رأسها الثقافة التى تحصن وعى المجتمع وتبنى فكره ,
ولم تختلف المرأة فى صدق جهدها فى الوادى الجديد عنها فى المنيا فكانت احسان مديرة قصر ابو قرقاص ورانيا مديرة قصر المنيا وسماهر مديرة بيت ثقافة بنى مزار وناهد سمير مديرة مكتبة ابوان ، وفى اسيوط شيماء مديرة قصراسيوط الجديدة وصفاء مديرة قصر اسيوط , والى سوهاج اسماء مديرة بيت ثقافة شطورة وصابرين مديرة بيت ثقافة ساقلتة ونادية مديرة بيت ثقافة المراغة وحنان مديرة قصر الطقل , وخلفهن اداريات ناجاحات سهلن ويسرن العمل الثقافى دون ان يراهن احد الا الله الذى يرى ويسمع ويعطى ويجازى بالاحسان.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.