خالد إمام يكتب : العدالة البطيئة .. هى الظلم الأكبر ..!!

نعم .. العدالة البطيئة هى الظلم الأكبر بكل ماتحمل العبارة من معنى .. وللحقيقة والانصاف فان القضاء لا دخل له بهذا البطء المتعمد .. فنحن نعتز بقضائنا الشامخ ونتيه به وبعدالته ونزاهته .. وليس غريباً ابداً ان نرى فى اعلى منصات قاعات المحاكم شعار ( العينين المعصوبتين ) وهو يدل على ان الجالس على منصة القضاء لا يعرف المتخاصمين .. فقط امامه اوراق وتحقيقات وادلة وبراهين يطابقها بالقانون ثم يحكم بما يرضى الله .
للأسف .. فان اغلب القضايا تظل متداولة فى المحاكم بمختلف درجاتها 4 سنوات على الأقل وقد تصل الى 6 أو 7 سنوات واكثر .. وتعالوا اذكركم واذكر نفسى بالقضايا التى تم اتهام مبارك ورموز نظامه بها .. ماذا حدث فيها وكم استغرقت فى المحاكم ..؟؟ عشرات القضايا ظلت من محكمة الى اخرى ثم العودة ثانية لنفس المشوار مابين 5 الى 7 سنوات .. وفى النهاية كان الحكم ( براءة ) فيماعدا قضيتين فقط ..!!! ولا احد يفتى بأن الظروف حكمت بذلك .. فالظروف انتهت ومازالت القضايا تتمشى وتتسكع .
خير مثال على ذلك قضية بيع الغاز لاسرائيل والتى اتهم فيها المهندس سامح فهمى وزير البترول الأسبق .. هذه القضية استغرقت المحاكمة فيها 5 سنوات والرجل محبوس فى سجن شديد الحراسة .. ناهيك عن الاهانات التى نالتها اسرته من زوجة واولاد من القريب والبعيد .. وفى النهاية صدر حكم النقض بالبراءة ..!! فمن يعوضه هو واسرته عما تعرضوا له ..؟؟
ومنذ شهر تقريباً .. صدر حكم من محكمة جنايات بورسعيد بمعاقبة مرشد الاخوان محمد بديع والقياديين محمد البلتاجى وصفوت حجازى و9 آخرين بالسجن المؤبد فى قضية احداث قسم شرطة العرب ببورسعيد .. احداث القضية وقعت فى 16 اغسطس 2013 بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة الارهابيين .. وقد مات من مات من المتهمين واصحاب الحقوق دون ان يعاقب مجرم أو يحصل صاحب حق على حقه ..!!
شكواى من طول مدة التقاضى ليست الأولى .. فقد كتبت فيها من قبل كما كتب فيها الكثيرون .. وكلنا ننشد العدالة الناجزة .. وقد سمعنا كثيراً عن حلول يمكنها تقليل مدة التقاضى مثل قصر عدد الشهود ( لعبة المحامين لتعطيل القضايا ) الى 4 شهود فقط أوكما يرى القاضى ، ومثل ان تكون مراحل التقاضى فى الجنايات مرحلتين فقط جنايات ثم نقض يفصل فى القضية اذا تم نقض الحكم ليكون الحكم نهائياً وباتاً بدلاً من 3 مراحل حالياً فى حالة نقض الأحكام ( جنايات فنقض .. ثم جنايات فنقض .. ثم نقض ) .. وللأسف كان كلاماً فى الهواء .. حيث لم يتقلص عدد الشهود ولا مراحل التقاضى .
اننى اضع هذا الموضوع الهام جداً امام مجلس النواب بعد انتخابه .. امامنا 80 يوماً ويكون لدينا مجلس نيابى جديد وعليه ان يحل لنا هذا الاشكال الذى تضيع معه العدالة الناجزة والمطلوبة .
× 3 خبطات .. دفعة واحدة ..
فى اقل من شهر ونصف تعرضنا لثلاث خبطات فنية دفعة واحدة .. فقدنا بها 3 فنانين هم الفنان الكبير سمير الاسكندرانى وبعد يومين لحقت به سيدة الفن الجميل شويكار ثم المنتصر بالله .
× لم يكن الاسكندرانى فناناً عادياً .. نعم كان مطرباً جيداً لكنه استثمر فنه كغطاء لوطنيته حيث كان بطلاً لواحدة من اهم العمليات الاستخباراتية فى الستينات والتى اسقطت شبكة جاسوسية كاملة .. وقد قمت بنشر هذه العملية فى ( المساء ) بعد ان ذكرها لى بالتفصيل .
× شويكار كانت فنانة خفيفة الظل وموهوبة .. تضفى جواً من المرح والبسمة وقد احبها الجميع لأنها كانت فنانة متكاملة .. ولعلنا نحفظ عن ظهر قلب افيهاتها العديدة وادوارها السينمائية والمسرحية .. وزاد من قربها الى قلوب الكثيرين زواجها من الفنان الكبير فؤاد المهندس الذى كانت له ومازالت رغم رحيله عن دنيانا مكانة كبيرة فى قلوب الناس .
× المنتصر بالله كان فناناً متمكناً ولا احد ينسى ادواره المهمة فى العديد من الأعمال خاصة فيلم ( ضد الحكومة ) ومنولوجه الرائع فى مسرحية ( شارع محمد على ) .
رحم الله الفنانين الثلاثة وكل من رحل عن دنيانا وعوضنا خيراً عنهم .. انهم وان غابوا عنا بأجسادهم فان اعمالهم ومواقفهم ستظل شاهدة على مكانتهم فى قلوبنا .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.