إبراهيم نصر يكتب : 18 كتابا .. فى “كتاب الجمهورية”

فى المعجم يقال ألَّف بين الحبال أى: جمعها ووصل بعضها ببعض، وألَّف الكتاب أى: جمعه ووضعه، فليس بالضرورة أن يكون التأليف من نتاج فكر المؤلف، وإنما بذل الجهد فى التأليف بين الموضوعات المختلفة أو التى تربطها وحدة موضوعية فيجمعها فى مؤلَف واحد، وهذا ما فعله الزميل العزيز والكاتب الصحفى المحترم الأستاذ فريد إبراهيم، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، فقد قام بتألف كتاب صدر حديثا عن دار التحرير للطبع والنشر، ضمن سلسلة إصدارات “كتاب الجمهورية” تحت عنوان: “رواد مدرسة التجديد”
الكتاب قدم له الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إذ أن الكتاب يتضمن عرضا وتلخيصا دقيقا لثمانية عشر مؤلفا لنخبة من خيرة العلماء والكتاب والمفكرين، يصححون المفاهيم الخاطئة تارة، ويبرزون الوجه الحضاري السمح لديننا الحنيف تارة أخرى، وجميعها إصدارات وزارة الأوقاف المصرية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بمشاركات علمية وثقافية وفكرية واسعة، تناولت قضية من أهم القضايا المعاصرة، وهى قضية تجديد الخطاب الديني التي انطلقت بقوة من وزارة الأوقاف فى عهد الوزير الحالى، الذى لم يشأ أن تنكفئ الوزارة على ذاتها، إنما فتحت أبوابها أمام كل رواد التجديد والمؤمنين به والمتحمسين له، وهو ما ألقى عليه الزميل فريد إبراهيم الضوء بقوة في هذا الكتاب اسما ومضمونا.
يقول الوزير فى تقديمه للكتاب: “إن الجهد الذي بذله الأستاذ فريد إبراهيم بحسه الديني والثقافي واللغوي وخبرته الإعلامية في عرض نخبة من أفضل الإصدارات العصرية في مجال تجديد الفكر الديني في هذا الإصدار الرصين والذي اختار له عنوان: “رواد مدرسة التجديد” جهد كبير يذكر فيشكر.
أضاف: “وقد كان لما يتمتع به الكاتب من خبرة طويلة في مجال الإعلام الديني أثر بارز في توضيح ما تهدف إليه هذه الإصدارات العصرية من مقاصد فكرية وعلمية ودعوية ووطنية، مع الإجادة في عرض لبابها وخلاصتها وتقديمها للقارئ على طبق من ذهب كما يقولون، وكأن هذا العرض قول على قول أو كتاب على كتاب، يمد القارئ بخلاصات مركزة لكل هذه الإصدارات الثمينة، وكأنه يقدم ثمانية عشر إصدارا في إصدار واحد، مما يجعل من هذا الكتاب مكتبة متكاملة في الفكر التجديدي، وتأريخا دقيقا للإصدارات والمؤلفات التي تناولها.
هذا الكتاب تناول قضايا في غاية الأهمية، مثل: فقه بناء الدول، بناء الوعي، الفرق بين فقه الدولة وفقه الجماعة، الكليات الست، خطورة التكفير والفتوى بدون علم، الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، بناء الشخصية الوطنية، مخاطر الإلحاد وسبل المواجهة، هويتنا الواقية في زمن العولمة، فقه النوازل, قواعد الفقه الكلية, الفكر النقدي بين التراث والمعاصرة، وغير ذلك من القضايا والمستجدات العصرية برؤية واعية مستنيرة وإسهام علمي متميز لنخبة تجمع بين كبار العلماء وشبابهم، مما يجعل من الكتاب إضافة حقيقية لمكتبة الفكر الإسلامي الرشيد المستنير، ويستوجب تحية تقدير للجهد المبذول في هذا الكتاب، ولدار التحرير ممثلة في كتاب الجمهورية لتبنيها نشر هذا الإصدار المتميز.
أخيرا أتقدم بخالص التهنئة للزميل العزيز الأستاذ فريد إبراهيم، سائلا الله – عز وجل – أن ينفع بهذا السفر العظيم وأن يجزي كاتبه وكل من أسهم فيه بفكر أو جهد أو إسهام علمي أو إعداد أو إخراج خير الجزاء.
ولا يفوتنى أن أتقدم بخالص التحية والتقدير لمعالى وزير الأوقاف على جهده الجهيد فى خدمة قضية تجديد الخطاب الدينى، وجرأته على اقتحام قضايا يهابها كثيرون غيره من علماء الأمة، وأبز مثال على ذلك تأليفه لكتاب “الكليات الست” الذى أضاف فيه كلية سادسة إلى “الكليات الخمس” التى أوجب الشارع حفظها، وقد حفظناها عن ظهر قلب طوال سنوات دراستنا فى الأزهر الشريف، فأضاف إليها كلية سادسة هى “الحفاظ على الدولة الوطنية”، مؤكدا أن الحفاظ على الأوطان، من صميم مقاصد الأديان.
Ibrahim.nssr@gmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.