محمد نبيل محمد يكتب : الوجدان العام يرفض وجود الميليشيات الدينية

نستكمل الحديث عن مقاومة العقل الجمعى للمصريين لأسلحة معارك الجيل الخامس والتى تعنى ” الحرب بالوكالة” لصالح الآخرين بهدف تقسيم الدولة المصرية فهم انفسم دعاة التدين السياسى هم من قالوا : ” مصر حفنة من تراب عفن” ونستكمل بقية الميليشيات المسلحة التى كانت اسلافها موجهة لوارسوا والاتحاد السوفيتى – آنفا – والآن تم توجيهها لتحقيق ما يسمى بحروب الجيل الخامس, وبالتوازى مع تصدى العقل الجمعى لهؤلاء, كان الوجدان العام للمصريين رافضا لوجود هؤلاء العملاء ادوات الحرب بالوكالة عصابات الظلام وميليشياتها المسلحة , آخر اليات الاخر فى تشتيت قوى الدولة الناعمة والصلبة , وبعد ظهور “القاعدة” ونجاح الهدف منها , كانت “داعش” وخروج أفرع تابعة لها منها “انصار بيت المقدس” و “أجناد مصر” و ” جند الاسلام” و “جيش الاسلام” , ومع تلك الاسماء التى صنفها الخبراء الاستراتيجيون والامنيون بانهم الجيل الثالث من الجماعات المتشددة المنتمية للفكر المتطرف, وهم من اعتمدوا العنف بأقصى صوره مذهبا وغاية لهم ولم يفرقوا فى صناعة العنف بين عسكريين ومدنيين وشرطيين ومسلمين ومسيحيين واطفال ونساء وشيوخ تماما كمن توصف بممارسة الرذيلة دون تمييز أو تفريق!, وتبنى هذا الجيل افكار بن لادن واليات تنفيذ هذا الفكر لا لسبب إلا لتنفيذ غايات الآخرين من هدم مصر ” الجائزة الكبرى” أو “الصخرة” , ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001 بدأ يتكون هذا الجيل الثالث من العنف والفكر المتطرف والذى اتسم عن سابقيه من الجيلين السابقين عليه بأنه اتخذ الاسلوب العنقودى فى تجنيد العناصر المنتمية لرأس الأخطبوط , وفى إصدار التكليفات الدموية , وتلك آلية جديدة تضمن عدم اكتشاف الرأس المدبر حال اكتشاف احد الخلايا التابعة , وظهرت جماعة ” التوحيد والجهاد” التى تأسست على يد خالد مساعد , وتعتنق فكرا تكفيريا جهاديا يتخذ من توسيع دوائر تكفير الآخرين هدفا لتكثيف عمليات القتل , ومثلها مثل بقية الخلايا والجماعات , تدعوا لعودة الخلافة الاسلامية بعد القضاء على الدولة المدنية بكل مكتسباتها الحضارية , وتندرج مسميات لجماعات عدة , منها :” تنظيم مجلس شورى المجاهدين ” و ” أنصار الجهاد” و “أكناف بيت المقدس” , وغيرهم, ومنهم ” السلفية الجهادية ” التى تتبنى الفكر القطبى القائم على التكفير والتى اعلنت قتالها ضد الجيش المصرى والشرطة المصرية, ومن قادتها “احمد عشوش” وهو احد قيادات “تنظيم طلائع الفتح”, وجميعهم يتبعون العنف الدموى سبيلا لفرض آرائهم وبسط سلطانهم وتحقيق أهداف الاستعمار الجديد الذى يتخذ من الحرب بالوكالة بديلا عن خسارته لابنائه وامواله فى سبيل هدم الدولة المصرية , وتكون تلك الميليشيات المسلحة ذات الدعاوى الدينية الخاطئة والمضللة هى أهم آليات استراتيجية إختراق الوعى العام وهدم الفكر الجمعى للمصريين , ولكن المصريون أدركوا هذا الشكل الجديد البغيض للاحتلال المتكرر , وكما قاومت حصون الوعى العام جحافل الفكر المتطرف واكتشفت زيف ادعاءاته وضلال حجته , وكذلك رفض الوجدان العام للمصريين محاولات الخديعة بأقوايل حق اريد بها باطل , ولم تنطلى الخدعة على الوجدان العام , ولم تذرف الدمع على قتلى هؤلاء, وكأن لسان حال المجموع المصرى يقول لهؤلاء المدّعين المتأسلمين :” قتلاكم فى النار ولا مولى لكم” .
ومن العجب العجاب هو دعاوى هؤلاء لاتباعهم بنعيم الآخرة ويرفلون هم فى نعيم الدنيا , وينادون المجاميع بالزهد والتقشف , وهم من تترهل بطونهم ملىء بما لذا وطاب من الطعام ويتركون شظف العيش لمريديهم ,
وهم من يلتحفون الحرير ويتزينون بالمرصع من الأحجار الكريمة ويحملون على كواهل الضغفاء الصلد من الأحجار التى تنوء بها العصبة اولوا القوة ،
وهم من يهدمون مدنية الدولة عودة للبدائية والتخلف وفى ذات الوقت يحتمون بحقوق ويمارسون حريات الدولة المدنية , وهم من يعاقبون المقصرين فى الولاء لهم , وفى ذات الوقت هم يتباهون بكونهم عملاء الخيانة للوطن وللدين.
وينتصر الوجدان العام للمصريين على كل هذا الزيف وتنهزم اباطيل المدعين , لتنسحق من جديد فى معارك الوعى اهم اليات الآخر فى هدم الفكر وتضلليل الوعى وتشويه الوجدان العام , ويواجه المصريون جميعهم وليس فقط رجال الجيش والشرطة كل هؤلاء الخونة والمدعين المشكلين لميليشيات الحرب بالوكالة, وفى القادم ان شاء الله انتصار فى معارك اخرى تحت شعار “انتحار المعانى وتشويه الدلالة” سعيا لأن تأتى ثقافة المسئولية بعبور جديد وانتصار نحن قادرون على تحقيقه.
محمد نبيل محمد
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.